كربلاء تدوي مجدداً: الموت لخامنئي.. الموت لولاية الفقيه
احتجاجات كربلاء العراقية، أكثر المدن قداسة لدى شيعة إيران، تفجرت مجدداً بعد اعتقال الشيرازي الرافض لفكرة الولي الفقيه
ثلاثة أيام مرت على اعتقال إيران لحسين الشيرازي، نجل المرجع الشيعي صادق الشيرازي، دون أنباء عنه، ما أعاد للأسماع الهتافات المعارضة التي صدمت وشقت آذان نظام خامنئي في إيران في انتفاضة 2017، ولكن هذه المرة من أقدس المدن الدينية بالنسبة له، وهي كربلاء.
- الخميني وخامنئي وسليماني في عين عاصفة الغضب الإيرانية
- مدينة مشهد.. 5 حقائق ستفاجئك عن مهد مظاهرات إيران
فرغم السكون الذي خيَّم على الساحة الإيرانية بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت ضد نظام خامنئي في آواخر 2017 وأوائل 2018، إلا أن الواضح أن مساعي إسقاط ما بقي من هالة مقدسة زائفة على "نظام الولي الفقيه" لن تتوقف.
فقد نظم عراقيون وقفة احتجاجية أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، الثلاثاء، مطالبين طهران بالإفراج عن حسين الشيرازي الذي تم اعتقاله في 5 مارس/آذار الجاري في مدينة قم الإيرانية.
كما طالب المشاركون الحكومة العراقية بالتدخل لإطلاق سراحه، وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت اليوم، الحكومة العراقية بالتدخل من أجل إطلاق الشيرازي؛ كونه يحمل الجنسية العراقية، بحسب ما نشره موقع "السومرية نيوز" العراقي.
وهذا هو الاعتقال الثاني الذي يتعرض له حسين الشيرازي؛ حيث سبق اعتقاله في فبراير/شباط الماضي على يد محكمة رجال الدين في مدينة قم.
ووفق ما نشره حساب "مؤسسة تراث آل المجدد"، المعنية بنشر تراث وأخبار آل الشيرازي، على موقع "تويتر" فإنه لم تصل أخبار عن مصير حسين الشيرازي رغم محاولات أهله التواصل مع الجهات الأمنية.
وقال إن سيارتين من الاستخبارات الإيرانية أوقفت سيارة المرجع الشيرازي ونجله حسين، وانتزعت الأخير منها وأهانته أمام والده وجرته إلى مكان مجهول.
ولم يتم الإعلان رسميا عن سبب اعتقال الشيرازي، إلا أن المقربين منه وأتباعه قالوا إن السبب هو المحاضرات التي يلقيها ضد "ولاية الفقيه" التي ابتدعها الخميني ليوطد نفوذه وسيطرته على الشيعة خلال ثورته 1979.
وتفجرت ردود فعل غاضبة على هذا الأمر، فإلى جانب مظاهرات كربلاء، نظم محتجون وقفة أمام السفارة الكويتية، مساء أمس الأربعاء، وفق ما نشرته صحيفة "الوطن" الكويتية، وإن كانت لفتت إلى أن الوقفة لم تأخذ تصريحا من وزارة الداخلية.
وردد المتظاهرون شعارات تتبرأ من الخميني وخامنئي، وتؤكد أنهما لا يمثلان الشيعة.
ودعا الشيخ يوسف ملا هادي، أحد المشاركين في الوقفة، إلى التبرؤ من نظام خامنئي الذي وصفه بـ"المستبد الذي لا يحترم ولا يقدر مشاعر الشيعة في العالم".
وفي أربيل، عاصمة إقليم كردستان، قال بعض تابعي الشيرازي إنهم لم يتمكنوا من التظاهر أمام القنصلية الإيرانية في المدينة بسبب تشديد الحراسة حولها، ولكنهم رفعوا صور الشيرازي من داخل السيارة، ونشروها على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى تلك الحسابات نشط عدة هاشتاقات، منها #السيد_حسين_الشيرازي و #الحرية_للسيد_حسين_الشيرازي، و #كلنا_السيد_حسين_الشيرازي ندد معظم المشاركين فيها بخامنئي وولاية الفقيه، فيما حاول آخرون موالون لخامنئي تبرير الاعتقال بأن كل من ينتقد خامنئي وولاية الفقيه تجب معاقبته لأنه يخدم مخططات الأعداء بحسب تعبيرهم.
كما تساءل آخرون عن سبب عدم قيام القنوات الموالية لخامنئي، ومنها قناتا "المنار" و "الميادين" التابعتان لمليشيا حزب الله بتغطية المظاهرات والاحتجاجات على اعتقال الشيرازي، فيما تخصص مساحات واسعة للاحتجاجات على سجن المرجع الشيعي الموالي لإيران في البحرين عيسى قاسم.
وعودة إلى كربلاء لرمزيتها الدينية، فمظاهرات الثلاثاء لم تكن صرخة الرفض الأولى ضد نظام ولاية الفقيه.
فقد سبقتها مظاهرات بكربلاء وأيضا في النجف في 2015 و2016 وإسقاط صور خامنئي والخميني أرضا، وترديد هتافات "الديكتاتور" عن خامنئي، و"إيران برة برة.. كربلاء تبقى حرة"، شارك فيها التيار الصدري الشيعي وآخرون.
وإضافة إلى الاحتجاج على نظام "الولي الفقيه" فقد زاد من غضب هؤلاء التداخل السافر من إيران في شؤون العراق عبر دعم المليشيات الموالية لها، التي شكلت مليشيا الحشد الشعبي بحجة محاربة الإرهاب.
ولذلك فقد علا الهتاف في كربلاء أيضا عام 2016 ضد قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني القائمة على تدريب تلك المليشيات.
ومن الشعارات الغاضبة التي رددها المحتجون "السفاح الإيراني"، و"الإرهاب الإيراني"، وهاجموا مقار الأحزاب والمليشيات الموالية لإيران.
ثم تجددت الهتافات هذا الأسبوع صادحة بـ"الموت لولاية الفقيه" عقب اعتقال الشيرازي.
وإن كانت هذه الاحتجاجات تمت خارج إيران، فإن احتجاجات 2017-2018 شهدت تحولا لافتا بانتقالها إلى عمق إيران، وخاصة في مدينة مشهد، ثاني المدن المقدسة هناك بعد مدينة قم، ومسقط رأس خامنئي ومعقل أنصاره، حيث أشعلوا النيران في صوره وصور سلفه الخميني هاتفين "الموت للديكتاتور" و"ارحل".