مليشيات إيران.. خوف وتأهب وارتباك بأيام ترامب الأخيرة
تعليمات إيرانية لمليشياتها بالشرق الأوسط، توصي بالتأهب وتجنب إثارة غضب الولايات المتحدة الأمريكية، ما قد يقود نحو استهدافها.
توصيات خرقتها مليشيات طهران في العراق، في تعارض فضح ارتباكا بصفوفها وعدم توافق حيال الخطة المعتمدة من قيادتها للتعامل مع الأيام الأخيرة للإدارة الأمريكية الحالية.
شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية نقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم إن طهران وجهت حلفائها في شتى أنحاء الشرق الأوسط بأن يكونوا على أهبة الاستعداد.
كما أوصتهم بتجنب إثارة التوترات مع واشنطن، ما قد يمنح إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سببًا لشن هجمات بالأسابيع الأخيرة للولاية.
الشبكة أضافت أن الطلب - الذي أوصله جنرال إيراني بارز إلى الحلفاء في بغداد هذا الأسبوع - يعكس قلقا إيرانيا متناميا بشأن سلوك ترامب غير المتوقع، وحالة عدم اليقين في ظل الفترة الانتقالية الفوضوية حتى يتسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة خلال شهرين.
وطبقًا للشبكة، رحب حلفاء إيران بهزيمة ترامب في الانتخابات؛ خصوصا أن التوترات بين واشنطن وطهران تصاعدت في عهده، وبلغت ذروتها مطلع العام الجاري، بضربة أمريكية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
وأطلقت إيران صواريخ باليستية ردًا على الضربة الأمريكية، مستهدفة جنودا أمريكيين بالعراق، وإصابة العشرات بجروح.
كما انسحب ترامب، العام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع الدول الكبرى، وأعاد فرض العقوبات على طهران، متسببًا في شل اقتصادها.
مخاوف الأيام الأخيرة
قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية أشارت إلى وجود مخاوف متزايدة بشأن ما قد يفعله ترامب الذي يرفض قبول نتيجة الانتخابات، خلال أيامه الأخيرة بالرئاسة، بما في ذلك ضربة محتملة على أعداء واشنطن بالخارج.
والخميس، حذر مستشار للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، من أن أي هجوم أمريكي على طهران قد يشعل "حربًا شاملة" بالمنطقة.
لكن الشبكة الأمريكية رأت أن تلك المخاوف لا يبدو أن لها أساسا ملموسا، إذ إن ترامب في الواقع أمر بإنهاء سحب القوات الأمريكية الموجودة في العراق وأفغانستان بحلول منتصف يناير/كانون الثاني المقبل.
وأشارت الشبكة إلى أن إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر بعد يومين من الانتخابات، أثار موجة تكهنات حيال ما إن كان الأمر مرتبطًا بخطة أوسع نطاقًا لشن ضربات بالخارج.
ومع تبقي شهرين حتى تسلم إدارة بايدن السلطة، سلم قائد "فليق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، رسالة من طهران خلال اجتماع مع فصائل المليشيات المدعومة من إيران والساسة الشيعة في بغداد هذا الأسبوع، طبقًا لسياسيين عراقيين بارزين حضرا الاجتماعات في بغداد.
وبحسب المصدر نفسه، تضمنت الرسالة تعليمات للمليشيات لمنع ترامب الفرصة لبدء جولة جديدة من العنف.
أما الرسالة للمجموعات شبه العسكرية الشيعية العراقية، فكانت بالتزام الهدوء ووقف الهجمات ضد الوجود الأمريكي بالعراق خلال الوقت الحالي.
واستشهد أحد الساسة العراقيين بما قاله قآني حول أنه إذا كانت هناك عدائية من جانب إدارة ترامب، فإن الرد الإيراني "سيكون متوافقًا مع نوع الضربة."
وأكد مسؤول حكومي عراقي اجتماعات قآني مع الفصائل الموالين لإيران في البلاد هذا الأسبوع.
لكن بعد ساعات من توصيل قآني رسالة إيران في بغداد – وبينما كان لا يزال موجودا بالعراق – أطلقت مجموعة من صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء بالعاصمة، لتسقط على بعد بضع مئات الأمتار من السفارة الأمريكية، وأسفرت بعض تلك الصواريخ عن مقتل طفل وإصابة خمسة مدنيين.
ورأت الشبكة أن الهجوم -الذي يتعارض مع توجهيات تجنب التصعيد- قد يكون مؤشرًا على عدم توافق محتمل داخل صفوف المليشيات، أو خطة متعمدة للفصائل لتقديم رسالة مختلطة والحفاظ على غموض نواياها.