الكشف عن قتلة الهاشمي.. جرس إنذار لمليشيات العراق
أكد خبيران عراقيان أن التعرف على قتلة الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي اغتيل قبل 4 أشهر رسالة للمليشيات مفادها "لا مكان لفوضى السلاح".
وتصدرت مطالب محاسبة قتلى الناشطين، لافتات مظاهرات أكتوبر، خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لانطلاقها قبل نحو شهر، فيما لوحت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن سير الإجراءات لم يكتمل، ولكن الكثير من الخيوط بدأت تتكشف.
خيوط كشفها في وقت سابق الإثنين، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي أحمد ملا طلال، مبينا أنه تم التعرف على اثنين من المشاركين في عملية اغتيال الهاشمي.
وقال طلال في تصريحات تلفزيونية نقلتها وسائل إعلام محلية، إن "هناك جهات قامت بتهريب القتلة إلى خارج العراق".
وقبل 4 أشهر، نفذ مجهولون يستقلون دراجات نارية، عملية اغتيال الهاشمي أثناء عودته إلى منزله، ووجهت الاتهامات حينها إلى فصائل ومليشيات مرتبطة بإيران بعدما قدم الضحية تقريراً مفصلاً يكشف تفصيلات دقيقة عن أعداد الفصائل المسلحة وخلافاتها الداخلية ومصادر تمويلها .
ورغم أن الفصائل المسلحة أعلنت براءتها من عملية الاغتيال، إلا أن مراقبين أكدوا أن طريقة استهداف الهاشمي وطبيعة تنفيذ الهجوم تتشابه إلى حد كبير مع عمليات الاغتيال التي تنفذها تلك المليشيات، مستعبدين أي دور لتنظيم داعش.
وقال المحلل السياسي علي الكاتب في حديث لـ "العين الإخبارية" إن "المتغيرات التي طرأت على واقع العملية السياسية في العراق ما بعد أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وما تبعها لن تسمح بتعويم الحقائق وتجهيل عناوين القتلى المعروفين لدى اغلب العراقيين".
وأضاف أن :"ما أفرزته قضية الهاشمي بعد التفاصيل الأخيرة، تؤكد أن العربة في المسار الصحيح، وسيكون ضحاياها كل من يحاول إيقافها ".
وتابع الخبير السياسي، "رغم البطء في إجراءات التحقيق بشأن حوادث الاغتيال، ولكن هنالك ما يبشر بأن مجريات البحث والتقصي تجرى وفق مهنية عالية وشجاعة وطنية خالصة"، مشدداً "على أن الكاظمي وهو يقود البلاد في هذه المرحلة التأسيسية المهمة عليه أن يحسم الأمر دون مماطلة بين الدولة أو اللادولة".
ومن جانبه يشير نبيل عزام، الصحفي والمحلل السياسي، إلى أن "الكشف عن الجناة في قضية اغتيال الهاشمي، سيكون أول الغيث في أكثر الملفات تعقيداً وتشابكاً وخطورة، وفي الوقت ذاته جرس إنذار ورسالة مفادها لا مكان للسلاح غير المرخص في العراق ".
ويرجح عزام في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "تحقق حكومة الكاظمي تقدماً في استكمال التحقيقات في قضية الهاشمي وبقية الناشطين والصحفيين الذين طالتهم نيران الفصائل المميتة، رغم أن الأمر لن يخلو من ردود أفعال ومحاولات لاختلاق الأزمات وكيل الاتهام لسيادة السلطة في بغداد ".
واختتم عزام حديثه لـ العين الإخبارية بالقول :"الدراجات النارية التي أقلت الجناة وهم يفتحون نار حقدهم على الهاشمي وحدها لا تكفي، نحتاج إلى أسماء وعناوين من كان عليها.
وزار الكاظمي عائلة الهاشمي في منزلهم شرقي بغداد بعد يومين على اغتياله، متعهداً بملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة بغض النظر عن أي جهة تقف وراءهم.
وكشفت الحكومة العراقية في الـ25 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن التوصل لمعلومات بشأن القتلى وتتحفظ على إعلان التفاصيل لسرية التحقيق حتى استكماله .
ويشكك البعض في إمكانية الإعلان عن قتلة الهاشمي، كون تلك العمليات ترتبط بقوى إقليمية و إرادات دولية لها القدرة على ممارسة الضغط على الحكومة العراقية والطبقة السياسية للإبقاء على تلك الملفات في رفوف النسيان، فيما يرى آخرون أن التضحيات والدماء التي نزفت لن تسمح بتكرار المشهد وتدوير العجلة إلى الخلف مجدداً .
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز