تسارع في أنباء الاقتتال الداخلي في تنظيم داعش
أنباء الاقتتال الداخلي بين عناصر داعش في شمال ووسط العراق تتوالى بشكل سريع خاصة في مدن كركوك وصلاح الدين
تتوالى بشكل سريع الأنباء عن الاقتتال الداخلي بين عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عدة مدن عراقية، متزامنة مع أنباء طرده من مدن أخرى كالموصل.
لكن الأنباء عن هذا الاقتتال الداخلي لا تصدر عن داعش نفسه ولكن تنسبها وسائل إعلام عراقية إلى "مصادر محلية" لا تكشف عن هويتها.
كما لا ترفق التقارير الصحفية العراقية حول هذه الأنباء صورا أو فيديوهات أو أي إشارات تؤكد أو تنفي صحة هذه الأنباء، وسط شكوك بدأت تثار حول ماهية تنظيم داعش وحجمه الحقيقي في المدن العراقية، خاصة تلك التي تطمح مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في السيطرة عليها تحت شعار "تحريرها" من داعش.
وهذه المصادر تُرجع هذا "الاقتتال" بين عناصر داعش إلى أسباب تتنوع بين الصراع على النفوذ والقيادة داخل التنظيم، خاصة بين عناصر محلية من العراق أو عناصر أجنبية، والصراع حول المال، أو بتهم الفرار والتخاذل في المعارك.
ومن أحدث هذه الأنباء إعلان مصدر محلي في محافظة كركوك شمال العراق لموقع "السومرية نيوز"، اليوم الجمعة، أن داعش أعدم الأمير التاسع لما يصفها بولاية ديالي في الحويجة بالمحافظة.
وأرجع هذا الإعدام إلى "التخاذل" في أداء الواجبات التي يأمر بها التنظيم وعدم تحقيق أي انتصار طيلة الأشهر الماضية.
ولكن المصدر الذي رفض كشف هويته قال إن السبب الحقيقي هو معارضته تولي والي الولاية السوري الجنسية مهمة الإشراف على ما يسمبى بولايات داعش ومنها ديالي.
ويسيطر داعش على قضائي الحويجة جنوب غربي كركوك منذ 2014 في الاجتياح السهل والسريع المثير للتساؤل لتنظيم داعش للعراق.
وفي نفس اليوم الجمعة قال مصدر محلي في محافظة صلاح الدين بوسط العراق (جنوب كركوك)، رفض كشف هويته أيضا، إن الاقتتال الداخلي بين عناصر داعش في منطقة المطيبيجة بالمحافظة تجدد، وأسفر عن قتل ما يطلق عليه داعش الوالي الشرعي لحوض حمرين.
وأرجع السبب إلى "الفشل" في اختراق المناطق التي تم إجبار داعش على الهروب منها في المعارك.
كذلك ففي نفس اليوم الجمعة قال مصدر محلي في كركوك إن داعش اعتقل أحد أبرز أطبائه في الحويجة من مروجي "الحبة الوردية".
وبحسب المصدر فقد جاء اعتقال الطبيب الملقب بأبو إبراهيم بأمر مباشر مما يدعى بوالي الولاية السوري الجنسية.
ويلجأ داعش إلى حبوب مخدرة يطلق عليها "الحبة الوردية" وتستخدم بشكل خاص من جانب المقبلين على عمليات انتحارية بهدف تغيير نفسية المسلح وتحويله إلى آلة للقتل والجريمة.
ويمنع داعش ترويجها بين صفوفه بخلاف هذه العمليات؛ لأنها تؤدي أحيانا إلى أن يقوم الداعشي بقتل زملائه.
وفي 23 يونيو/حزيران المنصرم قال مصدر أمني لم يكشف هويته في محافظة كركوك إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر داعش من أهالي الحويجة وعناصره من ديالي بسبب خلال على أموال جمعها التنظيم جنوب غرب المحافظة؛ ما أوقع عددا من القتلى والمصابين.
ووقع اقتتال داخلي آخر في صفوف داعش على أطراف محافظة صلاح الدين في 16 يونيو/حزيران بمنطقة المطيبيجة أسفر عن مقتل وإصابة 4 من عناصره.
وأفاد مصدر محلي في كركوك في 12 يونيو/حزيران بأن أحد مسلحي داعش عربي الجنسية قُتل في ظروف غامضة في الحويجة بالمحافظة.
وأضاف المصدر أن "القيادات العربية في داعش اتهمت مسلحين محليين بالوقوف وراء عملية القتل ما جدد التوترات الداخلية في داخل التنظيم بين القيادات العربية والأجنبية من جهة والقيادات المحلية (العراقية) من جهة أخرى".
وتتزامن هذه الأنباء عن تواصل الاقتتال الداخلي بين عناصر داعش مع إطلاق القوات العراقية اليوم الجمعة عملية لمحاصرة قرية الإمام الواقعة شمال محافظة صلاح الدين من جميع الجهات بعد تسلل عناصر من داعش إليها وتردد أنباء عن احتجازه نحو ألف عائلة.
وقال قائمقام قضاء الشرقاط على الدودح في تصريحات صحفية إن القوات المشتركة من عمليات صلاح الدين وقائد شرطتها وكذلك عمليات نينوى واللواء 76 و42 من الجيش العراقي تفرض حصارا كاملا على قرية الإمام الواقعة بين قضاء الشرقاط والقيارة شمال صلاح الدين.
وأضاف أن الدواعش تسللوا للقرية من قضاء الحويجة، وأنه يحتجز حاليا نحو ألف عائلة.
كذلك أعلنت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران أنها تشتبك مع داعش في القرية لإنقاذ القوات الأمنية التي باتت محاصرة والسكان وصحفيين.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز