هل اُتِّخذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان المحتل في هذا التوقيت بمحض الصدفة بعد أن تأجل أمر النقاش في هذا الأمر عقوداً طويلة؟
هي سياسة غير جديدة على الإطلاق، تعتمد على تشتيت التركيز وفتح أكثر من جبهة لتخفيف الضغوط عن طرف ما، فهل هناك ما هو أهم من القدس قضية العرب الأولى، لصرف النظر عن مقتل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وتشتيت الانتباه أو تأجيل التدابير التي يجب أن تُتّخذ تجاه من تسبب بمقتله بعد أن كان قد خطى الخطوة الأولى لتهدئة الوضع السياسي في اليمن؟. ومن المستفيد الأول بإبقاء طواحين الحرب دائرة في هذا البلد؟.
ومن المستفيد حقا من القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، وما سيترتب عليه من تداعيات في المنطقة؟، ومن المتسبب بتسريع التحركات وإحداث فوضى صادحة سيتضرر منها الجميع؟.
هل اُتّخذ القرار الأمريكي في هذا التوقيت بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان المحتل بمحض الصدفة؛ بعد أن تأجل أمر النقاش في هذا الأمر عقوداً طويلة؟ أم أنه كان نتيجة لخطط مرسومة مسبقاً لشل التحرك الجاد تجاه نشر الخراب في المنطقة؟
كل هذه الأحداث المتسارعة تطرح الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام التي ترسم وتنثر في سماء منطقتنا العربية، والتي لابد أن يكون من خلالها يد للخائن في إشعال فتيل النار التي سيمتد لهيبها لتحرقه قبل غيره.
فبعد أن بدأت المشاكل السياسية تظهر للعلن بعد مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والذي قررت قطر بعد التشاور مع إيران والحوثي، التخلص منه؛ كي لا يفتضح أمرها بشكل أكبر، وفي ظل كل هذه التطورات، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن ينقل مقر سفارة بلاده إلى مدينة القدس، ليكون بمثابة طوق نجاة لنظام قطر لفعل أي شيء للتخلص من الوضع الراهن الذي يمرون به، وتخفيف الضغوط الإعلامية والسياسية عليهم، خاصة بعد كسر شوكته في قمة الكويت الأخيرة.
إن ما وحّده التفاهم، لن تؤثر فيه نائبات الوضع الراهن بين كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، لن يهتز بسبب ريح أطلقتها قطر لتبرر أفعالها الشنيعة بحق إخوانها وأشقائها، فما هي إلا شوكة لعقرب ستُقطَع قريباً، وستُرسَم الدائرة مكتملة لتضع الحدود الفعلية وتطبق الخناق على كل خائن عميل وستظهر النوايا على أرض الواقع.
هل اُتّخذ القرار الأمريكي في هذا التوقيت بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان المحتل بمحض الصدفة بعد أن تأجل أمر النقاش في هذا الأمر عقوداً طويلة؟، أم أنه كان نتيجة لخطط مرسومة مسبقاً لشل التحرك الجاد تجاه نشر الخراب في المنطقة؟.
على الجانب المقابل فإن إيران ما زالت تلتزم الهدوء وتترك التحرك لشوكتها قطر للطعن في الدول العربية وقادتها، وتركيا اقتصرت ردة فعلها على التصريح الذي أدلى به أردوغان بأن هذا القرار سيضع المنطقة بدائرة النار.
ألم تكن المنطقة بدائرة النار منذ البداية؟، هل هناك من شك بأن كل ما يحدث الآن يصب في مصلحة الحالة التخريبية التي تمر بها دول المنطقة، ويصب في مصلحة قطر بأن تأخذ متنفساً للتملص من مسؤولياتها؟.
الكثير من التساؤلات تُطرَح من جميع الأطراف مع الاتفاق على أن مثل هذا التهور في القرار الأمريكي سيُبقي عجلة الإرهاب في المنطقة قيد العمل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة