هل يقتل الإنترنت عقولنا؟
على الرغم من المعلومات التي تقدمها شبكة الإنترنت، إلا أن هناك أضرارا مخفية تؤثر على عقول الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا بشكل مستمر، فما هي أضرار التكنولوجيا على العقل؟
على مدار التاريخ يخشى الأشخاص من استخدام التكنولوجيا الحديثة، نظراً لعدم تصديقهم أن العقل قادر على استيعاب كمية هائلة من المعلومات، وتحديث هذه المعلومات طبقاً للتطورات المتاحة حوله.
وفي القرن 16 ظهرت الصحافة المطبوعة، لتتطور فيما بعد ويصبح هناك دور هام للصحافة إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي خلال العشر سنوات الماضية، لتتعدد مصادر المعلومات وتتدفق بشكل أسرع.
وعلى الرغم من المعلومات والنواحي الإيجابية التي تقدمها شبكة الإنترنت، إلا أن هناك أضراراً مخفية تؤثر على عقول الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا بشكل مستمر.
وتذكر صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المحتوى الذي تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت، يمكن أن يوثر بشكل سلبي على درجة استيعاب العقل لهذه المعلومات، وربما تتسبب كثرة المعلومات وكثافتها في تشتت انتباه القارئ أو الباحث لمعرفة الهدف الرئيسي من البحث، ما يوثر على درجة إنجاز العمل.
المعلومات المكثفة
ومن الأهمية أن نتذكر دومًا أن العقول البشرية تتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات، ومع تطور أدوات التكنولوجيا تزداد السرعة والطرق للحصول على المعلومات، ونجد شاشة صغيرة تبث فيديو لعدد من الأطفال يلعبون في الحديقة، ولك أن تتخيل كيف يستوعب عقلك هذه الصورة.
ويعمل العقل مع الجهاز البصري في الوقت نفسه على ترجمة الصورة والفيديو المعروض للحصول على المعلومة المطلوبة.
وفي الحقيقة لا يترجم العقل البشري كل عملية أو إشارة تتم أمامه، نظراً لأن العملية معقدة وللا يتوفر طوال الوقت مساحة أو فرصة للعقل أن يعمل، وتعد هذه النقطة وسيلة لحماية العقل من تراكم المعلومات وتوقفه عن عمله الأساسي.
تسجيل المعلومات
وعلى الجانب الآخر يتساءل البعض هل جوجل محرك البحث الأشهر يسهم في تدمير الذاكرة، فعندما تفكر في شراء شيء أو تبحث عن طريق معين أو تجميع مادة بحثية لبحث جديد، تلجأ إلى جوجل.
ومع مرور الوقت لا تعتمد على ذاكرتك بشكل مباشر لتتذكر هذه المعلومات، طالما وجدت البديل المتاح الذي يمحنك هذه المعلومات دون أي تعقيد أو مشكلة، وتبدأ الذاكرة في التراجع عن عملها الأساسي وهو تسجيل المعلومات لحين احتياج العقل لها مرة أخرى، ما يؤثر على البنية الأساسية للعقل.
درجة الانتباه
هل يؤثر الإنترنت على درجة استيعاب عقلك والتركيز على موضوع وقضية محددة، أم يظل يعمل بكفاءة واحدة ومعتدلة خلال 24 ساعة في 7 أيام لتحصيل الأشياء والتخطيط لكافة الجوانب الحياتية؟
وتعد شبكة الانتباه بالعقل البشري معقدة للغاية وغيرة واضحة الصورة، ويتحدد اتجاه الانتباه بناءً على العوامل المحيطة بالشخص ودرجة تركيز العقل، ويصبح تحدياً كبيراً أن يركز الشخص 100% في أي عمل، ونظراً لكون الإنترنت يمنحك سرعة وكفاءة في النتائج أعلى، فيجعل تركيزك أقل من المستوى الطبيعي، وتظهر هذه التغييرات في درجة التركيز أثناء تصفح تطبيق مقارنة بالقدرة على قراءة كتاب أو سرد قصة.
والتواصل اجتماعياً هو مقياس لتحديد درجة التطوير والتعلم، ولكن شبكة الإنترنت تؤثر بشكل واضح على درجة تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض، وهذا يعني أن كل الأشياء المتشاركة عبر ضغط الزر واستخدام الأجهزة مردودها يختلف مع وظائف العقل البشري.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز