تمدد "داعش" و"القاعدة" بدول أفريقية.. عوامل الانتشار وطرق المواجهة
عبر الاستفادة من الصراعات العرقية في دول أفريقيا جنوب الصحراء والعلاقات المختلة بين الحكومات المركزية والمناطق البعيدة والإدارة الصعبة للموارد وتأثيرات المناخ على القطاع الزراعي.
أوضاع سياسية متردية وأزمات اقتصادية متلاحقة، بالإضافة إلى العلاقات المختلة بين الحكومات المركزية والمناطق البعيدة، عوامل هيأت الطريق لصمود تنظيمي داعش والقاعدة في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
تمدد الإرهاب
فمن النيجر والكونغو الديمقراطية مرورًا بمالي وتشاد إلى بوركينا فاسو ونيجيريا والصومال، دول تمدد الإرهاب فيها، كاشفًا عن وجهه "القبيح" بزيادة وتيرة العمليات الإرهابية، التي أدمت أوصال تلك البلدان.
ذلك الانتشار، تحدث عنه تقرير أمني إيطالي صدر مؤخرًا، قائلا إن دول أفريقيا جنوب الصحراء باتت تمثل مركز ثقل جديدا لصمود تنظمي "داعش" و"القاعدة".
ويشير التقرير الإيطالي الخاص بسياسة أمن المعلومات لعام 2022، الذي حررته دائرة المخابرات ونشرته أمس الثلاثاء إلى مزيد من التفويض للجماعات المتفرعة في دول جديدة، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية "آكي".
وبحسب التقرير الإيطالي، فإنه رغم تراجع دور وأنشطة التنظيمين المتطرفين في معاقلهما المركزية، إلا أنهما أظهرا "حتى الآن مرونة كبيرة، فقد استجابا للضغط المستمر من جانب قوى مكافحة الإرهاب، بإعادة صياغة العلاقات بين القيادة على المستوى المركزي والجماعات التابعة، في تجاه لامركزية تدريجية واستقلالية أكبر في صنع القرار للفروع الإقليمية".
ونقلت الوكالة الإيطالية عن التقرير الاستخباراتي، أن هذه العوامل تسهم في تحويل مركز الثقل العملياتي إلى المستوى المحيطي والحد من آثار الضربات الشديدة التي تلحق بسلسلة القيادة.
ويحاول التنظيمان، الاستفادة من الصراعات العرقية في دول أفريقيا جنوب الصحراء والعلاقات المختلة بين الحكومات المركزية والمناطق البعيدة والإدارة الصعبة للموارد وتأثيرات المناخ على القطاع الزراعي.
وأكدت وكالة "آكي"، أن التقرير الأمني أشار إلى أن هذه العوامل "توفر للجماعات الإرهابية أدوات ضغط لإثارة استياء السكان المحليين، واستغلالها لخلق انفصال خطير مع المؤسسات".
ديناميكيات الصراع
المعلومات التي كشف عنها التقرير الإيطالي، كان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، أشار إلى جزء منها، في تصريحات له بثت في أغسطس/آب 2022، أكد فيها أن "تنظيم داعش والجماعات التابعة له تواصل استغلال ديناميكيات الصراع، وهشاشة الحكم وعدم المساواة؛ للتحريض على الهجمات الإرهابية والتخطيط لها وتنظيمها".
وكان المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، قال في تقرير له الشهر الماضي، إن غالبية دول أفريقيا تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية؛ ما يدفع الكثير من الشباب نحو خيارين؛ الهجرة غير الشرعية، أو الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى بعض الأسباب التي تدفع الشباب نحو اعتناق أفكار "متطرفة ومن ثم الانضمام إلى إحدى التنظيمات الإرهابية"، والتي من بينها "تدني مستوى التعليم في أفريقيا وارتفاع الأمية لأعلى مستوى بين قارات العالم، إضافة إلى الرشوة والمحسوبية ونمطية العيش".
وحصر المركز الأوروبي، أسباب ودوافع تمدد هذه الجماعات الإرهابية في أفريقيا:
- الأزمات السياسية وعدم استقرار بعض البلدان الأفريقية.
- غياب الدولة وضعف دورها في العديد من المناطق.
- ضعف القبضة الأمنية لبعض الدول الإفريقية على حدودها، مما يعطي حرية الحركة لهذه الجماعات.
- التهميش الاقتصادي والاجتماعي والفساد.
- تزايد مستويات الفقر.
لكن ماذا نعرف عن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا؟
تتواجد على أرض أفريقيا 64 من التنظيمات والجماعة الإرهابية الناشطة في مختلف مناطقها، تختلف انتماءاتها، إلا أنها تتفق في اتخاذ العنف وسيلة لها لتحقيق أهدافها، ومن بين تلك التنظيمات:
تنظيم القاعدة:
- على رأس هذه الجماعات "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" الذي يعد امتدادًا لـ"الجماعة السلفية للدعوة والقتال".
- 1997.. انفصل عن "الجماعة السلفية" وبايع تنظيم القاعدة في نفس العام.
- 2007.. تغير اسمه إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي".
جماعة بوكو حرام:
- 2002.. نشأت "بوكو حرام" في مدينة ميد جوري بنيجيريا والتي تعني في لغة الهوسا "التعليم الغربي حرام".
- تتخذ هذه الجماعة من مناطق قبيلة الهوسا في الشمال النيجري معقلاً لها.
- الإيرادات المالية لبوكو حرام تبلغ عشرة ملايين دولار ناتجة عن التجارة غير المشروعة عبر الحدود.
حركة الشباب الصومالية:
- 2004.. تكونت حركة "الشباب" في القرن الأفريقي وتحديداً في الصومال.
- 2012.. أعلنت ولاءها وتبعيتها إلى تنظيم القاعدة.
- 2007.. انشقت حركة الشباب الصومالية عن الجناح العسكري لـ"اتحاد المحاكم الإسلامية".
- 2009.. رفعت معدل العمليات التي تقوم بها، بعد تهدئتها في أعقاب التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال.
- تتمركز في وسط وجنوب الصومال وزادت قوتها بشكل ملحوظ، لا سيما عقِب الانسحاب الإثيوبي من الصومال.
داعش:
- وسّع نفوذه في قارة أفريقيا
- لم يسلم أي من المناطق الجيوسياسية الخمس كما حددها الاتحاد الأفريقي من نشاط التنظيم.
- يتواجد بـ20 دولة على الأقل في أفريقيا.
- يستخدم أكثر من 20 دولة أخرى للخدمات اللوجستية، وحشد الأموال والموارد.
ويقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن العمليات الإرهابية خلال العام 2022 شهدت تمدداً وتزايداً، مشيرًا إلى أن بوركينا فاسو تلتها مالي والنيجر تصدرت قائمة بلدان المنطقة من حيث عدد ضحايا الإرهاب، إذ سقط في البلدان الثلاثة مجتمعة نحو ألفي شخص خلال 2022.
ويتركز النشاط الإرهابي بشكل أساسي في حوض بحيرة تشاد الذي يضم أجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا ومنطقة الساحل الوسطى على طول حدود بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
طرق المواجهة
وبحسب المركز الأوروبي، فإن طبيعة وتكتيكات الجماعات الإرهابية تغيرت في المنطقة بشكل كبير؛ فبعد أن كانت تأخذ في بدايتها طابعا تكفيريا محدودا، بدأت تتوسع بشكل لافت خلال عامي 2021 و2022 بولادة مجموعات جديدة؛ واندماج أخرى مع بعضها.
وطرح المركز الأوروبي روشتة لعلاج انتشار الإرهاب في القارة السمراء، مؤكدًا ضرورة توفير الأطر التي تزود القوات الأمنية بأحدث المعلومات الاستخباراتية التي تحدد طبيعة الجماعات الإرهابية ومصادر تسليحها وتمويلها.
كما طالب برسم سياسات واضحة لمواجهة تمدد هذه التنظيمات الإرهابية، وتوفير الدعم والموارد اللازمة للمنظمات الإقليمية، ومعالجة الأيدولوجيات والسلوكيات الخاطئة بالتعليم.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز