الكاظمي يتهم أطرافا بمحاولة توريط حكومته بالدم والفساد
دعا رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اليوم الإثنين، إلى جولة جديدة من الحوار لحلّ أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، فيما اتهم أطرافًا سياسية بـ"عرقلة عمل كابينة تصريف الأعمال".
وقال الكاظمي في كلمة بذكرى رحيل رئيس الجمهورية الأسبق، جلال طالباني، خلال زيارة إلى أربيل، إنّ "هذه الحكومةُ تحمّلت الكثير، من الظروفِ الصعبةِ والاستثنائيّة، ومن التلفيقِ والتزوير، وكيلِ الاتهاماتِ الباطلة، لتحصيلِ مكسبٍ هنا أو هناك، وهذا ما يتنافى مع كلِ القيم".
وتابع بالقول: "نعملُ ما يُمليه علينا واجبُنا الوطنيُ والأخلاقيُ والإنساني، لأجلِ عراقِنا العظيم، الذي كان مهدَ الحضارةِ الإنسانية"، مبينًا أنّ "هذه الحكومةُ أُريد لها أن تتورطَ بالدمِ وتسكت عن صفقاتٍ مشبوهةٍ وسرقاتٍ موصوفة، حتى يرضى عنها طرفٌ هنا أو هناك".
وأشار إلى أن "هذه الحكومةُ أرادها البعضُ جسرًا لعبورِ مرحلةٍ ما، من دونِ تغيير حقيقي... نعم، أقول ذلك بصراحة، وللتاريخ، هناك من أرادَ لهذه الحكومةِ أن تُقمعَ الأصواتُ المطالبةُ بأدنى الحقوق، وأن تكونَ أداةً بأيديهم، ولكنهم فشلوا، فما كان منهم إلاّ وضعَ العراقيلِ أمامَها لغرض إفشالِها بكل الوسائل".
وحول الأزمة السياسية الراهنة، أكّد الكاظمي، على "ضرورةِ العودةِ إلى طاولةِ الحوار الوطني الجامعِ لكل العراقيين لنطرحَ معًا هواجسنا، ونناقشَ خلافاتِنا، ونضعَ الحلولَ بناءً على المشتركات".
وقال رئيس الوزراء، إنّ "العراقُ وشعبُ العراق ومصالحُ العراقيين هي الغاياتُ التي يجبُ أن تكونَ أمامَنا جميعًا، والهدفُ الذي يجبُ أن يتقدمَ الجميعُ إلى طاولةِ الحوارِ الوطني. فالاتفاقَ الوطني على أساسِ المشتركاتِ العراقيةِ العميقة، والقيمِ الوطنيةِ المترسخةِ في بلادِنا ليسَ بالصعبِ أو المستحيل. العراقيون استطاعوا أن يعيدوا تقديمَ أنفسَهم للعالمِ بصورةٍ تليقُ بهم وبتاريخهم، وبإمكانِهم اليومَ صياغةَ حلٍّ يحفظُ مستقبلَ وطنِهم، ومستقبلَ أبنائهم".
وتعيش البلاد أزمة سياسية هي الأسوأ في تاريخ العراق منذ عام 2003، ظهرت على المشهد ما بعد إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر الماضي وتصاعدت حدتها بمرور الأيام حتى وصلت إلى الصدام المسلح بين الفرقاء مؤخراً.
وأطلقت جهات حكومية وقوى سياسية وأطراف محلية ودولية محاولات تقريب ومبادرات حوار بين طرفي النزاع الإطار التنسيقي والتيار إلا أنها جمعياً باءت بالفشل.