دور خليجي منتظر.. قمة بغداد تجمع الخصوم وتسعى لإذابة الجليد
يتوقع أن تجمع قمة دول الجوار المزمع عقدها بالعاصمة بغداد قريبا مختلف الخصوم، وسط حديث عن دور مؤثر لدول الخليج العربية.
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كشف منتصف الشهر الماضي عن مسعى عراقي لعقد قمة مصغرة تجمع دول الجوار الإقليمي والعربي بحضور أوروبي وغربي.
ووجهت بغداد خلال الأيام الماضية عبر سفرائها ووزير خارجيتها فؤاد حسين الدعوات إلى دول الجوار.
وسادت الأوساط العراقية حالة من الجدل حول كيف يمكن أن تجمع القمة العراقية مختلف الفرقاء الذين تتقاطع أجنداتهم السياسية والاقتصادية؟، إلا أن ذلك لم يكن بعيد المنال خاصة أن جميع من وجهت لهم الدعوات لديهم الجدية والرغبة في حلحلة التعقيد، وتفكيك مناطق الصراع والاشتباك، بحسب المحلل السياسي حسن الزيادي.
بغداد أعلنت أن القمة ستعقد في 28 من الشهر الحالي، ولكن لم تستبعد تأجيلها لظروف تتعلق بحضور الضيوف، فيما تشير تسريبات من داخل الحكومة أن بغداد أنهت أغلب استعداداتها وفق الأجندة بحسب التاريخ والمكان.
وقبيل أيام أثارت زيارة لرئيس مليشيات هيئة الحشد الشعبي إلى سوريا لغطاً واسعاً بشأن حمله رسالة لدعوة الرئيس بشار الأسد إلى قمة بغداد، وهو ما سارعت الخارجية العراقية لنفيه.
وأكدت في بيان، إنه لا يحق لأي جهة أو حركة الاجتهاد في موضوع دعوة رؤساء قمة بغداد، والأمر محصور بالحكومة العراقية.
بالون اختبار
وذهب بعض المراقبين إلى تفسير ما حدث على أنه "بالون اختبار"، أرادت من خلاله مليشيات الحشد جس نبض الرأي العام، قبل التحرك للضغط على حكومة الكاظمي لدعوة دمشق.
غير أن تلك التحركات لم تغير من موقف قادة دول عربية وخليجية، لديهم نيه حقيقية في الحضور، والعمل على دعم العراق.
وأبدت السعودية والإمارات والكويت تضامنها الكامل مع تلك الدعوة والإشادة بهذه الخطوات التي وصفوها بأنها "تعزز الاستقرار في العراق والمنطقة".
ومع اجترار الأيام بات واضحاً أن القوى السياسية المرتبطة بإيران ومليشياتها، عجزت من تعطيل الحضور العربي والخليجي على وجه الخصوص للمؤتمر الإقليمي، كما يقول الزيادي.
ويتابع الزيادي في تصريحات لـ "العين الإخبارية": "القمة ستفرز رابحين وخاسرين إقليميين، فالحضور العربي الخليجي مرفقاً بتواجد غربي أوروبي سيسهم في التسريع بعودة العراق إلى حاضنته الحقيقية التي ابتعد عنها جراء سطوة طهران وتدخلاتها في القرار السيادي في بغداد".
واتسمت سياسة رئيس الوزراء الكاظمي على مستوى التحركات الخارجية، بتعزيز حضور العراق العربي والخليجي والابتعاد بقدر الإمكان عن حرب المحاور وتقاطع المعسكرات.
ومنذ يوليو/ تموز 2020، أجرى الكاظمي جولات خارجية زار من خلالها السعودية والإمارات ومؤخراً الكويت، فضلاً عن زيارات أخرى اتجهت نحو الفضاء الأوروبي والغربي.
محاولات التقارب
ويقول المحلل السياسي علي الكاتب في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "العراق ومنذ وصول مصطفى الكاظمي لعب دوراً محورياً في إدارة وساطات ما بين الخصوم الإقليميين ولكن بشكل غير معلن رافقته السرية والتكتم".
وتبدي طهران رغبة كبيرة في حسم ملفات عالقة مع الخليج العربي بحكم الظروف التي تعيشها جراء العزلة الدولية والعقوبات المفروضة عليها منذ خمس سنوات تقريباً، بحسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن إيران بدت تفقد رصيدها الاستراتيجي وتدخل مراحل "الأنفاس الصعبة"، بعد أن تراجع مشروعها في المنطقة وخصوصا في العراق بصناعة الأذرع العسكرية وضرب الخصوم من "أراض مستأجرة".
ويعزز ذلك الرأي ما ذهب إليه، الخبير الاستراتيجي، عماد العزاوي، الذي يرى أن الشارع العراقي بدأ يلفظ الإسلام السياسي المتطرف بكافة تصنيفاته ومذاهبه السياسية والدينية.
ويوضح العزاوي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "طهران ومن خلال سياساتها ما بعد مقتل سليماني بتكثيف الاشتباك مع واشنطن وملاحقة مصالحها في العراق عبر مليشياتها، أسهمت في فقدان الكثير من قواعدها الشعبية على مستوى الشعبي".
وأضاف كل تلك المعطيات تفيد بأن بغداد ستكون حاضرة بقوة في لعب دور التقارب وانضاج المواقف المحتدمة بين الجانبين الإيراني والسعودي.
وكان العراق وجه بطاقات دعوة رسمية إلى الرئيس الإيراني والتركي والعاهل السعودي وأمير الكويت والملك الأردني، وكذلك قطر والإمارات ومصر، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ويتوقع أن تناقش القمة ملفات حساسة ومعقدة بينها التدخلات التركية في شمال العراق، واستمرار سياسات الانتهاكات العسكرية التي تمارسها منذ سنوات.
ويعتقد العزاوي أن الانتهاكات العسكرية التركية في شمال العراق وملف الأبرياء ممن سقطوا ضحايا لتلك العمليات سيكون حاضراً على طاولة القمة، مرجحاً أن تقلص أنقرة دورها العسكري تحت ضغط عربي أوروبي غربي.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز