جولة الكاظمي الخارجية.. دبلوماسية ضبط التوازنات الإقليمية
كان العراق أعلن اعتزامه البدء في تفعيل اتفاقيات وتفاهمات ثنائية مع السعودية، قبل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الرياض
بعد أكثر من شهرين على توليه رئاسة الحكومة، يبدأ مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي جولة خارجية نهاية شهر يوليو/تموز الجاري، تشمل ثلاث دول هي: السعودية، وإيران والولايا المتحدة، في خطوة اعتبرها مراقبون إعادة ترتيب العلاقات الخارجية للبلاد، وضبط التوازنات السياسية الداخلية والإقليمية.
ويأتي ذلك التحرك المرتقب، بعد إجراءات حكومية إصلاحية استهدفت ملفات فساد ومصالح مليشيات وقوى سياسية معروفة بتلقيها الدعم من إيران، أثرت لسنوات على القرار السيادي بالعراق.
وصوت مجلس النواب العراقي في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أيام من اغتيال قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، على يلزم الحكومة بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وأنهاء وجود أي قوات أجنبية في الأراضي.
ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة باتفاقية أمنية وقعت عام 2008، تتضمن تقديم المساعدات على كافة الأصعدة بما فيها العسكرية، بما يعزز من النظام السياسي في بغداد ويضمن قرارها السيادي.
وبحسب تصريحات مصدر حكومي عراقي، أمس الأربعاء، فإن الكاظمي سيبحث خلال زيارته تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، والتخفيف من التوتر بين إيران والسعودية.
ويرى مناق الموسوي رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أن "الزيارة تهدف لإبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية، وأنه لن يكون مع طرف ضد آخر".
وأكد الموسوي لـ"العين الإخبارية" أن "المرحلة الراهنة تتطلب من العراق إعادة وضع التصورات السياسية وتقوية علاقته الدبلوماسية مع المحيط الاقليمي والدولي، بما يعزز دوره كلاعب رئيس في المنطقة".
من جانبه، يرى المحلل السياسي العراقي أحمد الأبيض، ضرورة أن يركز حوار الوفد الحكومي مع الجانب الإيراني لوقف تدخلاته في البلاد، ووقف دعم القوى والفصائل المسلحة التي تدفع العراق نحو الاقتتال الداخلي.
أما الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي، فأكد لـ"العين الإخبارية"، أن "المرحلة المقبلة تفرض انفتاحا إقليميا ودوليا لتأمين تلك الموارد التي تؤسس لتطوير البنى التحتية والتنمية المستدامة في العراق".
ومع تصاعد التطورات الإقليمية والدولية، والصراع بين الخصوم على المستوى الإقليمي، قال الشريفي إن "وضوح السياسة الخارجية العراقية والعمل وفق الثوابت الوطنية، كفيل بصناعة موقف إقليمي منفرد".
وكان العراق أعلن اعتزامه البدء في تفعيل اتفاقيات وتفاهمات ثنائية مع السعودية، وسط أنباء عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الرياض.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن قحطان الجنابي، السفير العراقي لدى السعودية، أنه "من المؤكد حرص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على زيارة المملكة".
وأضاف أن "السعودية هي من الدول الأولى التي ستكون ضمن برنامجه"، فيما تحفّظ على تحديد موعد الزيارة، مكتفياً بالقول: "ستكون في القريب العاجل".
وأشار إلى أن العلاقات العراقية السعودية كبلدين متجاورين عربيين ومسلمين "من الطبيعي أن تكون علاقات وثيقة"، لافتا إلى الامتداد الجغرافي والتاريخي والعشائري، إضافةً إلى المصالح المشتركة.