المعارضة الإيرانية تفضح تجاهل نظام طهران لكارثة الفيضانات
الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة تسببت في حدوث سيول وفيضانات هائلة في أكثر من 25 من محافظات إيران البالغ عددها 31 محافظة.
انتقدت المعارضة الإيرانية تجاهل نظام طهران لكارثة السيول والفيضانات، وعدم إرسال فرق الإغاثة والإنقاذ، وحشد عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابية والباسيج، لقمع الاحتجاجات الشعبية الساخطة على تقاعس هذا النظام تجاه الكارثة.
- إيرانيون يتظاهرون أمام مقر الحكومة البريطانية دعما لضحايا السيول
- السيول تحاصر النظام الإيراني.. تكتم على مصرع 200 خشية الغضب الشعبي
جاء ذلك في بيان لمكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا؛ حيث نظم وجمعيات الأنجلو – إيرانية، مساء اليوم السبت، مظاهرة احتجاجاً على الإجراءات القمعية التي اتخذها نظام ولاية الفقيه في مواجهة السيول والفيضانات المدمرة التي أثارت سخطاً واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد.
وأعرب أعضاء من جمعيات الأنجلو-إيرانية ومؤيدو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عن تضامنهم مع ضحايا السيول والفيضانات في إيران، في مسيرة خارج رقم 10 داوننج ستريت في لندن.
وقدم المشاركون في المسيرة تعازيهم إلى أولئك الذين فقدوا كل شيء وأحبائهم خلال السيول والفيضانات القاتلة التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية.
وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة في حدوث سيول وفيضانات هائلة في أكثر من 25 من محافظات إيران البالغ عددها 31 محافظة والعديد من المدن، بما فيها شيراز وخرم آباد وأصفهان، وتسبب في تدمير المنازل والطرق وأزهقت أرواح العديد من الإيرانيين.
وأشار البيان، إلى أنه "في الوقت الذي دمرت فيه السيول والفيضانات الغزيرة معظم المحافظات الجنوبية والغربية في إيران، فإن السلطات وحكومة روحاني أهملوا الضحايا وألقوا باللوم على بعضهم البعض".
وتابع البيان: "في الوقت نفسه، يحاول النظام إخفاء العدد الحقيقي للضحايا دون تقديم أي إغاثة للمناطق المتضررة"، مؤكداً أن الإيرانيين لم يستطيعوا "كبح جماح غضبهم من نقص الإغاثة ودور السلطات في تدمير البنية التحتية للبلاد، التي أسهمت إلى حد كبير في تفاقم عواقب هذه الكارثة الطبيعية".
وفي رسالة تضامن مع ضحايا الفيضانات، دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، إلى "التضامن الوطني لمواجهة السيول والفيضانات المدمرة والسيل المشؤوم المتمثل في نظام ولاية الفقيه".
وقالت رجوي: "أثبتت هذه الكارثة مرة أخرى أن سياسة النهب التي اتبعها النظام ودامت 40 عاماً، ألحقت أضراراً جسيمة بأرواح شعبنا وسبل عيشه في كل سيل وزلزال"، مشددة على أنه "نظام احتلال".
وكشفت المعارضة الإيرانية عن أن فساد النظام الإيراني، كان سبباً رئيسياً في الكارثة؛ حيث "قامت السلطات الإيرانية ببناء مبانٍ في محيط الأنهار أو سدوا المسارات الطبيعية للأنهار. عند تنفيذ هذه السياسة الفاسدة، سيطرت على ضفاف الأنهار وشواطئها وسفوح الجبال والغابات التي هي ممتلكات عامة أو أضرت بها أو باعتها".
ودعت رجوي جميع الإيرانيين والنساء إلى التعاون معاً في المناطق المنكوبة بالسيول والفيضانات وفي المناطق الأخرى المعرضة للخطر.
وأعلن أعضاء جمعيات الأنجلو- إيرانية عن دعمهم للاحتجاجات الشعبية ضد النظام لعدم تقديم الإغاثة وأدانوا التدابير القمعية لسحق الاحتجاجات الشعبية.
من جانب آخر قام عدد من الشخصيات البريطانية بإلقاء خطابات أمام المتظاهرين، وقال مالكوم فاولر من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان وجمعية الحقوقيين البريطانيين وولز: "إن إهمال وخداع النظام الإيراني بسبب الفيضانات الكارثية هو سمة من مظاهر تجاهله لحقوق الشعب وقمعه".
وقالت المحامية نوابوز نواكولو: "أنا هنا للتعبير عن دعمي لكم والطريقة الوحيدة لإيقاف هذه الكوارث هي أن تكون لديكم حكومة مسؤولة في إيران، الأمر الذي أنتم تعملون جميعاً بجد من أجلها".
وعبر الدكتور طاهر بومدرا، رئيس قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في العراق الأسبق، عن دعمه للشعب الإيراني وضحايا الفيضانات والمقاومة الإيرانية، وندد الإجراءات القمعية للنظام لإسكات الاحتجاجات الشعبية.
وكرر المشاركون والمتحدثون في التجمع بالعاصمة البريطانية لندن، الدعوة التي وجهتها رجوي بشأن دعوة "الشباب للاحتجاج على الإدارة المأساوية للأزمة من قبل السلطات وإجبار النظام على إتاحة الفرصة للسكان في استخدام موارد ومعدات قوات الحرس".
وفي تصريحاتهم، دعا ممثلو الجمعيات الأنجلو-إيرانية حكومة المملكة المتحدة إلى إدانة الرد القمعي لنظام ولاية الفقيه على الاحتجاجات الشعبية، وحثوا الحكومة البريطانية على العمل مع الاتحاد الأوروبي لدعوة السلطات الإيرانية علنًا إلى تقديم الإغاثة للمناطق المتضررة.