الخميني في مقابلة نادرة 1979.. إرهاب للمنطقة وتكفير لحكامها
شبكة سي بي إس تكشف من خلال أرشيفها عن مقابلة "متوترة" مع الخميني كشف فيه أسلحة ثورته الإرهابية منذ العام الأول لحكمه
بثت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية من أرشيفها فيديو نادراً لحوار سجلته مع مرشد ثورة إيران الخميني، لخص فكر ومشروع نظام الملالي المعادي للمنطقة، واستخدام التضليل وتجارة الدين في تنفيذه.
والحوار أجراه والت والاس ببرنامج "60 مينيتس" الإخباري الاستقصائي عقب ثورة الخميني عام 1979، والذي انتهى بطرد المذيع الأمريكي.
وكان والاس حريصا على كشف حقيقة فكر نظام الملالي، فاستعان بمترجم للفارسية في مقر الشبكة بنيويورك؛ ليراجع على ترجمة المترجم الذي استعان به الخميني، ويقيس مدى صحة الترجمة.
الحوار كان خلال مقابلة في المجمع السكني الخاص بالخميني، وكان شديد الحراسة، وتم رفض نصف أسئلة والاس، مقدما، دون توضيح سبب وجيه.
كما تم منع والاس من أية أسئلة لها علاقة بالسياسة الداخلية لإيران، وأوضاع حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أية أسئلة عن الخميني شخصيا.
ومن ضمن الأسئلة التي استطاع توجيهها ما كان يخص أزمة الرهائن الأمريكيين بطهران، ولماذا يصر الخميني على احتجازهم على الرغم من هروب شاه إيران السابق من طهران؟.
فكان رد الخميني أن تلك "المسألة" -على حد تعبيره- هي ما يريده 35 مليون شخص هم تعداد سكان إيران في ذلك الوقت.
وأضاف أن الرهائن الأمريكيين لن يتم إطلاق سراحهم دون تسليم الشاه السابق للسلطات الإيرانية الجديدة.
إلا أن مترجم الخميني قام بنقل كلام مختلف تماما عما قاله الأخير، في محاولة واضحة لتحسين صورته أمام الإعلام الغربي، فقال إن الشاه لابد أن يعود ليحاكم على خيانته ضد الشعب، وتصادر أمواله بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة لإيران في ذلك الوقت؛ ما دفع الشبكة لتجاهل رد المترجم الرسمي في وقت بث المقابلة لكشف الحقيقة.
واقتحم طلاب إيرانيون تابعون للخميني مقر سفارة واشنطن بطهران عام 1979، وأخذوا أمريكيين رهائن لإرغام واشنطن على تسليم شاه إيران الذي كان يعالج هناك، قبل أن يُطلق سراحهم في 1981.
وضع ذلك السؤال والاس في حالة تأهب؛ حيث كشف حدسه الصحفي عن أن هناك لعبة يحاول نظام الملالي لعبها عليه، لذا ردّ قائلا: "هذا السؤال لم يجب عما إذا كان سيطلق سراح الرهائن أم لا"، وذلك في رد على ما قاله المترجم الرسمي للخميني.
فأجاب الخميني غاضبا: "لقد أعطيت جوابا لذلك! الشعب يريد ذلك، ونحن لا نستطيع ألا نستجيب لإرادتهم".
فما كان من والاس إلا أن يرد عليه قائلا "إذن، فسيبقى الرهائن هناك، داخل مجمع السفارة الأمريكية بطهران، إلى متى؟ للأبد؟".
فكان رد الخميني مقتضبا ومنزعجا: "حتى يرجع الشاه، الأمر في يد كارتر (في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر) لتسليم الشاه لنا".
عرف الإعلامي الأمريكي حينها أنه يتعامل مع نظام مخادع، لكن كان لابد له الكشف عن وجه طهران القبيح للشعب في الولايات المتحدة، فواصل طرح أسئلته، لكن بطريقة ذكية تكشف عنف وتطرف الملالي دون أن تضعه في موقف حرج داخل بلد أسر 66 مواطنا من بلاده.
فقام الإعلامي بتوجيه الضربة تلو الأخرى للخميني، فبدأها بسؤال حول اتهام كارتر له بممارسة الإرهاب، وأنه ونظامه سيتحملان المسؤولية إذا ما تم إلحاق الأذى بهؤلاء الرهائن.
وعاد الخميني ليضع الشعب الإيراني مجددا في وجه المدفع قائلا بشكل استنكاري وغاضب "هل الـ35 مليون شخص بإيران إرهابيون؟ فلتسأل كارتر! هل تفسر السياسة بهذا الشكل؟! هل تصف شعبنا بالإرهابي؟! هذه إهانة لنا! هل فهمكم للسياسة أن شعبنا شعب إرهاب؟! هذه إهانة بكل المقاييس!".
عرف والاس أين نقاط ضعف الخميني، وبدأ بالضغط عليه بأسئلة تكشف عن التطرف والتشدد الذي انتهجه، فقام بسؤاله عن تصريحات للرئيس المصري الراحل أنور السادات، والتي كشفت عن انتهاج الملالي لتكفير أي ممن ينتقدونه بشكل مباشر وواضح.
"الرئيس المصري السادات، الذي هو شخص متدين بطبيعته، مسلم، يقول إن ما تفعله الآن هو عار على الإسلام، ويصفك أيها الخميني، بكلماته وليس كلماتي، مختلا. وأعرف أنك تعرف أنه وصفك بذلك، فما ردك؟".
هنا تجهم وجه المترجم الرسمي ورفض ترجمة السؤال للخميني، إلا أن والاس أصرّ على أن ذلك التصريح هو من السادات على التلفزيون الأمريكي وليس منه شخصيا.
وعند ترجمة سؤال والاس، استشاط الخميني غضبا وقال نصا: "السادات يدّعي أنه مسلم، وأنننا لسنا مسلمين. هو ليس بمسلم! هو يتعامل مع أعداء الإسلام! السادات وضع يده في يد أعدائنا! (في إشارة إلى اتفاق السلام مع إسرائيل) وهو يعلم جيدا ما يحدث في جنوب لبنان ومع الفلسطينيين! هو يعرف جرائم الإسرائيليين! إلا أنه يعتبر نفسه مسلما على الرغم من ذلك! هو كافر بلا شك!".
وقام المترجم الرسمي للخميني بالإجابة بشكل مختلف عما قاله الخميني، حيث قال إن الخميني يطالب شعب مصر بالثورة ضد السادات وإنهاء حكمه الموالي لإسرائيل.
وعندما سأله ولاس عما إذا كان يريد الخميني من المصريين الانقلاب على السادات كما انقلب الإيرانيون على الشاه، أجاب المترجم بأن ذلك هو ما قاله الخميني.
ويستغل الإيرانيون حتى الآن مسألة "التكفير" في شحن الشعوب ضد حكامها، عبر صناعة ودعم ميليشيات تسعى لقلب أنظمة الحكم بها بحجة أنها لا تطبق الشريعة الإسلامية.
تلك المقابلة كشفت عن الكثير من تطرف النظام الإيراني ونظرته للسياسة الإقليمية والدولية، حيث لا تزال إيران تنتهج المنهج نفسه الذي وضعه لها مؤسسها، وهو الكذب والتضليل والتكفير وتحريض الشعوب على إزالة الأنظمة التي تقف في وجه المشروع الإيراني التوسعي الاحتلالي.
جدير بالذكر أن الملالي طرد والاس في نهاية المقابلة، إلا أنه أستطاع العودة سالما الى بلاده بعد مقابلة مؤسس أحد أكثر الأنظمة شرا، ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA=
جزيرة ام اند امز