العراق وخلايا الإرهاب.. توجيهات استخباراتية وتحركات عسكرية
مع كل هجوم إرهابي جديد يشهده العراق تأتي تحركات أمنية وعسكرية غالبا ما يتصدر مشهدها رئيس الوزراء ذو الخلفية الاستخباراتية.
ورغم نجاحاته الملموسة، حسب مراقبين، على الصعيد الأمني، وكذلك تحركاته السياسية سواء خليجيا أو في الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، تظل الهجمات الإرهابية، خاصة التي تستهدف مواقع حساسة، خصما من الرصيد السياسي لأي مسؤول عراقي.
عام مر على تولي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، منصبه في 7 مايو/أيار 2020 ليس كافيا لتخليص البلاد من عمليات إرهابية غالبا ما تقودها مليشيات موالية لإيران تسعى لفرض أجندتها أو بالأحرى أجندة طهران التي تتخذ العراق موطئا وملعبا لمواجهة واشنطن بطريقة غير مباشرة.
وفي سياق محاولاته للملمة الحالة الأمنية في بلاده، دعا رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، مساء الأحد، إلى تنشيط الدور الاستخباري لمواجهة عصابات تنظيم داعش.
وشدد الكاظمي خلال اجتماع أمني موسع لقيادات الأجهزة الأمنية على تنشيط الجهد الاستخباري والأمني وتفعيل العمليات الاستباقية لمواجهة تحركات عصابات داعش الإرهابية وتجفيف منابعها وتدمير حواضنها.
وجرى خلال اللقاء بحث تطورات الأحداث الأمنية التي شهدها العراق خلال الساعات الماضية، ومناقشة الخطط الأمنية لمواجهة الخروقات الأمنية والحد منها، وبسط الأمن والاستقرار في عموم البلاد.
كما بحث الاجتماع التنسيق بين مختلف القوات الأمنية الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية، خصوصا في المناطق ذات المسؤولية المشتركة.
وحضر الاجتماع وزراء الداخلية والدفاع والمالية وقيادات الأجهزة الأمنية الاتحادية والبيشمركة الكردية.
قصف صاروخي
من جانبها أكدت خلية الإعلام الأمني بالعراق، مساء أمس الأحد، تعرض محيط مطار بغداد الدولي، غربي العاصمة العراقية، إلى هجوم صاروخي.
وذكرت الخلية في بيان أن "صاروخا نوع (كاتيوشا) سقط مساء اليوم، قرب مطار بغداد الدولي".
وأضافت أن "القوات الأمنية المختصة دمرت صاروخا آخر في الجو قبل سقوطه قرب المطار أيضاً، دون خسائر تذكر".
ويتعرض مطار بغداد الدولي ومطارات وقواعد وثكنات للجيش العراقي وقوات التحالف الدولي بشكل مستمر إلى قصف بصواريخ الكاتيوشا تسببت بوقوع إصابات وخسائر مادية.
وفي جنوبي العراق أفاد مصدر أمني باستهداف رتلين لوجستيين لقوات التحالف الدولي ضد داعش بتفجيرين.
وقال المصدر إن "تفجيرين وقعا بعبوتين ناسفتين استهدف أحدهما رتل دعم لوجستي تابعا للتحالف الدولي أثناء مروره على طريق الحلة السريع في محافظة بابل، بينما استهدف الآخر رتلا مماثلا على طريق مدينة السماوة في محافظة المثنى.
تحركات عسكرية
نفذت القوات العراقية، الأحد، عملية نوعية لملاحقة المجاميع الإرهابية في محافظة ديالى، التي شهدت خروقات أمنية مؤخرا، شرقي العراق.
ونجحت قوة من فرقة المشاة الخامسة ضمن قيادة عمليات ديالى شرقي البلاد، في إلقاء القبض على ثلاثة مطلوبين في أحد البساتين، من خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخبارية.
كما أطلقت القوات الأمنية، السبت الماضي، حملة واسعة لتطهير ومسك المناطق الواقعة على ضفتي دجلة، استهدفت المنطقة الواقعة في محافظتي ديالى وصلاح الدين، والتي يستخدمها مسلحون لشن الهجمات الصاروخية باتجاه قاعدة بلد الجوية.
وقال مصدر أمني عراقي لـ"العين الإخبارية" بأن العملية تستهدف ملاحقة فلول داعش واستهداف الأوكار والملاذات التي يستخدمها التنظيم كمطابخ خلفية للتخطيط وشن الهجمات.
وأعلن العراق، في ديسمبر/كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد.