منتخب إيران.. هزيمة على عشب أخضر وأرض مخضبة بالدم
أمطر منتخب إنجلترا لكرة القدم شباك المنتخب الإيراني في ظهوره الأولى في كأس العالم المقام حاليا في العاصمة القطرية الدوحة.
لكن السداسية التي مني بها الفريق الإيراني لم تكن هزيمته الوحيدة خلال الأيام الماضية.
فعلى الصعيد الجماهيري، لم يحظ المنتخب بدعم مشجعيه بعد أن التقى أفراده الرئيس إبراهيم رئيسي قبل سفره إلى قطر للمشاركة في النسخة الحالية من البطولة العالمية.
ويعد بقاء رئيسي فيما تمور البلاد بالغضب على مدار 3 شهور سببا وراء انتقادات جماهيرية للفريق.
وقتل العشرات خلال الاحتجاجات الأوسع في إيران منذ ما سمي بالثورة الخضراء إبان انتخابات عام 2009، ما دفع موجة الغضب إلى ذروتها في البلد الذي تقوده حكومة متشددة، فيما تتزايد حدة الاستقطاب الذي سقط لاعبو المنتخب في فخه، ليواجهوا هزيمة أخرى ثقيلة لكن هذه المرة على أرض مخضبة بالدم.
وقد أفادت وكالة "ميزان" للأنباء التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، عن إغلاق مطعم في شمال طهران بدعوى دعم فريق كرة القدم الإنجليزي ضد المنتخب الإيراني".
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنه "أحد المطاعم الشهيرة الواقعة في شارع شريعتي في شمال طهران، تم إغلاقه بسبب دعمه منتخب إنجلترا لكرة وتمني الفشل لمنتخب بلادنا الوطني لكرة القدم".
وأضافت إنه مع "محتوى معاد للقومية" على حساب مالك المطعم بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" في منافسات مونديال قطر 2022، تم إغلاق المطعم من قبل قوات الشرطة بأمر من السلطة القضائية في طهران.
ولم تذكر وكالة ميزان للأنباء اسم المطعم أو مالكه.
وخلال المباراة التي أقيمت يوم الاثنين، هتف عدد من مشجعي كرة القدم الإيرانية "وقح ، وقح"، كما ارتدى بعضهم قمصاناً تحمل شعار "امرأة، حياة، حرية".
وشهدت إيران على مدى 3 شهور احتجاجات واسعة على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي سعادة بعض المواطنين في إيران بعد هزيمة منتخبهم الوطني أمام إنجلترا.
مأزق السلطات
ووجدت السلطات الإيرانية نفسها في مأزق فمن جهة سعت للدفاع عن المنتخب ضد المحتجين، وفي الوقت نفسه شنت هجوما على اللاعبين بعد امتناعهم عن ترديد النشيد الوطني قبل بداية المباراة.
واعتبرت صحيفة "كيهان" الممولة من مكتب المرشد علي خامنئي، إن عدم ترديد النشيد الوطني من قبل أعضاء المنتخب الإيراني خطوة تكشف عن أن هؤلاء "عديمي الشرف".
وقالت "أولئك الذين لم يغنوا النشيد الوطني يفتقرون إلى الشرف والحماس والغيرة الوطنية"، مضيفة أن سبب خسارة إيران كانت نتيجة "حربًا إعلامية نفسية جبانة وغير مسبوقة ضد هذا الفريق".
وقالت كيهان: "في الواقع، هذا التيار الإعلامي السياسي، ولا سيما سكان لندن، بدعم وتنسيق من الوطنيين المحليين من مشاهير السينما والرياضة إلى قنوات الإعلام والتليجرام، وحتى الشخصيات السياسية التي تدعي أنها إصلاحية، لديها تكاتفوا لمهاجمة اللاعبين".
من جانبها، علقت صحيفة "همشهري" التابعة للحكومة المحلية في طهران، على عدم ترديد النشيد الوطني من قبل المنتخب الإيراني، قائلة: "بعد فشل حملة جمع التوقيعات لطرد المنتخب الإيراني لكرة القدم من مونديال قطر، يعمل منظمو الحملة نفسها منذ فترة على مقاطعة النشيد الوطني".
وأضافت "بالتأكيد، لا داخل إيران ولا خارجها لا يريد أي من المواطنين مقاطعة النشيد الوطني؛ حتى بين الجماعات المعارضة".
لكن الصحيفة اعتبرت مقاطعة النشيد الوطني حملة تقودها الجماعات الانفصالية، مشيرة إلى أن "عدم ترديد النشيد من قبل المنتخب الوطني، عار سيُحفر على جباههم إلى الأبد".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز