"الكلى مقابل المال".. إيرانيون يسعون للتغلب على الفقر
عشرات الإيرانيين يلجأون لعرض أعضائهم للبيع في ظل الفقر اليأس الشديد والحاجة الماسة للنقود إثر انهيار اقتصاد البلاد.
كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن لجوء عشرات الإيرانيين لعرض أعضائهم للبيع في ظل الفقر واليأس الشديدين والحاجة الماسة للنقود إثر تواصل انهيار اقتصاد البلاد.
وقالت مراسلة الصحيفة بالعاصمة طهران، لوسي كالاجان، في تقرير بعنوان "الإيرانيون يعرضون "كلاهم" للبيع بعدما استنزفت العقوبات الاقتصاد"، إن عشرات الإعلانات علقت على جدار المبنى المهجور المقابل لمستشفى "هاشمي نجاد" في طهران.
وأضافت أن "الإعلانات التي كتب معظمها بقلم جاف وثبتت بشريط لاصق، أو كتب مباشرة على الواجهة الحجرية تعلن عن أعضاء بشرية للبيع"، ما يعكس معاناة الإيرانيين الذين يعيشون أوقاتا عصيبة دفعتهم لعرض بيع أعضائهم مقابل المال.
- الانهيار يتواصل.. إيران تخفي بياناتها النفطية للشهر الـ17
- إيران تعترف: العقوبات الأمريكية قضت على صناعة النفط وإيراداته
وكتب أحدهم: "أنا في السابعة والثلاثين من العمر على استعداد لبيع "كليتي" بسبب الديون والمشكلات المالية"، مضيفًا رقم هاتفه ونوع فصيلة دمه.
وأشارت إلى أن كاتب الإعلان اسمه "أصغر"، وهو عامل نسيج يبلغ من العمر 37 عاما يعيش مع زوجته في ضواحي طهران، ونقلت عنه قوله: "إذا كان بإمكاني تجنب القيام بذلك، سأفعل".
وأوضح أصغر أنه كان لديه وظيفة في مصنع؛ لكنه لم يتمكن من تغطية نفقاته، وأخبره رئيسه أن الناس لا يشترون الملابس التي يصنعونها، وأنه ليس لديه نقود لدفع راتبه.
ونوه الشاب الإيراني أصغر بأنه تلقى بعض العروض من أجل شراء كليته، وكان أعلاها 1500 جنيه إسترليني (1943 دولارا).
وأكدت المراسلة أن محنته والإعلانات على الحائط تعد مؤشرا لليأس الذي يشعر به كثير من الإيرانيين مع تدهور الظروف المعيشية، إلى جانب اقتصاد البلاد، تحت العقوبات التي فرضتها أمريكا منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب قبل عامين من الاتفاق النووي لعام 2015.
وأوضحت أن استراتيجية "أقصى ضغط" التي فرضها ترامب أسهمت في إضعاف الإصلاحيين بقيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبددت آمال الرخاء بموجب الاتفاقية النووية.
ولفتت إلى أن المشكلات الاقتصادية دعمت المتشددين الذين يتوقع أن تمنحهم انتخابات الجمعة أغلبية كبيرة في البرلمان؛ لا سيما لعد إقصاء أكثر من 7 آلاف مرشح إصلاحي معتدل.
وأكدت أن المشكلات الاقتصادية لم تؤثر فقط على الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى ولكنها طالت أيضا الأثرياء، حيث اختفت العلامات التجارية الأجنبية الراقية من المحلات التجارية.
وبعد حرمانهم من منتجات "جوتشي" و"فيرساتشي"، اضطرت أفراد النخبة للتعامل مع العلامات الإيرانية، حيث ينفقون عدة مئات من الجنيهات بدلاً من الآلاف لشراء معطف.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين بالمتاجر قوله: "العام الماضي كانت المتاجر مليئة بالعلامات التجارية الأجنبية. أتذكر أننا بعنا حقيبة بقيمة 15 ألف يورو قبل عامين.
وأضاف العامل: "الآن نخفي جميع الملابس الأجنبية. يأتي المسؤولون للتحقق من أننا لا نبيعها. منذ فترة، أخذوا بضائع مخزوننا بقيمة 700 مليون ريال (13 ألف إسترليني)".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز