"جذع النخلة" يشهد.. "خليجي 25" تعيد زئير جماهير العراق إلى المدرجات
قدمت جماهير منتخب العراق بشكل خاص، والجماهير الخليجية بشكل عام، لوحة فنية رائعة في مدرجات بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 25" التي تستضيفها البصرة حاليا.
ورغم قسوة الطبيعة عبر السماء الغائمة والأمطار الغزيرة والبرد القارس، فإن كل هذه العوامل لم تقف عائقا أمام حماس الجماهير التي ملأت أرجاء ملعب البصرة الدولي (جذع النخلة) لمشاهدة مباريات الجولة الثانية للمجموعة الأولى.
وشهدت المباراة الأولى التي جمعت منتخب عمان بنظيره اليمني وانتهت للأول بنتيجة 3-2 تقلبات في النتيجة، انتزعت حماس وتشجيع الجماهير في المدرجات، قبل أن تشهد المباراة الثانية بين العراق والسعودية ندية أكبر سواء داخل المستطيل الأخضر أو عبر المشجعين الذين استمروا حتى بعد صافرة الختام في مؤازرة منتخباتهم.
الجماهير العراقية التي قدر عددها بأكثر من 60 ألف متفرج أشعل حماسها وتفاعلها الأجواء في ملعب جذع النخلة غير آبهة بالأحوال الجوية الصعبة، دعما لمنتخب أسود الرافدين الذي يلعب على أرضه في كأس الخليج بعد غياب طويل عن استضافة البطولة دام لأكثر من 40 عاما.
أسارة الشمري، البالغة من العمر 22 عاما والقادمة من العاصمة بغداد، قالت لـ"العين الرياضية": "لأول مرة في حياتي أحضر مباراة كرة القدم وأشاهد اللاعبين عن مقربة، ولم يسبق لي الاستماع لصيحات الجماهير بهذه الطريقة التي تفوق تعبيري.. كل شيء هنا يجعلني أتحمس وألا افوت أي مباراة من مباريات كأس الخليج".
وتضيف: "نعم فزنا على المنتخب السعودي وتزايدت الصرخات في كل أرجاء الملعب، وكنت متفاعلة مع كل ثانية تمر من الوقت الذي تمنيت ألا ينتهي رغم سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة، لكن حقيقة تمنيت أن تطول المباراة لأكثر من 90 دقيقة".
شعيل نايف، مشجع سعودي، قال لـ"العين الرياضية": "نحن خسرنا بهدفين لكننا سعدنا بوجودنا في العراق لمؤازرة فريقنا، وسعدنا بما شهدناه من مباراة كانت بمثابة نهائي مبكر يجمع أقوى منتخبين في المجموعة".
وأضاف: "لم أتأثر بالنتيجة بقدر تأثري بالأجواء والمتعة التي شهدتها خلال هذا اليوم"، مشيرا إلى أن "بعض المشجعين العراقيين بعد نهاية المباراة قدموا إلي لمواساتي واحتضاني وتمنوا لنا التوفيق في المباراة القادمة، مؤكدين أنهم سيكونون مشجعين للسعودية، وهذا الأمر بصراحة لم أشهده من قبل، مما جعلني أشعر بالفخر والسعادة أكثر من التفكير في الخسارة".
أسعد سالم، مشجع عراقي من محافظة صلاح الدين، قال: "توجهت لملعب المباراة منذ الساعة 11 صباحا رغم أن المباريات تنطلق مساء، لكن قدومي المبكر كان لضمان حجز مقعد لي داخل المدرجات حتى وإن كانت غارقة بمياه الأمطار"، مضيفا: "لم أتمكن من دخول الملعب في الافتتاح بسبب الزخم الكبير، وهذا ما جعلني أبكر بالحضور".
وتابع: "سعيد جدا بهذه البطولة التي شهدت حضور آلاف الخليجيين والعرب إلى العراق للمشاركة والمتابعة ونقل الصورة الحقيقية عن البلد أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وبالنسبة لي لا أعتبرها مجرد بطولة إنما هي مؤاخاة ولحمة بين شعوب المنطقة، وعودة للثقة فيما بيننا لفتح آفاق أكبر مستقبلا اذا كان على مستوى الرياضة أو مستويات أخرى".
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز