باحث أمريكي: صفقة شيطانية جمعت خامنئي وروحاني
خامنئي وقيادات الحرس الثوري تهربوا من المسؤولية والمساءلة عن الفشل بتوجيه أصابع الاتهام للمعتدلين.
حذر باحث وكاتب أمريكي من أن صفقة شيطانية جمعت بين المتشددين والمعتدلين في إيران منذ وقت طويل، لكنها باتت أكثر وضوحا في الوقت الراهن.
فالصفقة يحصل بموجبها ما يسمى "تيار الاعتدال" على مناصب سياسية قد تصل إلى رئاسة البلاد، إلى جانب فوائد مالية.
وفي المقابل يخفف تيار "المعتدلين" من انتقاد المرشد الإيراني، بل ويتحمل اللوم عن أي إخفاق في البلاد، ليساعد بذلك على بقاء النظام القائم.
عن تلك الصفقة، يقول الباحث السياسي الأمريكي، مجيد رفيع زاده، إن المتشددين الإيرانيين، تحت قيادة خامنئي، يشاركون في لعبة تقليدية تكتيكية للتهرب من المساءلة والمسؤولية عبر توجيه أصابع الاتهام للطرف الآخر، مشيرًا إلى أن انتقاد المعتدلين واستدعاء الرئيس حسن روحاني إلى البرلمان أو إقالة واعتقال بعض الساسة لن يعالج المشاكل الأساسية للنظام.
وأوضح زاده، خلال مقال له عبر صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أن ما يسموا بالمعتدلين، وتحديدا حزب الاعتدال والتنمية، يتعرضون لضغط هائل بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ومعدلات البطالة العالية والتضخم، بالإضافة إلى انهيار قيمة العملة المحلية.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ترشح مرتين للرئاسة، واعدا بتحسين أوضاع الاقتصاد ومستوى معيشة الإيرانيين وتوفير وظائف وفرص متساوية للشعب، وخاصة الشباب، الذين يمثلون أغلبية السكان، وصوت كثير من الإيرانيين مرتين لحزب الاعتدال والتنمية على أمل أن روحاني سيتمكن من الوفاء بوعوده ومعالجة بعض مشاكل الحكومة على الأقل، من بينها المشاكل السياسية والاقتصادية للبلاد.
لكن قال الباحث السياسي الأمريكي، إن الحكومة الإيرانية فشلت بشكل واضح، لافتا إلى أنه عند نهاية فترة رئاسة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد كان الريال الإيراني يساوي 30 ألفا مقابل دولار أمريكي واحد، لكن هذا العام، انخفضت العملة الإيرانية 300% تقريبا، لتسجل مستويات انخفاض تاريخية.
ولفت زاده إلى استدعاء البرلمان الإيراني روحاني الأسبوع الماضي لسؤاله عن الفشل الاقتصادي، ولاحقًا صوت البرلمان برفض إجابة روحاني على 4 أو 5 أسئلة، موضحا أنه لمدة 4 عقود تقريبا، كان يعمل النظام الإيراني على استخدام بعض الموالين له ككبش فداء، بل حتى إن النظام عادة ما كان يضحي ببعض من ساسته من أجل البقاء.
وقال مجيد رفيع زاده، إن مثل تلك المواقف تحدث تاريخيا عندما يواجه جزء من النظام مشكلتين، الأولى تتمثل في أنه لم يعد بمقدوره إقناع الشعب بأن دولًا أخرى، من بينها الولايات المتحدة أو دول الخليج، هي السبب وراء المشاكل الاقتصادية أو السياسية، وتتمثل الثانية في أن يكون بقاء النظام عرضة للخطر بفعل الغضب واسع النطاق أو التظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، يحتاج النظام إلى كبش فداء من أجل البقاء، وهذا بالضبط حيث يتدخل المعتدلون من أجل إنقاذ النظام، فقد أبرم تيار الاعتدال صفقة شيطانية مع المتشددين ليكونوا كبش فداء مقابل الحصول على بعض السلطة السياسية أو المنافع الاقتصادية.
وأوضح الباحث السياسي أن خامنئي والمتشددين يرغبون في سلطة مطلقة بدون الخضوع لمبدأ المساءلة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، اعتمد خامنئي على المعتدلين أو الرئيس، الذين لا يملكون سلطة فعلية لكنهم مستعدون لتحمل اللوم على أخطاء النظام.
وقال إنه من وجهة نظر المتشددين، وتحديدًا خامنئي وقيادات الحرس الثوري، فإنهم حققوا نصرًا سياسيًا عبر التهرب بنجاح من المسؤولية والمساءلة بتوجيه أصابع الاتهام للمعتدلين.
وعلى الرغم من هذا، رأى الباحث السياسي الأمريكي أن الوقع هو أن مشاكل الأزمة الإيرانية معقدة ومتعددة الأبعاد؛ فهي تتضمن الفساد المالي وسوء استخدام أموال دافعي الضرائب والأزمة المصرفية المتفشية وإنفاق مليارات الدولارات على الحرس الثوري إلى جانب المليشيات والمجموعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز