الانتخابات المحلية بالعراق.. عودة «محبطة» بنسب مشاركة «ضعيفة»
في انتخابات هي الأولى منذ عقد، يصوت العراقيون، الإثنين، لاختيار أعضاء مجالس المحافظات، في وقت تخيّم حالة من الإحباط على الرأي العام، انعكست على نسبة المشاركة والتي وصلت عند منتصف اليوم إلى 20% فقط.
وتشهد الانتخابات، في العراق البلد الذي يقطنه 43 مليون نسمة، مقاطعة العديد من التيارات، أبرزها التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعدما أعلن مقاطعة الانتخابات التي تقام في 15 محافظة.
- الأولى منذ 10 سنوات.. بدء التصويت في الانتخابات المحلية بالعراق
- الانتخابات المحلية بالعراق.. فكر جديد أم عودة لممارسات ما قبل 2019؟
نسب تصويت متدنية
وبلغت نسبة التصويت 17% حتى الساعة 12 ظهراً، وفق القاضي عمر أحمد رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات، متوقعاً "زيادة عدد المصوتين بعد الظهيرة وفي المساء".
ودعا في مؤتمر صحفي المواطنين إلى "التوجه إلى محطات الاقتراع للإدلاء بأصواتهم للإسهام بإنجاح العملية الانتخابية التي تجري في أجواء آمنة ومستقرة".
وكان الإقبال لا يزال ضعيفاً منتصف، الإثنين، لكن نسبة المشاركة قد تزداد لا سيما في الأرياف في الساعات التي تسبق إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة 18,00 (الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش).
وتعدّ الانتخابات المحلية استحقاقاً سياسياً هاماً لحكومة محمد شياع السوداني، الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلّم الحكم قبل نحو عام.
وشرح ريناد منصور الباحث في مركز أبحاث "شاتام هاوس" لوكالة فرانس برس أن "نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضى وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا".
ما هي مجالس المحافظات؟
ومجالس المحافظات أنشئت بعد الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003، وتتمتع بصلاحيات واسعة.
وعلى رأس صلاحيتها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط، لكن معارضيها يرون أنها «أوكار للفساد وبأنها تعزز الزبائنية».
وكانت مجالس المحافظات قد جرى حلّها في العام 2019 تحت ضغط شعبي في أعقاب مظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد.
لكن حكومة السوداني تعهدت بإعادتها لتكون هذه الانتخابات الأولى منذ العام 2013، وتستثنى منها ثلاث محافظات منضوية في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال البلاد.
ودعا السوداني العراقيين، بعدما أدلى بصوته في بغداد صباح الإثنين، إلى "المشاركة الفاعلة في اختيار الأكفأ والأصلح" ومن "يتمتع بمواصفات النزاهة والإخلاص".
وأضاف أن المحافظات من مجالس ومحافظين هي "ركن تنفيذي ثانٍ للدولة وتساعد بشكل كبير الحكومة في تنفيذ برنامجها التنفيذي".
من يحق لهم الانتخاب؟
ودعي نحو 17 مليون ناخب للاختيار من بين 6000 مرشح يتنافسون على 285 مقعداً في جميع المحافظات.
ومنذ فتح مكاتب الاقتراع عند الساعة السابعة صباحاً (الرابعة بتوقيت غرينتش)، لم تشهد العملية الانتخابية أي "خرق" أمني كما صرح وزير الداخلية عبد الأمير الشمري.
ومن المتوقع أن تصدر نتائج "أولية"، الثلاثاء، بعد 24 ساعة من نهاية التصويت، وفق مفوضية الانتخابات.
ويضمّ مجلس محافظة بغداد 49 مقعداً، فيما يضمّ مجلس محافظة البصرة على سبيل المثال 22 مقعداً.
ومن بين المرشحين 1600 امرأة يمثلن نسبة 25% المحددة لهن، وخصصت أيضاً 10 مقاعد للأقليات المسيحية والإيزيدية والصابئة في بلد متعدد الإثنيات والطوائف.
وفي المحافظات السنية، يُتوقّع أن يتراجع تحالف "تقدّم"، عقب قرار المحكمة الاتحادية العليا في نوفمبر/تشرين الثاني بإقالة زعيمه محمد الحلبوسي من منصبه كرئيس لمجلس النواب.
أما في محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، فيتوقع أن تكون المنافسة أكثر احتداماً حيث قد تعود إلى الواجهة التوترات بين مختلف المجتمعات المكونة لها من عرب وأكراد وتركمان.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA=
جزيرة ام اند امز