الشعب العراقي انتفض منذ أكتوبر لاسترجاع بلاده من المخططات الخارجية التي تتربص به، بسبب التدخلات الخارجية
يعيش العراق، اليوم، أحداثاً وتقلبات سياسية خطيرة داخلية وخارجية، جعلت منه ساحة صراع لأمريكا وإيران، فهو كالسفينة التي تسير في بحر هائج في مواجهة العواصف وتتلاطمها الأمواج ، وسط أوضاع أمنية وسياسية واجتماعية هشة.
لأن العراق لم يُبن على أساس الإدارة الصحيحة للدولة ومؤسساتها ومشروعها الوطني، بل بُني على أساس مصالح الآخرين .
الشعب العراقي انتفض منذ أكتوبر لاسترجاع بلاده من المخططات الخارجية التي تتربص به، بسبب التدخلات الخارجية، ولكنه إلى حد الآن لم ينجح في أن يكون له وطن مستقل كأي شعب من شعوب المعمورة، على اعتبار أن بلاده لا تزال رهينة التدخلات، لأن العراق لم يُبن على أساس الإدارة الصحيحة للدولة ومؤسساتها ومشروعها الوطني، بل بُني على أساس مصالح الآخرين، كما نجد بعض الارتباك لدى الساسة في العراق على اعتبار أن بلادهم متواجدة في منطقة صراع غير محسومة الخيارات لغاية الآن.
الولايات المتحدة وإيران، أكبر قوتين مؤثرتين في صنع السياسة العراقية، وتحتفظ بغداد بمصالح حيوية مع الدولتين، فقد دعمته واشنطن في حربه على تنظيم داعش، لا سيما عبر الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي بقيادتها، بينما جهزت طهران فصائل الحشد الشعبي بالسلاح والتدريب والمستشارين للقضاء على فلول «داعش»، لكنها في المقابل تسببت في خلق توتر إضافي بين العراق والولايات المتحدة، لذلك فإن الهجمات الأمريكية الأخيرة على رجال إيران في العراق زادت من حرج الحكومة العراقية، فلا يمكن أن تستمر تلك الهجمات وتبقى الحكومة صامتة، لكنها بالمقابل لا تستطيع اتخاذ أي إجراء على اعتبار أن تصنيف فيلق الحرس الثوري الإيراني كونه منظمة إرهابية يعطي للبيت الأبيض نظرياً غطاء قانونياً لمهاجمة وحدات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، ويبقى التحرك الوحيد للحكومة، والذي يعتبر إجراء تنظيمياً مراجعة الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، بما يضمن استشارتها في خياراتها المستقبلية وعدم خرق السيادة مجدداً.
نقلاً عن " البيان الإماراتية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة