تحت ضغط العقوبات وكورونا.. نفط إيران الراكد يملأ الخزانات عن آخرها

تفيد بيانات رفينيتيف بتخزين 56.4 مليون برميل على الأكثر في أماكن تخزين عائمة حتى الثالث من يوليو الجاري

كشفت بيانات حديثة لقطاع الطاقة بأن إيران قلصت إنتاج النفط الخام لأدنى مستوياته في أربعة عقود، إذ تمتلئ صهاريج وسفن التخزين عن آخرها تقريبا بسبب تراجع الصادرات وخفض تشغيل المصافي جراء جائحة فيروس كورونا. 

وبحسب إف.جي.إي إنرجي، ارتفع إجمالي مخزونات الخام على البر إلى 54 مليون برميل في أبريل/ نيسان الماضي من 15 مليون برميل في يناير/ كانون الثاني الماضي. وازدادت المخزونات تضخما في يونيو/ حزيران الماضي لتصل إلى 63 مليون برميل.

• تراجع "حاد" في تجارة إيران.. وروحاني يقر بكارثة الاقتصاد
•  نفط إيران "الراكد" يواصل التسرب من بوابة فنزويلا

وتشير تقديرات شركة كبلر لمعلومات السوق إلى أن متوسط مخزونات الخام الإيرانية على البر في يونيو/ حزيران الماضي بلغ حوالي 66 مليون برميل. ويعادل ذلك نحو 85 بالمئة من طاقة التخزين المتاحة على البر.

ويتفاقم التوتر بين طهران وواشنطن منذ 2018 عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق نووي مبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية وأعاد الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران، مما يقوض صادرات النفط الحيوية للبلاد.

وتعتمد حكومة طهران بشكل رئيسي على عائدات الصادرات النفطية كمصدر للعملة الصعبة اللازمة لتأمين واردات من السلع الأساسية وقطع غيار تلزم لاستكمال مراحل الإنتاج المحلي.

وعقد البرلمان الإيراني عدة جلسات مغلقة مؤخرا بعد ما توارد عن تراجع شديد في صادرات النفط، بهدف البحث عن بدائل لتقليل اعتماد الموازنة على عائدات النفط. 

وكانت إيران تصدر أكثر من 2.5 مليون برميل نفط يوميا قبل عام واحد من العقوبات الأمريكية؛ فيما قد توقعت في ميزانيتها الحالية (بدأ تنفيذها في مارس/ آذار الماضي) بيع 1.5 مليون برميل نفط/ يوم.

ومن غير المعلوم حتى الآن كيف ستنفذ حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني خطتها المرتقبة بتقليل اعتمادها على عائدات النفط في ميزانية السنة الفارسية الحالية (تبدأ 21 مارس/آذار 2020).

وتوقع صندوق النقد الدولي أن مستوى العجز في الميزانية الإيرانية الحالية يبلغ 8% من إجمالي الاقتصاد الكلي للبلاد، ويقدر هذا الرقم بحوالي 36.5 مليار دولار أمريكي.

كما تمتلئ خزانات النفط الإيرانية العائمة. وقالت مصادر بقطاع النقل البحري إن التقديرات تشير إلى أن إيران تستخدم نحو 30 ناقلة لتخزين النفط، أغلبها ناقلات عملاقة، وهي التي يمكن للواحدة منها حمل مليوني برميل من النفط كحد أقصى.

ويعني هذا تخزين أكثر من 50 مليون برميل من النفط. وقالت المصادر إنه من المرجح أن يكون هذا مزيج من الخام والمكثفات، وهي درجة خفيفة جدا من الخام.

وتفيد بيانات رفينيتيف بتخزين 56.4 مليون برميل على الأكثر في أماكن تخزين عائمة حتى الثالث من يوليو/ تموز الجاري.

وأظهرت بيانات من فيسل فاليو المتخصصة في التقييمات أن أسطول إيران من ناقلات النفط الخام يبلغ عددها 54 ناقلة.