العبادي يمطر مليشيا الحشد الشعبي بوعود الحماية والبقاء
رئيس الوزراء العراقي أمطر مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران بوعود تنبئ بتحقيق حلم طهران في أن تكون بديلا للجيش العراقي النظامي القديم
في يونيو/حزيران 2014 وفور الإعلان المفاجئ عن تشكيل مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران قيل إن هدفها "تحرير" العراق من تنظيم "داعش" الإرهابي، ولم يدر في خلد الكثيرين أنها مشكلّة لتبقى وتكون بديلا للجيش العراقي النظامي الذي كان معاديًا لطهران.
فقد أعطى رئيس الوزراء حيدر العبادي وعودا لقادة مليشيا الحشد خلال استقباله لهم، السبت، ببقاء الحشد، وبسن قوانين جديدة تزيد من قوته وديموته.
ومن أبرز قادة الحشد الذين استقبلهم العبادي لشكرهم على "تحرير" الموصل أبو مهدي المهندس، نائب مليشيا الحشد، والهادي العامري، وقيس الخزعلي.
وفي الاجتماع قال العبادي إن "الحشد باق وبقانون، كما أنه جزء مهم وساند للمنظومة الأمنية ويجب حمايته".
وجاءت تصريحات العبادي ردا على مطالب من مكونات عراقية أخرى، خاصة السنة والكردية والتركمانية، التي تطالب بالحد من سلطات الحشد وحله بعد الانتهاء من الغرض "المعلن" لإنشائه وهو دحر "داعش".
وترفض مليشيا الحشد أي مساس بها، وذلك بالرغم من الظهور الواضح لجرائمها الطائفية والتي تستهدف تفريغ الكثير من المدن العراقية من سكانها السنة وإحلال مكونات شيعية وموالية لإيران محلها.
وفي ذلك، قال أمين عام منظمة بدر هادي العامري، إحدى الفصائل المنضمة للحشد والتي أسستها إيران لتحارب الجيش العراقي في حرب الثمانينات، إن "قوة الحشد بقوة الدولة".
فيما أشار أمين عام حركة "عصائب أهل الحق"، من مكونات الحشد، قيس الخزعلي إلى أن "الحشد يدافع عن العراق كله وهو تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة".
وسبق أن أعلن العبادي في 18 من يوليو/تموز الجاري عن زيادة موازنة الحشد الشعبي؛ وهو ما سيزيد من نفوذه وانتشاره.
والميزانية التي تخصصها الحكومة لمليشيا الحشد التي يتجاوز عدد عناصرها مئات الآلاف تأتي من مستقطعات من مرتبات موظفي الدولة بحجة أن المليشيا الموالية لإيران "تدافع" عن العراق.
وفوق ذلك فإن العبادي وعد خلال الاجتماع بإقرار قانون الخدمة والتقاعد وهيكلية الحشد خلال الأيام المقبلة، وفق ما نشره موقع الحشد الإلكتروني.
وقال المتحدث باسم مليشيا الحشد الشعبي أحمد الأسدي في تصريح لموقع "الحشد الشعبي" الإلكتروني إن العبادي خاطب قادة الحشد في الاجتماع قائلا: "الحاجة إلى الحشد الشعبي لزمن طويل لأن التحديات التي تشكل بموجبها الحشد بعد فتوى الجهاد الكفائي مازالت قائمة ونتوقع أن تستمر لسنوات".
وفتوى الجهاد الكفائي أصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني يونيو/حزيران 2014 فور الاجتياح السريع والسهل المثير للتساؤلات لمليشيا "داعش" لأكثر من ثلث العراق.
وتضمنت الفتوى دعوة كل قادر على حمل السلاح للاصطفاف ومساعدة القوى الأمنية والجيش في دحر "داعش".
وعلى الفور تشكل ما سمى بالحشد الشعبي، وهو عبارة عن مليشيات طائفية شكلتها إيران خلال حربي الخليج الأولى والثالثة ضد العراق بحجة مناهضة نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وانضمت لها ميليشيات أخرى جديدة. وجميعهم خاضعون في التدريب والتوجيه وأسلوب التسليح لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وانضم وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي إلى المشيدين بمليشيا الحشد قائلا خلال زيارته لإيران السبت إنها "شكلت سندا كبيرا" للجيش العراقي، لافتا إلى أن العراق ضمن النصر بفتوى السيستاني.
الاستفراد بالعراق
وفي إشارة إلى أن مليشيات الحشد ستسعى إلى إبعاد ومحاربة المنافسة لها والخاصة بالمكونات العراقية الأخرى، أعلن أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد، الثلاثاء، أن العمل جارٍ بشكل جدي على إنهاء المظاهر المسلحة من المدن ومنع كل من يحاول استغلال اسم الحشد.
ودعا المهندس إلى "حل موضوع الحشود العشائرية والمحلية والذين يرتبطون بقيادات عسكرية من خلال ضمهم إلى الحشد مع التخصيصات المالية أو دمجهم مع الجيش".
والمهندس والعامري من ضمن قيادات الحشد التي سبق وأن قاتلوا خلال شبابهم مع الجيش الإيراني ضد بلدهم العراق في حرب الخليج الأولى، ويتفاخرون دائما بولائهم لإيران وثورة الخميني.
وحذرت فردوس العوادي النائبة عن ائتلاف دولة القانون، السبت، من محاولات تستهدف الحشد الشعبي، معتبرة أن الحشد "خط أحمر".
وائتلاف دولة القانون يترأسه نوري المالكي الذي تشكلت مليشيا الحشد تحت رعايته حين كان رئيسا لوزراء العراق.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز