إن رد إيران غير المزلزل ولا المؤلم على قتل قاسم سليماني جاء مبرمجا للخروج من الحرج ووعيد الدعاية الأيديولوجية
أشعلت الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقت على قاعدتين توجد بهما قوات أمريكية في العراق في عين الأسد وأربيل مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، خصوصاً مع اعتماد المسؤولين السياسيين والزعماء تلك المواقع لنشر تصريحاتهم عليها. فقد أزال العراقيون الغم والهم عن قلوبهم رغم المآسي المتلاحقة، وراحوا يطلقون الطرائف والنكات والفكاهات والتعليقات حول الصواريخ الإيرانية، منها: أنها "سخانات أبوفتيلة، صواريخ رحيمة، صواريخ منزوعة الدسم، صواريخ خالية من العبوات المتفجرة، صواريخ ماركة جق جقات، صواريخ موديل سبزي"، وغيرها من التعليقات التي تسخر من هذه الحرب بعد تلوعوا بالحروب الحقيقية.
إن رد إيران غير المزلزل ولا المؤلم على قتل قاسم سليماني جاء مبرمجاً للخروج من الحرج ووعيد الدعاية الأيديولوجية، لكنه كشف حقيقة الصواريخ الإيرانية التي ظهر ضعفها وعدم دقتها وفاعليتها؛ لأنها لا تصيب ولا تقتل، ويمكن أن تسقط دون أن تنفجر، وأنها مثل مدافع رمضان صوت بلا إصابات، حتى أن الصواريخ التي سقطت على أربيل لم تعمل حتى حفرة في الأرض؛ لأنها كانت خالية من العبوات المتفّجرة
يعلل العراقيون ساخرين: إن هدف هذا القصف هو امتصاص غضب الإيرانيين وحفظ ماء وجه الحكومة الإيرانية من أجل استعراض نفسها أمام العالم بمظهر المنتقم من العم سام. وذهب البعض إلى القول: ترامب فرحان لأنه لم يصب أي أمريكي بجروح، هل تعرفون لماذا؟ لأنه لم يكن أحد من الجنود الأمركيين في قاعدة عين الأسد، والوحدات العسكرية كانت في إجازة. ويشير بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي أنه بعد تغريدة ترامب تبيّن أن القصف متفق عليه مع وساطات، ليكون الرد تجميلياً لكرامة إيران حتى تدفن قاسم سليماني، وبذلك تكون قد وفت بوعدها ودفنته مباشرة بعد القصف، أي أخذت بالثأر على الفور. وعلى العكس من الصواريخ الإيرانية يقول ترامب: إن صواريخنا دقيقة وقاتلة وعالية السرعة.. وآخرون كتبوا: لكننا لم نر خطاباً ناعماً مثل خطاب ترامب في هذه الحرب! وسخر آخرون من الرد الإيراني قائلين: إن ترامب جالس في مكتبه في واشنطن ويقصف العراق بـ"الماوس" من هناك، في إشارة إلى تخلف الصواريخ الإيرانية.
ويندهش العراقيون أن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي كان يعرف بالضربات الإيرانية على قاعدة عين الأسد وضامها على الشعب. وعلق آخر: العراق حلبة رقص للإيرانيين، حتى أن عادل عبد المهدي أعلن عن تخفيضات بنسبة 56 بالمئة من الدول المتنازعة لحل مشاكلها على أرض العراق، بكل أنواع الأسلحة ونحنُ نتحمل كافة الخسائر البشرية!
وبوست آخر يقول على لسان عادل عبد المهدي: ألو، مين معي، الأمريكان لو الإيرانيين، اقصف عيني اقصف!
وقال آخرون إن رّد إيران غير المزلزل ولا المؤلم على قتل قاسم سليماني جاء مبرمجاً للخروج من الحرج ووعيد الدعاية الايديولوجية، لكنه كشف حقيقة الصواريخ الإيرانية التي ظهر ضعفها وعدم دقتها وفاعليتها، لأنها لا تصيب ولا تقتل ويمكن أن تسقط دون أن تنفجر، وأنها مثل مدافع رمضان صوت بلا إصابات، حتى أن الصواريخ التي سقطت على أربيل لم تعمل حتى حفرة في الأرض لأنها كانت خالية من العبوات المتفّجرة.
وآخر يقول: خلص الفيلم وخلصت المسرحية وما خلصت تعليقات المحللين في البرامج التلفزيونية. والبعض يتهكم قائلاً: إيران أبلغت القوات الأمريكية مسبقا عن نيتها بقصف القاعدة العسكرية الأمريكية لتفادي وقوع إصابات في صفوف الجنود والضباط الأمريكيين. ويقول آخر ساخراً: لم تُصب هذه الصواريخ حتى فأر أمريكي. فيما يتندر آخرون قائلين إن إيران لا تريد إصابة الهدف؛ لأنها تعلم أن ثمن قتل أي أمريكي سيكون غالياً جداً، أما العراقيون الذين سقطوا في القصف فليس لهم أية قيمة في الحسبان!
وظهرت مجاميع من البروباغندا الإيرانية والأمريكية يستخدم مناصرو كل منهما سخريته من المجموعة الأخرى، وبعضها يعلن غضبه من استخدام الأراضي العراقيّة، ويتساءل "ما ذنب العراق في هذا الصراع الأمريكي العراقي؟"، فيما نشر آخرون مقاطع فيديو تسخر من الضربات والضربات المضادة على اعتبار أنّها مناورات وألعاب نارية غير ذات قيمة إنّما استعراضات فارغة يدفع العراقيون ثمنها من حياواتهم وعلى أرضهم. وكتب آخرون: إن هذه الفعاليات -أي القصف الإيراني- من أجل استمرار معامل تصنيع الأسلحة.
وقد نشر مؤيدون لإيران مقاطع فيديو تظهر عسكريين أمريكيين يدخلون في عَلَمْ ويخرجون منه في توابيت، في إشارةٍ إلى التهديدات الإيرانية، كما أعادوا نشر صور سليماني وهو يقف أمام البيت الأبيض فيما الأخير يتعرّض لتفجيرات.
وعلق آخرون عن نتائج ضربات الصواريخ الإيرانية: إن الأمريكيين أعلنوا عن موت 280 جنديا أمريكيا من الضحك!
استمرّ تغريد المتابعين بأن الحرب العالمية الثالثة لن تقوم بسبب هذه الصواريخ الفارغة، مشيرين إلى أنّهم لا يزالون في مقتبل العمر ولا يريدون خوض هذه الحروب أو عيش تبعاتها.
واستمرت التعليقات عن أبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي الذي قضى مع قاسم سليماني، تقول: إيران ترفض دفن أبومهدي المهندس على أراضيها ولا حتى ترفع صورته مع تشييع سليماني، وتعيده إلى العراق على ظهر شاحنة، ويسخر آخرون بأنهم أخذوا جثمانه إلى إيران من أجل فحص الـ دي.إن.دي.
وفي النهاية، كتب المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي أن صاروخين سقطا على بناية مجلس الوزراء، الهدف منهما هو إيقاظ عبدالمهدي من نومه.
وكتب بعض المعلقين: شعبنا قال نريد وطناً ولم يقل نريد حرباً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة