مليشيا الحشد الشعبي داخل الجيش العراقي.. وزير واقتصاد منفصلان
قيادات من مليشيا الحشد الشعبي أو داعمة له تحدثت صراحة عن إجراءات تجعل منها كيانا فوق الجيش العراقي وليس مجرد "جزء" منه
باتت مليشيا الحشد الشعبي تعبر عن أهدافها صراحة في أن تكون قوة فوق الجيش العراقي نفسه، وليس مجرد جزء منه رغم جرائمها وانتمائها المعلن لإيران، وذلك بأن يكون لها قيادة واقتصاد منفصلين عن القوات المسلحة الرسمية.
فبعد أن حصلت الميلشيا على أهدافها في "اعتراف قانوني رسمي" بأنها "جزء" من القوات المسلحة والأمنية في قانون صدر عام 2016، ثم صدور مرسوم هذا الشهر بمساواة مرتبات عناصر المليشيا بمرتبات القوات المسلحة، إلا أن المليشيا كشفت عن مزايا أخرى تنفرد بها عن الجيش، تجعل قيادتها خاصة بها، ولها اقتصاد خاص بها بعيدا عن الجيش، وتعطي لعناصرها مصادر قوة وغنى لا يتمتع بها أفراد الجيش.
فقد أعلن ميثم الزيدي، المشرف العام على "فرقة العباس القتالية"، إحدى فصائل مليشيا الحشد الشعبي، والمقربة من المرجع الديني علي السيستاني، أنه بخصوص الأمر الديواني بتكييف أوضاع عناصر الحشد فإن هيكلية الحشد تغيرت كثيرا، فرأس الهرم (أي المليشيا) سيكون بمنصب وزير، ويرتبط به مكتب المفتش العام والدائرة القانونية.
وبذلك تكون مليشيا الحشد الشعبي لها قيادة خاصة تساوي في مكانتها مكانة وزير الدفاع.
كذلك أشار إلى أنه سيكون هناك محاكم عسكرية خاصة بالحشد الشعبي.
وبالنسبة لعناصر المليشيا من غير خريجي الكليات العسكرية فقد تم إعطاؤهم درجة وظيفية تعادل الرتبة العسكرية لخريجي الكليات من الجيش النظامي، بحسب ما نقله عنه موقع "السومرية نيوز"، هذا الأسبوع.
اقتصاد فوق الجيش
ولا يقتصر الدعم المالي والمعنوي لعناصر الحشد الشعبي على مساواة مرتباتهم بنظيرتها في الجيش النظامي، أو إعطائهم درجات وظيفية أو رتبا مساوية للضباط، ولكن أيضا يواصل الحشد والجهات الداعمة له خلق اقتصاد خاص به يعطي مزايا لعناصره لا يحصل عليها أفراد الجيش والشرطة العراقيون.
ومن ذلك إعلان همام حمودي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، أمس الثلاثاء، افتتاح أول جمعية تعاونية للحشد الشعبي، تم تسميتها بجمعية "يوم النصر".
وذكر بيان لمكتب حمودي أن هذه الجمعية "مبادرة متألقة تؤكد أن من حقق النصر سيحقق البناء، وأن حشدنا هم حماة وبناة حقيقيون".
كما تحدث عن تطلعه لتقديم مزيد من الدعم المادي والمعنوي للحشد عبر "تطوير المبادرة إلى جمعيات سكنية للمقاتلين"، داعيا البنوك إلى دعم هذا التوجه.
وتوفر جمعية يوم النصر مختلف الاحتياجات المنزلية، وصولا إلى السيارات بالبيع نقداً وبالتقسيط بدون فائدة، للمقاتلين والمدنيين على حد سواء، وبدون التعقيدات المتبعة لدى سواها.
وتتمتع أيضا مليشيا الحشد الشعبي بتمويل يأتيها على هيئة التبرعات والدعم من الجمعيات والأحزاب الموالية لإيران، وتطلق من وقت لآخر أيضا حملات تبرع من المواطنين العراقيين بحجة دعم "الدفاع المقدس"، وذلك بالرغم من استخدامها الكثير من هذه الأموال في جرائم ضد العراقيين من غير الموالين لإيران، مثلما حدث في بابل وتكريت والفلوجة و غيرها.