حكومة قطر التي لاتكل ولا تمل من التآمر على المملكة، مستغلة أي خبر وأي ظرف للتزوير والكذب والتضليل
القدس عاصمة لإسرائيل، عنوان تصدّر قائمة التداول مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي، حزناً وقهراً على اسم ردّدناه منذ طفولتنا، في مناهجنا الدراسية، في إذاعة الصباح، في كلّ نشرة أخبار، لم يكن للعرب همٌ سوى القدس والمسجد الأقصى، القضية التي وحّدت العرب وجمعت كلمتهم، فلم يجرؤ أي رئيس أمريكي على اتخاذ هذه الخطوة في عهده، ولم تكن أي دولة لتجرؤ على تأييد هذا القرار.
لماذا صدر هذا الإعلان في الفترة الرئاسية لترامب بالذات؟ وماهي الظروف التي هيأت له إعلان هذا القرار الجريء في هذا الوقت تحديداً؟ قد تكون الأجوبة واضحة للبعض وغير واضحة لآخرين، وكلتا الفئتين اجتمعت على استنكار ورفض القرار، لكن ظهرت فئة ينطبق عليها مثل من (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) استغلت هذا القرار للطعن والتشكيك والتحامل على أرض الحرمين، المملكة العربية السعودية وملوكها، واتهامهم ببيع القدس، وإن بحثت عن من يقف خلف هؤلاء المرتزقة، أشخاصاً كانوا أو حساباتٍ ومواقع إخبارية، لن تجد سوى نفس الاسم، قطر !!
السؤال المطروح لأبواق قطر من الإخونجية، ألم يكن من الأجدر بهم الحديث عن العلاقات الحميمية الإسرائيلية القطرية، أو عن السفارة الإسرائيلية في أنقرة بدلاً عن الهجوم غير المبرر على المملكة العربية السعودية التي لها تاريخ مشرّف في قضية القدس؟
نعم قطر، حكومةً وليس شعباً، حكومة قطر التي لاتكل ولا تمل من التآمر على المملكة، مستغلة أي خبر وأي ظرف للتزوير والكذب والتضليل، فقط لتشويه صورة المملكة، لكن إذا بحثنا عن من باع القدس من العرب حقاً، لن يفرز البحث سوى اسم قطر وهنا الحقيقة.
بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده، خلق هذا المتآمر بيئة عدائية لنفسه مع دول مجلس التعاون بانقلابه المشؤوم، فما كان منه سوى البحث عن قوة تسانده لبقائه في الحكم لتنفيذ مشروعه الخاص، فكانت أولى خطواته الزحف لإسرائيل وتطبيع العلاقات معها باعتبارها بوابة الدخول لواشنطن، فجميعنا يعرف دور جماعات الضغط الصهيونية خصوصاً في الكونغرس الأمريكي، فتمت الصفقة التي وافقت توجهات رؤساء الولايات المتحدة في ذلك العهد بإمكانية قيام قطر بدور وكيل أعمالها في منطقة الشرق الأوسط؛ مقابل أن تكون تحت الحماية الأمريكية، وهكذا أصبحت مقاعد الكيان الصهيوني في الكونغرس، تدعم معظم القرارات المؤيدة للدور القطري متجاهلةً بعض الدول الرائدة في المنطقة، وما لقطر هدف من ذلك سوى منافسة النفوذ السعودي في واشنطن، فحمد بن خليفة لاهم له في حياته سوى الإطاحة بالمملكة ولكن هيهات، فهو مشكلة صغيرة جدا جدا جدا،
وعودة لسؤالنا المطروح عن توقيت ترامب لهذا القرار الآن، فالسبب يعود لأن دولنا العربية في أضعف حالاتها بعد الثورات المدعومة أساسا من قطر، هذه الثورات التي دمرت بنى تحتية، هجّرت شعوباً، استنزفت موارد وأضعفت جيوشا، وضاعت بعدها عواصم عربية، فانفردت كل دولة بهمّها، هذا ماجناه ربيعهم العربي، وهذا ما خلّفه تآمر قطر على حكومات دولنا ودعمها للثورات بكل مواردها الاقتصادية والإعلامية، مما أدى لضعف أدوار الدول العربية التقليدية على الصعيد الدولي، وهذا ما بسط لترامب الطريق لإعلان هذا القرار في هذه الفترة تحديدا، خصوصا وكما ذكرنا قوة دور جماعات الضغط في الكونغرس، فيبدو أن ترامب اضطر للمساومة، باعترافه للقدس عاصمة لهم مقابل حمايته من التهم التي تلاحقه منذ فترة الانتخابات، والتي قد تُسقطه قبل انتهاء مدة ولايته!! ، فلو لم تحدث هذه الثورات التي سخرت لها قطر كل مواردها الاقتصادية والإعلامية، وكان العرب كما مضى بقوتهم ووحدة قضاياهم التي تلخصت في اسم (القدس) هل كان ترامب ليجرؤ على إعلان مثل هذا القرار؟
السؤال المطروح لأبواق قطر من الإخونجية، ألم يكن من الأجدر بهم الحديث عن العلاقات الحميمية الإسرائيلية القطرية، أو عن السفارة الإسرائيلية في أنقرة بدلاً عن الهجوم غير المبرر على المملكة العربية السعودية التي لها تاريخ مشرّف في قضية القدس؟ فمن كانوا يصيحون بالموت لإسرائيل لمدة 80 عاماً هم من أحيوا إسرائيل فوق جثث جيل عربي غرروا به في ثورات كاذبة وجهادٍ مزعوم، وعاجلا أم آجلا، ستعود القدس للعرب والمسلمين، ووعد الله حق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة