موعد أولي لانتخابات الرئاسة الإيرانية.. هذه تحديات المرحلة المقبلة
حددت إيران موعدا أوليا لإجراء انتخابات رئاسية بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، بوصفه استحقاقا يأتي في وقت تبحث فيه البلاد عن خليفة للمرشد.
وأعلنت هيئة الانتخابات الإيرانية، اليوم الإثنين، أنه قد تم تحديد 28 يونيو/حزيران موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية بشكل مبدئي.
وقال محسن إسلامي، المتحدث باسم هیئة الانتخابات نه قد تم اقتراح يوم 28 یونیو/حزيران على مجلس صيانة الدستور ليكون موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية رقم 14.
ووفقا له، حسب هذا الموعد المقترح، فإن توقیت التسجيل للمرشحین سيكون بحلول 28 مایو/أيار.
وقال إسلامي إن تفاصيل جدول الانتخابات وفقا للمادة 131 من الدستور تمت مراجعتها ووضع اللمسات النهائية عليها، اليوم الإثنين، في مقر الانتخابات بالبلاد.
وكان الرئيس إبراهيم رئيسي أعلن اليوم وفاته رفقة مسؤولين آخرين بحادث تحطم المروحية التي كانت تقلهم في شمال غرب البلاد، فيما يتولى نائبه الأول محمد مخبر الرئاسة بشكل مؤقت.
انتقال السلطة
ونظام الخلافة واضح في إيران، حيث تولى النائب الأول للرئيس محمد مخبر الرئاسة وفقا للدستور الذي ينص على انتخاب رئيس جديد في غضون 50 يوما، ما يمنح المرشد الأعلى على خامنئي والمسؤولين وقتا قليلا نسبيا لاختيار رئيس يقود البلاد في هذا الوقت الحرج، كما أنه يمكن أن يكون مرشحا لخلافة خامنئي.
لكن الرئيس الجديد سيكون أمامه تحديات كبيرة، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، إذ أنه مطالب باتخاذ موقف أكثر صرامة مع الغرب والتقرب من روسيا والصين.
ويظل التحدي الدائم الذي تواجهه إيران هو العلاقات مع إسرائيل، التي وصلت إلى مستوى جديد من الخطر في أبريل/نيسان الماضي بعد هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق والرد الإيراني عبر إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل إضافة إلى دعم طهران لحماس وحزب الله.
البرنامج النووي
وسيتعين أيضا على أي رئيس جديد اتخاذ قرارات كبيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، إذ كان كمال خرازي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى قد أعلن في 9 مايو/أيار الجاري أن بلاده ستفكر في التحول العقائدي إلى الردع النووي، إذا هاجمت إسرائيل ما قالت طهران إنها مواقع نووية مدنية.
كما حذر رافائيل غروسي، رئيس المفتشية النووية التابعة للأمم المتحدة، طهران من إنهاء الحديث الفضفاض عن تطوير سلاح نووي، قائلا إن ذلك مثير للقلق.
تحديات إضافية أمام إيران
وفي الوقت الذي تواجه فيه إيران تحديات مثل المعارضة الغربية على خلفية برنامجها النووي والصعوبات الاقتصادية والتوترات في الشرق الأوسط، تأتي وفاة رئيسي، كتحد إضافي للبلاد التي كانت تستعد بالفعل لتغيير النظام في ظل البحث عن خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي (85 عاما).
وفي ظل القيادة متعددة الرؤوس للبلاد، حيث تتوزع السلطة بين رجال الدين والمسؤولين السياسيين وقادة الجيش، فإن المرشد الأعلى، وليس الرئيس، هو الذي يتخذ القرار النهائي، حسب "الغارديان".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، تردد اسم رئيسي، الذي تولى رئاسة إيران عام 2021 باعتباره خليفة محتمل للمرشد الأعلى، مما يعني أن وفاته تفتح الباب أمام مجتبى نجل خامنئي لوراثة والده.
وستؤدي وفاة رئيسي إلى زيادة الشعور بأن إيران تمر بمرحلة انتقالية سياسية بعد الانتخابات البرلمانية في مارس/آذار الماضي التي أسفرت عن سيطرة المحافظين في ظل استبعاد الإصلاحيين.