من "دولة الظل" إلى "سقوط الموصل".. الدراما العراقية في أيام رمضان
تتزاحم الأعمال الدرامية والبرامج المنوعة في أغلب الدول العربية والإسلامية مع إطلالة شهر رمضان منذ أن عرفت الشاشة طريقها إلى الجمهور .
وقبيل أسبوعين من إطلالته، تجري الكثير من المؤسسات والقنوات الفضائية العراقية ترويجاً لبرامجها الرمضانية من مسلسلات وأعمال أخرى وسط تنافس وتزاحم كبيرين في كسب ذائقة المشاهد وجذب اهتمامه.
وكانت الدراما العراقية سجلت تراجعاً كبيراً على مستوى الإنتاج والتحضير لذلك الشهر خلال العامين الماضيين على وقع أزمة مالية عاشتها البلاد تبعها إجراءات وقائية مشددة بسبب جائحة كورونا العالمية.
الفنانة آسيا كمال، التي سجلت حضوراً كبيراً من خلال جملة من الأعمال الدرامية خلال مواسم رمضان الماضية، تستبشر خيراً بما سيقدم خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكنها ستكون خارج قائمة الأعمال الفنية هذا العام، لانشغالها بعمل درامي خليجي مشترك، تستعد لبدء تصويره قريباً، كما تقول في حديث لـ"العين الإخبارية".
وتتوقع أن يكون هناك حضوراً لافتاً يلاقي استحسان المشاهد العراقي، وخصوصاً أن الدراما العراقية تعود بأفضل مما كانت عليه إبان جائحة كورونا التي زحف تأثيرها على الفن فضلاً عن بقية مجالات الحياة.
ومع وفرة الإنتاج يتطلع معنيون في الشأن الفني أن تقدم الدراما العراقية شيئاً مختلفاً للمشاهد بما ينمي معارفه وثقافته من خلال ما يطرح من مضامين وقضايا.
تقول الفنانة والأكاديمية عواطف نعيم، إن الأعمال التي أنتجت في العقد الأخير تشابهت في مضامينها وأحداثها وضحاياها، فضلاً عن التناول السطحي والأسلوب الفني الهابط".
وتلفت نعيم خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "الكثير من الأعمال التي تعنى بإرث العراق وتاريخه وتراثه قدمها مخرجون غير عراقيين مما أظهرها بزي مختلف بعيداً عن روحها وموطن وقوعها الأصلي".
من جانبه، يرى السيناريست حامد المالكي، أن "الدراما العراقية اليوم باتت بحاجة إلى ضخ دماء جديدة على مستوى التأليف والكتابة والرؤيا المختلفة التي تخرج المشهد الحالي من كلاسيكية التداول والتناول للموضوعات".
ويؤكد المالكي في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "أغلب المنتج الدرامي خلال السنوات العشر الماضية تركز على أحداث تعنى بفورية وقوعها وأنية الاشتغال والظهور، بما يدفع بها أن تكون حكايات يومية، فيما أن تاريخ البلاد يزخر بالعديد من القضايا والموضوعات التي ممكن الالتفات إليها فنياً".
إلا أن المالكي، يشير إلى علاقة تعاطف ومحبة ما بين المشاهد العراقي والأعمال الدرامية التي تقدم محلياً، مما يرجح تلك الأعمال وتراتبيها لديهم من حيث الأهمية والمشاهدة بغض النظر عن مستواها الفني والإنتاجي مقارنة بما يطرح في مصر وسوريا وغيرها.
وضمن الدورة البرامجية للأعمال الفنية سيكون المشاهد العراقي أمام مسلسل "الكادود"، الذي تدور أحداثه ومشاهده التصويرية عند المناطق الريفية، ويتناول قضية عشق بين رجل وامرأة يعملان في سلك التدريس، وهو من تأليف عبد الخالق كريم، وإخراج إحسان عبدالله، وبطولة ذو الفقار خضر وسولاف جليل، وإنعام الربيعي.
ومن الأعمال التي ستكون حاضرة في جزئها الثاني خلال شهر رمضان، مسلسل "كمامات وطن"، بعد أن سجلت متابعة جماهيرية ونجاح كبير خلال الموسم الماضي والتي تعاملت مع الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها البلاد منذ خريف 2019.
ويناقش المسلسل في كل حلقة قضية ومشكلة من مشكلات المجتمع العراقي في إطار درامي اجتماعي ساخر، يؤدي فيه الممثل إياد راضي دور البطولة وهو من تأليف وإخراج سامر حكمت.
كما سيطل مجموعة من الفنانين العراقيين، بينهم جواد الشكرجي وجلال كامل ومريم غريبة عبر مسلسل "وطن"، الذي نقدم أحداثه التي تجمع ما بين الرومانسية والقضايا السياسية، ضمن إطار بوليسي يعتمد لقطات الأكشن وهو من إخراج مهند أبو خمرة وتأليف عبد الحميد المغربي.
وفي مسلسل يتناول قضايا سياسية خطرة، يجسد مجموعة من الفنانين أدوار البطولة ضمن "الدولة العميقة"، التي تعني بالقوى الخفية التي تحرك قرار الدولة السياسي وتتحكم في موارده وثرواته، وهو من تأليف عادل كاظم وإخراج بختيار فتاح.
وفي عمل آخر، "حلم وخيال"، من تأليف وإخراج علي أبو خمرة، وهو مسلسل تدور قصته عن محلة تراثية بغدادية قديمة تتعرض للزوال من قبل بعض المستثمرين ليبدأ بعدها الصراع وتحتدم المواقف يجسد بطولته محمود أبو العباس وكاظم القريشي وكريم محسن وطه علوان والمطرب حسام الرسام.
فيما تدور أحداث مسلسل "جوري"، وهو من تأليف أحمد عثمان وإخراج علي عباس عن أحداث وقعت في إحدى المسارح خلال سبعينيات القرن الماضي، يشترك ببطولته باسم الطيب وآلاء نجم وشجرة الدر ومحمد البصري.
وكذلك أعمال أخرى بينها "بنات صالح"، من تأليف ندى عماد خليل وإخراج عماد محاس، يجسد فيه الفنان محمد هاشم دور البطولة بمشاركة زهور علاء وتدور قصته عن رجل يقضي ردحاً من الزمن سجيناً يخرج بعدها بالبحث عن طليقته ومصير بناته.
فيما يعد "ليلة السقوط"، أبرز وأكبر الاعمال الدرامية العراقية لرمضان 2022، الذي يرصد أحداث مدنية الموصل واجتياحها من قبل تنظيم داعش في يونيو 2014، وهو عمل مشترك يؤدي بطولته مازن محمد مصطفى ورياض شهيد وحسن هادي وجواد الشكرجي من العراق، وكندا حنا وباسم ياخور وميلاد يوسف، وصبا مبارك من سوريا ومن مصر طارق لطفي وأحمد صيام.
وتصل ميزانية الإنتاج لذلك المسلسل إلى أكثر من 5 ملايين دولار وجرى تصوير مشاهده عند مدينة الموصل القديمة والعاصمة بغداد ومناطق كردستان العراق، وهو من إخراج ناجي طعمة وتأليف مجدي صابر.