مصادر غربية: إيران تواصل دعم الحوثيين في انقلابهم على الشرعية
مصادر تكشف خطة إيران في إرسال أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين ومقاتلين إلى ميليشيات الحوثي في حربها ضد الشرعية
أكدت مصادر إقليمية وغربية تقارير سابقة عن أن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين ومقاتلين إلى ميليشيات جماعة الحوثي في اليمن لتزيد الدعم لحليفتها الشيعية.
ونقلت "رويترز" عما وصفتها بمصادر مطلعة على التحركات العسكرية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ في اليمن؛ حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم.
ويضاهي ذلك نفس الاستراتيجية التي انتهجتها لدعم حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في سوريا.
وقال مسؤول إيراني كبير إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس في طهران الشهر الماضي لبحث سبل دعم الحوثيين.
وذكر المسؤول "في هذا الاجتماع، اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي."
وأضاف بقوله: "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط."
وتحركات إيران في اليمن تعكس فيما يبدو تنامي نفوذ المتشددين في طهران، والذين يسعون للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة مايو/آيار المقبل.
وقال اللواء الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي، الذي يقاتل الحوثيين في تصريح لرويترز: "لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يهربون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة."
واستدل على ذلك بمثال: "نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض... في حين أنه لم يكن موجودا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين. لقد جاء بعد ذلك."
وتنكر جماعة الحوثي دائما دور إيران في دعمها ماليا وعسكريا وفي التدريب، وذلك رغم تكرار مسؤولين إيرانيين لتصريحات تفصح عن دعم طهران للحوثيين.
وتحدث عن هذا مسؤول أمني إيراني كبير سابق لـ"رويترز" بقوله إن حكام إيران يخططون لدعم جماعة الحوثي في اليمن "لتعزيز قبضتهم في المنطقة".
وأضاف: "يخططون لإنشاء ميليشيا في اليمن على غرار جماعة حزب الله".
واتفق دبلوماسي غربي معه قائلا: "تحاول إيران منذ فترة طويلة صقل قطاعات من ميليشيات الحوثيين ليكونوا قوة معطلة في اليمن.
والمعركة في اليمن ترتبط بمطامع إيران في بسْط نفوذها إلى دول عربية سواء عبر نشر التشيع أو الميليشيات المسلحة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الوزارة "قلقة من الدعم الإيراني للحوثيين، بما في ذلك تقارير تفيد بأن إيران نقلت أسلحة لليمن، وهو ما يتناقض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 وحظر مجلس الأمن على تصدير إيران للأسلحة."
وتقول مصادر إن إيران تستخدم سفنا لتوصيل إمدادات إلى اليمن، إما مباشرة أو عبر الصومال؛ لتتحايل على جهود التحالف لاعتراض الشحنات.
وتقول مصادر غربية إنه ما إن تصل السفن إلى المنطقة يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه.
ومن المعتقد أن المياه المفضلة لتنفيذ تلك العمليات تشمل خلجانا صغيرة للصيد قرب ميناء المكلا، برغم أن هذا يتطلب أن يخوض من يتم تهريبهم من رجال أو عتاد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأقر اللواء عسيري المتحدث باسم التحالف العربي بصعوبة مراقبة سواحل اليمن البالغ طولها 2700 كيلومتر.
وقال: "لا يمكنك مراقبة كل هذا الساحل الطويل حتى لو جئت بكل بحريات العالم... إذا أوقفنا حركة تلك القوارب الصغيرة فسيؤثر هذا على الناس العاديين الذين يعملون بالصيد."
وفي الفترة من سبتمبر/ أيلول 2015 حتى مارس/ آذار 2016 اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مرارا أسلحة قال مسؤولون إنها على الأرجح كانت متجهة للحوثيين.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس/ آذار 2016 عندما توقفت عمليات الضبط.
وشمل العتاد صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق بالسعودية.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية. تقييمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران."
وأقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح (أرمامنت ريسيرش سيرفسز) التي تعقبت عتادا إيرانيا انتهى به المطاف في اليمن، أيضا بأن الكميات قد زادت.
وقال جونز: "لاحظنا المزيد من النجاح في عمليات النقل البحري خلال الشهور القليلة الماضية، وأظن أن الزيادة عموما في وتيرة ما نوثقه من أسلحة إيرانية ترجع جزئيا إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم البحرية."
وفي دراسة عن نقل التكنولوجيا الإيرانية لليمن صدرت اليوم الأربعاء قالت مؤسسة بحوث التسلح في الصراعات (كونفليكت أرمامنت ريسيرش) إن لديها أدلة تظهر أن الطائرة بدون طيار (قاصف-1) صنعت في إيران، ولم تصمم وتصنع محليا "في تناقض لتصريحات الحوثيين".
وبحسب المؤسسة فإن الحوثيين والقوات المتحالفة مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح استخدموا هذه الطائرات لاستهداف نظم الدفاع الصاروخي للتحالف.
وتكشفت في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة دلائل على عتاد عسكري أكثر تطورا يُشتبه بأن الحوثيين يستخدمونه.
ففي 30 من يناير/ كانون الثاني هوجمت فرقاطة سعودية قرب ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في عملية اتهم الحوثيون بالمسؤولية عنها.
وقالت البحرية الأمريكية إن قاربا دون ربان يتم التحكم فيه عن بعد، وكان محملا بالمتفجرات صدم السفينة السعودية في أول هجوم معروف من نوعه تستخدم فيه مثل تلك القوارب، وإن الحوثيين استخدموا على الأرجح تكنولوجيا من إيران.
وفي تطور آخر هذا الشهر قال مصدر بالحكومة اليمنية إن زورقا لخفر السواحل دمر قرب المكلا بألغام نشرها الحوثيون.
ووفق جينزين جونز فإنه "شملت عمليات النقل الأخيرة لأسلحة وذخائر سلسلة (الطائرات دون طيار) أبابيل الإيرانية المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار، واستخدمها الحوثيون ضد أهداف لها أهمية كبيرة مثل الرادارات وبطاريات صواريخ باتريوت"، مضيفا "هناك شبهات أيضا في نقل صواريخ مضادة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف".
وعلاوة على الأسلحة قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن طهران توفر خبراء أفغانا وعربا شيعة لتدريب وحدات للحوثيين، وللعمل كمستشارين فيما يتعلق بالإمداد والتموين.
ومن بين هؤلاء أفغان قاتلوا في سوريا تحت إشراف قادة بفيلق القدس.
وكانت إيران تستخدم هذا الأسلوب المستتر في سوريا في 2014 قبل أن تقوم بدور أكثر صراحة في تلك الحرب الدائرة منذ عام 2011.