"قناطر الموت" تعرض حياة تلاميذ المدارس للخطر في العراق
تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على خلفية مشاهد باتت متكررة لطلبة مدارس.
وأظهرت الصور مجموعة من التلاميذ يعبرون طرقا محفوفة بالمخاطر سعياً للوصول إلى مدارسهم.
كما أظهرت صور ومقاطع فيديو لمناطق نائية مختلفة عبور طلبة مدارس على ممرات ضيقة عبر الأنهار والجداول، تعاني التهالك وفقدان متطلبات السلامة مما ينذر بسقوطهم وتعريض حياتهم للخطر.
وكان آخر تلك الحالات تزاحم العشرات من طلبة صغار العمر على معبر ضيق، فوق جدول ماء، لا يتسع لأكثر من شخصين في قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى.
وعبر مدونون عن استيائهم لذلك المنظر فور انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الجهات المسؤولة باتخاذ المعالجات السريعة الكفيلة بتذليل مشاق الطريق ورفع المخاطر.
وجاء في أحد التعليقات أن "ما يواجه طلبتنا من نقص في الأبنية المدرسية واكتظاظ الأعداد وشح الكتب المنهجية بات غير كاف للإجهاز على الدراسة في العراق، حتى يضاف إليها ممرات الموت".
وفتحت المدارس العراقية أبوابها مطلع الشهر الجاري بعد نحو عامين من الإغلاق الجزئي، وتقليص ساعات الدوام جراء تفشي جائحة كورونا.
ويعاني العراق منذ سنوات من تراجع المستوى التعليمي والتربوي جراء جملة من الأسباب، بينها قلة المدارس مع ازدياد أعداد الطلبة، فضلاً عن الظروف التي رافقت جائحة كورونا ما فاقم من الأزمة في البلاد.
قائم مقام قضاء الخالص عدي الخدران، قال في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، تعليقاً على الحادث إن "هذه المدرسة في قرية "تتن" التابعة لمنطقه الحديد في ناحية هبهب"، مضيفاً أنه "تمت زيارة هذه القرية من قبل المحافظ، وأمر بتوسيع الممر المنشور في الصورة".
وأضاف قائم مقام قضاء الخالص أن "المحافظ أمر أيضاً بإنشاء ممر مجاور للممر المذكور، كي يتسع هذا الممر لأربعة أشخاص ذهاباً وإياباً".
وأوضح الخدران، أن "هذا الممر كان مغلقاً لدواع أمنية، حتى لا تتمكن الدراجات النارية من العبور على هذا الممر"، مستدركاً أنه "تم فتحه لاحقاً".
وسبق ذلك بأيام، مقطع مصور أظهر بقايا من "قنطرة"، مهدمة في منطقة البدرية بمحافظة واسط، جنوب العراق، فيما كان جمع من التلاميذ يحاول العبور من فوقها، بحسب مقطع فيديو مصور.
ولم يتبق من ممرها سوى أكثر من بضع سنتيمرات، ما يضطر التلاميذ إلى التشبث بإطار خرساني مثبت على "القنطرة"، خشية الوقوع في النهر خلال محاولتهم العبور.
وأطلق مجموعة من رواد تويتر "هاشتاق" حمل عنوان "أنقذوا تلاميذنا"، رداً على قنطرة "البدرية".
وبعد انتشار المقطع المصور، عبر منصات التواصل الاجتماعي، دعا مدونون السلطات المحلية في المحافظة، إلى التحرك وإنقاذ التلاميذ.
ورداً على تلك المطالبات تحركت عناصر محلية من المحافظة بتأطير القنطرة المهدمة بإطار حديدي، ما أثار موجة من السخرية جراء تلك المعالجات التي وصفها المغردون بـ"البدائية والمعيبة".