يسعى العراق، من خلال الحفاظ على مسافة واحدة من جميع اللاعبين الإقليميين، إلى السيطرة على سياسته الخارجية، وتحرير نفسه من ضغوطات إقليمية.
حيث يبدي حرصاً قوياً على انتهاج سياسة الانفتاح مع عمقه العربي، وفق استقلالية القرار العراقي، ويبدو أن مؤتمر بغداد الأخير نجح في إعادة العراق إلى العرب، وأكد عودة العرب إلى العراق.
الحضور العربي القوي في هذه القمة يوحي بأن تطورات إيجابية في الطريق، لما تحمله رسالة دعم للعراق في مرحلة انتقل فيها البلد من مرحلة التردد إلى الحسم في خيار العودة بقوة إلى الحضن العربي، واحتلال مكانه المرموق، وفرض دوره في التحولات الإقليمية.
القمة منطلق لصفحة جديدة في حاضر ومستقبل المنطقة، وفي علاقة العراق مع محيطه العربي، حيث سيبقى عنصراً أساسياً في معادلة التوازن السياسي والعسكري والاقتصادي في المنطقة العربية، وإن ابتعد فترة من الزمن عن محيطه، بسبب الظروف الصعبة، التي مر بها نتيجة ااختلالات في سياسته الخارجية، إلا أنه يملك أوراقه الرابحة، فقد بات يمتلك السيادة الكاملة، وجميع مؤهلات استقلاله وإرادته.
ولا شك في أن انفتاح العراق على الدول العربية خطوة نحو الطريق الصحيح، فالعراق الآمن المستقر ذو السيادة والهوية العربية هو مرتكز في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، حيث إنه قادر في المستقبل القريب على أن يحتل موقعه، ويباشر عمله في التحولات السياسية الجارية في المحيط الإقليمي بعيداً عن أي ضغوطات، إذ إن التطورات الأخيرة أسهمت في تعزيز بيئة وطنية لمد جسور جديدة مع المحيط الإقليمي وإبعاد العراق عن الصراعات، ومن المؤكد أن صعود العراق كقوة في مجال السياسة الخارجية قد بدأ، بعدما نجح في القمة الأخيرة في تخفيف حدة التوترات في المنطقة.
نقلا عن البيان الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة