"عبدة شيطان".. إساءة "إخوانية" للإيزيديين تشعل الغضب

يواجه مؤسس منظمة "الإغاثة الإسلامية" الإخواني، هاني البنا، موجة انتقادات بعد تصريحات مسيئة للطائفة الإيزيدية المضطهدة.
وأثارت التصريحات التي وصف فيها البنا الشعب الإيزيدي بأنهم "عبدة شيطان"، المزيد من الجدل حول المؤسسة الخيرية، حسب موقع "ذا ناشيونال" الإماراتي.
ونشر البنا، الذي يرأس أيضًا منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في المملكة المتحدة، مقطع فيديو على "تويتر" لمحاضرة ألقاها بعنوان "المال لا يشتري الرقي"، أدلى فيها بالتعليق في سبتمبر/أيلول الماضي.
وهذا الفيديو صُوّر بعد أسابيع فقط من إجبار مجلس إدارة منظمة "الإغاثة الإسلامية العالمية"، بأكمله على التنحي بعد الكشف عن أن شخصيات بارزة نشرت تعليقات معادية للسامية، وداعمة لحركة "حماس"، وتنظيم "الإخوان" الإرهابي.
وقبل 5 أيام من الحديث، أعلنت المنظمة أن المدعي العام البريطاني السابق، دومينيك جريف، كان يرأس لجنة مستقلة لمراقبة سلوك أمناء المؤسسة الخيرية، وكبار مديريها التنفيذيين.
وكان الرئيس التنفيذي السابق للمنظمة الطيب عبدون، استقال بعد أن نشر تصريحات معادية للسامية، وأعرب عن دعمه لجماعة "الإخوان" واستشهد بكلمات لمؤسس تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
كما أعلنت "الإغاثة الإسلامية" أن رئيسها الحالي، ناصر حاج أحمد، سيتنحى في يناير/كانون الثاني المقبل "لأسباب صحية".
موجة غضب إيزيدية
في المقابل، رد أعضاء الطائفة الإيزيدية، التي تعرضت لعمليات إبادة جماعية على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، بغضب على كلمات البنا.
وقال أحمد خديدة برجس، نائب المدير التنفيذي لجمعية المساعدة الإيزيدية الخيرية "يزدا"، إن التصريحات أججت الشعور بالاضطهاد، "لقد صدمت".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "ذا ناشيونال": "تعرضنا لهذه التعليقات من الجماعات الدينية والسياسيين، ولكن أن تصدر من شخص مرتبط بمجموعة إغاثية مثل منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية يعد بمثابة صدمة".
وتابع: "من الصعب للغاية استيعاب الأمر، ولهذا من الصعب إيقاف الإبادة الجماعية عندما يكون النظام ضد الإيزيديين".
وأردف: "منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية قدمت أموالًا للمنطقة لمساعدة الإيزيديين، والأقليات الأخرى، وأشخاص مثل الدكتور البنا يضرون بهذه المنظمة. قول هذه الأمور هو تمييز، ليس جيدًا. لقد صدمت للتو أن أحد العاملين في المجال الإنساني قال هذا".
انتقادات دولية
من جانبه، وصف ديفيد إبسن المدير التنفيذي لمنظمة "مشروع مكافحة التطرف" ومقرها نيويورك، الأمر بأنه يستحق الشجب.
وقال للصحيفة: "إنه لأمر مشين أن يقوم مؤسس إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في بريطانيا بتشويه سمعة الناس بهذه الطريقة".
وأضاف: "للأسف، تعليقات الدكتور البنا لم تأت من فراغ. إنه الأحدث فقط في سلسلة من كبار المسؤولين بالمنظمة خلال الأشهر الستة الماضية، الذين أدلوا بتعليقات ساخرة حول الجماعات الدينية والعرقية الأخرى".
بينما قال رقيب إحسان، الباحث في "جمعية هنري جاكسون" للأبحاث، إن تعليقات البنا كانت مشابهة لآراء "داعش".
وأضاف في تصريحات للصحيفة: "كشفت هذه الفضائح عن أن شخصيات بارزة في منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية فاسدة حتى النخاع".
مطالب تجميد في أوروبا
والوقت الراهن، تواجه المنظمة ردود فعل عنيفة عالميًا على خلفية تلك الحوادث المسيئة، بينما يطالب برلمانيون في جميع أنحاء أوروبا حكوماتهم بتعليق تمويلها ومراجعة علاقاتها معهم.
وفي ألمانيا، أوقف تحالف الإغاثة "دويتشلاند هيلفت" عضوية منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية حتى ديسمبر/كانون الأول 2021، وجمدت تمويلها.
وفي السويد، قالت وكالة الإغاثة "سيدا" إنها ستنظر في تلك الاتهامات أثناء مراجعة عقدها مع المنظمة.
وتعتزم لجنة الطوارئ والكوارث البريطانية، التي تجمع ملايين الإسترليني للإغاثة في دول مثل اليمن، إعادة دراسة دور منظمة "الإغاثة الإسلامية العالمية"، في حين تنظر مفوضية المؤسسات الخيرية قضية امتثال جارية ضدها.