R5 الحلم المستحيل.. كيف تنجو عملة بريكس من حصار الدولار؟
يترقب العالم قمة مجموعة بريكس التي تنطلق اليوم بجنوب أفريقيا في دورتها الـ15، خاصة مع تزايد الحديث عن إطلاق عملة جديدة لمواجهة الدولار.
وهنا أسهب مقال نشره الموقع الإلكتروني للتلفزيون الصيني في استعراض جدوى العملة المشتركة المرتقبة لمجموعة بريكس وكذلك التصور الأقرب للواقعية فى خلق هذه العملة واستخدامها.
وتبدأ اليوم، على مدى يومين، اجتماعات مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، فيما تتصدر أجندة الاجتماعات مسألة توسع المجموعة فضلا عن تطرق الحاضرين لقضية إنشاء عملة مشتركة في إطار المساعي لإسقاط هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي.
وقال الكاتب باولو نوجيرا باتيستا في مقاله بعنوان "هل عملة للبريكس ذات جدوى؟"، إن مجموعة البريكس أشارت بشكل متكرر في وسائل الإعلام الدولية إلى إنشاء عملة لها، لكن لم يتم إطلاق المناقشة رسميًا بعد حتى الآن.
تسليح الدولار
وكان الدافع لدى هؤلاء واضحا.. فثمة اختلال وظيفي متزايد للنظام النقدي الدولي الذي، منذ الحرب العالمية الثانية، كان يعتمد على الدولار الأمريكي. كما أنه في الآونة الأخيرة، استخدمت الولايات المتحدة عملتها بشكل أكثر قسوة لتنفيذ أهداف سياسية وجيوسياسية. فقد تم تسليح الدولار، وكذلك اليورو، أي استخدام العملة الوطنية/الدولية والنظام المالي الغربي لاستهداف الدول المعادية.
وكانت روسيا هي الهدف الأخير. وتم ببساطة تجميد حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية المستثمرة بالدولار واليورو. كما أن تسليح الدولار تسبب في تآكل الثقة، والثقة مطلب لا غنى عنه لأي عملة. باختصار: أصبحت الولايات المتحدة -للمفارقة- العدو الرئيسي للدولار كعملة عالمية.
اسم العملة
وتساءل الكاتب عن المسارات التي يمكن اتباعها نحو إنشاء عملة بريكس محتملة. وفيما يتعلق بالاسم، فقد لاحظ المسؤولون الروس للمصادفة السعيدة أن جميع عملات دول مجموعة البريكس الخمس تبدأ بالحرف "ر" (R) - الريال (برازيلي)، والروبل (روسي)، والروبية (هندي)، والرنمينبي (صيني)، والراند (جنوب أفريقي). ثم اقترحوا أن تسمى العملة الجديدة R5.
وفي مرحلة أولى، يمكن استخدام R5 كوحدة تصنيف لبعض المعاملات وسجلات المحاسبة الرسمية الوطنية بالإضافة إلى اعتماده ليحل محل الدولار في المحاسبة الداخلية للآليات المالية التي أنشأتها مجموعة بريكس -بنك التنمية الجديد- وترتيب احتياطي طارئ. وهذه الخطوة بسيطة نسبيًا -وإذا كان هناك إجماع بين البلدان الخمسة- يمكن تنفيذها بسرعة وبدون تكاليف كبيرة.
ووفقا للكاتب، فإن الاقتراح الروسي لا يذهب إلى أبعد من هذه الخطوة الأولية. ومن هنا، نشأت اقتراحات تتعلق بدعم R5 بالذهب أو السلع الأخرى.
فكما هو معروف جيدًا، يجب ألا تمارس العملة وظائف وحدة الحساب فحسب، بل أيضًا وظائف مخزن القيمة ووسيلة الدفع.
وفي هذا السياق تبرز تساؤلات: كيف يمكننا التأكد من أن R5 سيكون قادرًا على أداء جميع هذه الوظائف؟ من سيكون مسؤولاً عن إصدار R5 وطرحها للتداول؟ هل سيكون لـR5 وجود مادي أم سيكون رقميًا فقط؟ هل سيكون من الضروري إنشاء بنك مركزي لدول البريكس وتوحيد السياسة النقدية؟ هل ستلهم R5 الثقة؟
تصورات العملة
اعتبر الكاتب في البداية، أنه ليس من الضروري أن يكون لـR5 وجود مادي. يمكن أن يكون فقط رقميا. كما أنه لن يكون من الضروري أو حتى التوصية بإنشاء بنك مركزي لبريكس يكون مسؤولاً عن إدارة السياسة النقدية للبلدان الخمسة، وهو أمر غير عملي لعدة أسباب.
بمعنى آخر، لا يمكن أن يكون الغرض هو إنشاء عملة واحدة تحل محل العملات الوطنية الخمس. لكن سيكون كافيًا إنشاء بنك إصدار مسؤول عن إصدار R5 وفقًا لقواعد محددة مسبقًا دون التدخل في إجراءات البنوك المركزية الخمسة التي ستستمر في أداء جميع الوظائف النموذجية للسلطات النقدية.
ولكي يمكن دعم العملة الجديدة بشكل قوي، من الضروري أن تكون قابلة للتحويل بحرية إلى الأصل الداعم بسعر صرف ثابت. كما يمكن تصور بدائل لدعم R5 مثل الذهب أو المعادن الثمينة الأخرى؛ أو سلع أخرى أو حتى الدولار والعملات الأخرى السائلة دوليًا؛ وأخيرا يمكن دعمها بأي نوع من الدعم المالي الذي تقدمه مجموعة البريكس.
جدوى إطلاق عملة للبريكس
اعتبر الكاتب أنه لا يمكن أن ينجح الخياران الأولان في الممارسة العملية، حيث تتقلب أسعار الذهب والفضة وأي سلع أخرى بشكل حاد، ما يؤدي إلى تغيرات غير متوقعة في قيمة عملة البريكس، وتفقد أي قدرة على العمل كمعيار.
والبديل الثالث، الخاص بدعمها بالعملات المستخدمة دوليا، فهو النموذج المستخدم في حالة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي (SDRs) المدعومة بالدولار والعملات الرئيسية الأخرى. وهذا يعني أن حاملي حقوق السحب الخاصة لديهم الحق في تحويلها بحرية إلى دولارات وعملات أخرى ذات سيولة دولية، لن يكون نموذج التحويل هذا حلاً لـR5.
ونظريًا، لا شيء يمنع من تحويلها إلى عملات سائلة دوليًا. لكن، بالطبع، هذا من شأنه أن يقضي على الغرض الكامل من إنشاء العملة التي تم إنشاؤها كبديل للدولار، حيث إنه في تلك الحالة، سيكون قبولها مضمونًا من خلال قابليتها للتحويل الحر إلى دولار، يورو، ين، إلخ.
أما البديل الوحيد الممكن، بحسب الكاتب، فهو البديل الرابع. وسيشمل ذلك جعل R5 قابلاً للتحويل إلى سندات مضمونة من قبل الدول الخمس. وسيكون بنك الإصدار R5 مسؤولاً أيضًا عن إصدار سندات R5 المقومة بعملة البريكس بآجال استحقاق وأسعار فائدة مختلفة. وستكون R5 قابلة للتحويل بحرية إلى سندات R5.
و"مدعومة" بالأصول التي أنشأها البنك المصدر نفسه، ستكون R5 في الواقع عملة ائتمانية من نفس طبيعة الدولار وغيره من العملات السائلة دوليًا. وستكون سندات R5 بمثابة التعبير المالي الملموس عن الضمان الذي تقدمه الدول الخمس للعملة الجديدة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز