الكاظمي بذكرى تأسيس الجيش العراقي: لن نسمح باختطاف بلادنا
أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن بلاده لن تكون ملعبا للصراعات أو ساحة لتصفية الخصومات الدولية والإقليمية.
وشدد الكاظمي، في كلمة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، بحسب بيان لمكتبه، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أن "صون سيادة العراق وأمنه وسلامته هو قرار عراقي بامتياز، تفرضه ضرورات بلادنا ومصالحه أولا وأخيرا".
- رئيس وزراء العراق يفتح تحقيقا مع أحد مستشاريه بشأن سليماني
- العراق: لا نريد أن نكون منطلقًا لضرب دول الجوار
ولفت إلى أنه حريص على "صيانة القرار السيادي للعراق وتمثيل الإرادة الوطنية دون التأثر بالضغوط والمزايدات السياسية، التي تواجه حكومته المؤقتة".
وبين أنه "مهما أثّرت الخيارات والصراعات السياسية والحروب العبثية على رحلة الجيش العراقي، إلا أنه سيظل وفياً للوطن وللدولة".
وتابع: "نقف باعتزاز وفخر لتحية جيش العراق العظيم، قادة وضباطا ومراتب، ونحيي بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن أرض العراق وحماية كرامته، كما نحيي بطولات جيشنا وتضحياته في الدفاع عن فلسطين الحبيبة".
واستطرد: "جيشنا الوطني توج مسيرته إلى جانب قواتنا الأمنية بكل صنوفها في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من أرض العراق المقدسة واستطاع النهوض من كبوته".
واستدرك: "خرج الجيش منتصراً على محاولة كسر هيبته ووجوده وطمس هويته، وقد فعل ذلك مراراً عبر التأريخ الحديث"، مردفاً: "لا تنهض أمة بجيش مطعون وجريح يتم التآمر عليه وزجه في الأخطاء السياسية كما حدث في عهد صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل".
وبشأن ظروف تشكيل حكومته المؤقتة، قال الكاظمي: "لقد واجهنا منذ اليوم الأول تحديات كبيرة ومعقدة لم تمر في تاريخ العراق المعاصر يتقدمها تحدي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية التي نجمت عن انهيار أسعار النفط، بالإضافة الى تداعيات الأزمة الاجتماعية الحادة التي مثلتها مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، وما تلاها وما ترتب عليها من نتائج".
وأكمل رئيس الوزراء العراقي، قائلا: "كان من المؤسف حقاً، أن يتحول العراق، وهو سليل الحضارة وبوابة التاريخ، إلى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه، وكان علينا واجب حماية بلدنا من تداعيات هذا الصراع الخطير، لذلك عملنا منذ اليوم الأول على مسارات واضحة في إعادة التوازن لملف علاقاتنا الدولية".
وحول ملف تواجد القوات الأجنبية في العراق، أشار الكاظمي إلى أن حكومته أطلقت ومنذ بداية تشكلها الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف انسحاب جنودها، وهو الأمر الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارتنا الأخيرة إلى واشنطن.
وبيّن أنه "كثمرة لهذا الحوار الاستراتيجي المتواصل تم سحب دفعات من القوات الأمريكية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات، ولن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، ويجري جدولة إعادة انتشارهم خارج العراق بالكامل ضمن اتفاقات بين البلدين".
وأكد رئيس الوزراء أن "هذا التطور قد بُني على ضوء جاهزية قواتنا المسلحة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه".
وشدد الكاظمي: "لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت، ولن نخضع للمزايدات السياسية والانتخابية، وأن قراراتنا تنطلق من مسؤوليتنا الوطنية".
وتابع أن "جيش العراق على أهبة الاستعداد للقيام بواجبه لوضع كل هذه الاستحقاقات حيز التطبيق"، مضيفا: "واجهنا حملات الطعن والتشكيك ومحاولة كسر إرادتنا باستعادة هيبة الدولة بصبر الشجعان لا ضوضاء المزايدين والانتهازيين".
وأضاف الكاظمي أن "قرار العراق لن يكون بيد المغامرين، واكتفينا بتاريخ من المجانين الذين قادونا إلى الحروب العبثية والدم وكسر هيبة العراق".
وأكد أنه :"نقف في يوم جيشنا الباسل، لنعلن أن عام 2021 سيكون عام الإنجاز العراقي على كل المستويات، وأن مرحلة استنزاف ثروات العراق وإمكاناته قد انتهت الى غير رجعة بإرادة العراقيين".
وأكمل الكاظمي قائلا: "في الآونة الأخيرة شهدنا تصريحات متشنجة من كل الأطراف، وأهيب بالجميع الالتزام بالمصلحة الوطنية واعتماد لغة الحوار وبث روح الأمل لدى شعبنا، فالعراق والعراقيون يستحقون التضحية والصبر والحكمة".
واستدرك الكاظمي قائلا: "علينا واجب إيصال العراق وشعب العراق إلى بر الأمان وسنعمل مهما ظن الواهمون أن بإمكان الصراخ ترهيب من تجذّر حب الوطن في قلوبهم".