رصاص مليشيات إيران يسقط 24 قتيلا و2000 جريح بالعراق
مليشيا فيلق القدس الإيراني تدير عمليات قمع المتظاهرين العراقيين من داخل مقر لمليشيا بدر وسط بغداد
24 قتيلا وأكثر من 2000 جريح سقطوا إثر استخدام مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لها الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين في بغداد والمدن العراقية الأخرى، في اليوم الأول من مظاهرات 25 أكتوبر المطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني في العراق.
لم تتمكن مليشيات الحشد الشعبي من تحمل مشهد المواطنين العراقيين وهم يحملون أعلام العراق ويطالبون بدولة ديمقراطية يحكمها العراقيون بعيدا عن إيران وتدخلاتها، فباشروا بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع عليهم لتفريقهم في بغداد ومحافظات الناصرية والسماوة والكوت والنجف والبصرة.
وكشف مسؤول في استخبارات وزارة الدفاع العراقية لـ"العين الإخبارية" أن فيلق القدس الإيراني يدير عمليات قمع المتظاهرين العراقيين من داخل مقر لمليشيا بدر وسط بغداد.
وقال المسؤول العسكري العراقي: "الإيرانيون يديرون عمليات قمع المتظاهرين من أحد مقرات مليشيا بدر قرب جامعة بغداد في منطقة الجادرية".
وأضاف "غرفة العمليات يشرف عليها رئيس أركان الحشد أبومهدي المهندس ويشارك في عضويتها كل من أبو زينب اللامي، مدير أمن الحشد، وفالح الفياض، رئيس هيئة الحشد، وقيس الخزعلي، زعيم مليشيا عصائب أهل الحق، وشبل الزيدي، زعيم مليشيا كتائب الإمام علي، وأكرم الكعبي، زعيم مليشيا النجباء".
كما يشرف على غرفة العمليات أيضا "أبو آلاء الولائي زعيم مليشيا كتائب سيد الشهداء، وأبو منتظر الحسيني، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الحشد القيادي في مليشيا بدر، وحامد الجزائري، زعيم مليشيا الخراساني، إضافة لمسؤولين من استخبارات الحشد بحضور ضباط من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي".
وأضاف المسؤول العراقي "أن النواب العراقيين والوزراء غادر جميعهم بغداد إلى إقليم كردستان وإيران وتركيا، واستلمت الدولة العميقة المتمثلة بمليشيات الحشد الشعبي قيادة الحكومة العراقية بإشراف مباشر من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي يتواجد حاليا ببغداد".
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" نشرت مديرية أمن مليشيات الحشد قناصة إيرانيين من فيلق القدس وآخرين عراقيين من الفصائل الولائية المقربة من سليماني، فضلا عن عدد من القناصة اللبنانيين من مليشيا حزب الله على أسطح المباني المرتفعة في بغداد خاصة المطلة على ساحات تجمع المتظاهرين منذ مساء الخميس.
وباشرت "فرق الموت" التابعة للحشد الشعبي التي تتكون من مسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء منذ بداية انطلاقة المظاهرات صباح الجمعة باستخدام العنف المفرط من خلال إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين حاولوا مرات عدة اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة التي تحتضن المقرات الحكومية وسط العاصمة.
وأكد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي لـ"العين الإخبارية": "مقتل 24 متظاهرا في المواجهات التي وقعت بين القوات الأمنية وحماية المقرات الحزبية والمتظاهرين اليوم، حيث قتل 8 في بغداد و6 في ميسان و6 آخرين في ذي قار وقتيل في المثنى و3 قتلى بالبصرة".
وأوضح البياتي أن عدد المصابين ارتفع إلى 2047 من المتظاهرين والقوات الأمنية في عموم العراق، وبلغ عدد المصابين في بغداد 1493، وفي ذي قار 80، و10 في محافظة واسط، و٧٦ بالمثنى، و301 بالبصرة، و36 بالديوانية، و57 في ميسان"، لافتا إلى أن أغلب الإصابات حدث بسبب استخدام الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والطلق مطاطي.
كما نوه بتعرض نحو 27 مبنى حكوميا ومقرات حزبية في محافظات الديوانية وميسان وواسط وذي قار والبصرة وبابل للحرق والتخريب.
في المقابل أضرم المتظاهرون النار بمقرات الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران في محافظات الناصرية والكوت والسماوة والعمارة والنجف وبابل، وشمل الحرق مقرات تيار الحكمة وائتلاف النصر وسرايا الخراساني وحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون وتيار الإصلاح ومباني محافظات الناصرية والسماوة والديوانية ومبنى مفوضية الانتخابات بمحافظة المثنى.
وفي بغداد اجتمع المتظاهرون في ساحة التحرير بعد يوم مليء بالعنف والرصاص الحي من قبل القوات الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي، وردد المتظاهرون شعارات طالبت بإسقاط النظام السياسي وتحرير العراق من نفوذ إيران وسط انتشار أمني مكثف من قبل المليشيات.
وتزامنا مع مظاهرات بغداد، واصل المتظاهرون في البصرة احتجاجاتهم التي رفعت مطالب متظاهري العاصمة العراقية نفسها.
وقال الناشط المدني أمجد المالكي من مدينة البصرة لـ"العين الإخبارية": "احتشد المتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة، ودخلوا من أبواب سور المحافظة إلى داخلها، لكن القوات الأمنية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فأصيب المئات بالاختناق والجروح إثر عمليات التدافع"، مشيرا إلى أن المتظاهرين أضرموا النار أمام بوابة مبنى المحافظة.
وفي الناصرية قتل مسلحو مليشيا العصائب ٦ متظاهرين وأصابوا أكثر من ٨١ آخرين خلال مواجهات وقعت بين الجانبين أمام مبنى المكتب السياسي للعصائب، أسفرت عن إحراق المقر بالكامل، ولا تزال المواجهات مستمرة بين المتظاهرين السلميين وهؤلاء المسلحين الذين يستخدمون الرصاص الحي في مواجهتهم.
ومنذ، مساء الخميس، يحتشد الآلاف من المتظاهرين العراقيين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، للمشاركة بمليونية "إسقاط النفوذ الإيراني" ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول التي تتزامن مع مظاهرات واسعة للجاليات العراقية بالخارج.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg جزيرة ام اند امز