اسم رئيس البرلمان وموعد انتخابه.. العراق يحسم الملف المؤجل
في تحرك ألقى بحجر في مياه انتخاب رئيس البرلمان الراكدة منذ أكثر من عام، حدد الإطار التنسيقي (الائتلاف الحاكم في العراق)، موعد عقد جلسة اختيار رئيس جديد لمجلس النواب.
وقال قيادي مقرب من قوى الإطار التنسيقي الشيعي (الائتلاف الحاكم في العراق)، الأحد، إن «الإطار التنسيقي عقد اجتماعاً في مكتب زعيم ائتلاف دولة القانون والقيادي في الإطار نوري المالكي مساء السبت، وتوصل إلى إجماع على تحديد الثلاثاء من هذا الأسبوع لاختيار رئيس مجلس النواب».
المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أضاف في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن الإطار التنسيقي توصل إلى قناعة بدعم تولي النائب محمود المشهداني لمنصب رئيس البرلمان، بعدما أبلغهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بتوافق الكرد على دعم المشهداني.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق التي تعدّ أعلى سلطة قضائية في البلد الآسيوي، أصدرت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قرارا باتاً ملزماً بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بناء على دعوى «تزوير» تقدم بها النائب ليث مصطفى حمود الدليمي.
تحركات سياسية
وبعد قرابة عام من ذلك التاريخ، جرت الأسبوع الماضي سلسلة اتصالات مكثفة بين القيادي في الإطار التنسيقي زعيم منظمة بدر هادي العامري وزعيمي الحزبين الكرديين مسعود بارزاني وبافل طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وأكدا على دعم المشهداني، بحسب المصدر.
وأشار إلى أن «زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم الذي كان يعارض تولي المشهداني منصب رئاسة البرلمان ويشدد على ضرورة منح هذا المنصب لشخص مقرب الرئيس السابق محمد الحلبوسي وافق على تولي المشهداني المنصب.
وقال المصدر إن «الحكيم أكد خلال اجتماع الإطار التنسيقي على أنه يجب أن نعقد اجتماعاً مع المشهداني ونقدم له التزامات قبل أن نعطيه أصواتنا، وقد وافقت قيادات الإطار على طلبه».
وبحسب المصدر فإن «جلسة البرلمان سوف تشمل فقرة واحدة ليوم الثلاثاء وهو انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب والمرشح هو محمود المشهداني، ومنع المرشح السابق النائب سالم العيساوي من تولي المنصب».
والعيساوي كان مدعوماً من بعض قوى الإطار التنسيقي وزعيم تحالف السيادة خميس الخنجر إلا أنه طرأت مستجدات على المشهد السياسي العراقي جعلت الإطار وبعض الأحزاب الكردية تتخلى عنه.
المشهداني رئيساً للبرلمان
بدوره، قال علي البنداوي النائب عن تحالف قوى الدولة الوطنية، إن المشهداني سيكون رئيساً للبرلمان في جلسة يوم الثلاثاء المقبل.
وأضاف أن «الإطار التنسيقي أعلن أكثر من مرة عن ضرورة حسم منصب رئيس البرلمان عبر ترشيح شخصية وطنية ومعتدلة»، متابعًا: «في الماضي لم يكن هناك توافق بين القوى السياسية السنية على مرشح، لكن الآن أصبح هناك توافق بأغلبية على المشهداني».
وأشار إلى أن ملف انتخاب رئيس البرلمان «سيحسم هذه المرة، لأسباب كثيرة، أبرزها وجود مجموعة من القوانين، تتطلب إجماعًا وطنيًا، وتمرير ملف رئيس البرلمان لحسمها».
ومنذ إزاحة محمد الحلبوسي عن رئاسة البرلمان أصبح نائبه الأول محسن المندلاوي وهو قيادي في الإطار التنسيقي يدير شؤون البرلمان وجلساته، الأمر الذي عدّه مراقبون بأنه محاولة من الإطار الشيعي للاستحواذ على المنصب.
ومنصب رئيس الوزراء (رئاسة الحكومة) هو من حصة الشيعة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، فيما منصب رئاسة الجمهورية من حصة المكون الكردي، بينما حصة رئاسة البرلمان هو حصة المكون السني، وفق العرف السياسي السائد.