وثائق: داعش يخطط لاستنساخ "مذبحة باريس" في أوروبا والشرق الأوسط
وثائق اطلعت عليها صحيفة صنداي تايمز تكشف عن خطط تنظيم داعش لتكرار هجمات سابقة في حملة جديدة في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.
بعد تحقيق النصر الكامل على "داعش" ونهاية دولته المزعومة، كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن أن التنظيم الإرهابي يخطط لاستنساخ هجمات باريس، بموجة جديدة من المجازر.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الأحد لمراسلتها في شمال سوريا لويز كالاهان، إن عملاء "داعش" يتذكرون الأعمال الوحشية بشكل جيد، حيث تظهر وثائق اطلعت عليها الصحيفة أنهم يخططون بنشاط لإعادة إنتاج هجمات جديدة في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.
وأوضحت أن مجموعة من الوثائق المرعبة تكشف عن الخطط المفصلة للهجمات الإرهابية في أوروبا، التي يمولها ويسيطر عليها قادة "داعش".
- وثائق: "خلايا التماسيح" استراتيجية داعش الجديدة بعد "الذئاب المنفردة"
- العراق يتسلم 200 من عناصر "داعش" المعتقلين لدى "سوريا الديمقراطية"
وحذرت من أن العمليات في أوروبا ليست إلا جزءا ضئيلا من الخطط الموضحة في الوثائق، التي عثر عليها على قرص صلب سقط خلال تبادل لإطلاق النار بين خلية نائمة لداعش والقوات المحلية قبل شهر في منطقة صحراوية محررة شمال شرق سوريا.
ووفقا لصحيفة، تقدم الوثائق رؤية مفزعة بشأن كيفية استمرار التنظيم الإرهابي رغم انهياره في إدارة شبكات دولية متطورة، وتحريك العناصر عبر الحدود، وعمليات التمويل، والتخطيط لسرقة البنوك، وتفجير المركبات، والاغتيالات، واختراق الحواسيب.
والشهر الماضي، نشرت "صنداي تايمز" وثائق من القرص الصلب تحدثت عن بناء "خلايا تماسيح" لارتكاب اغتيالات في سوريا والعراق، ومحاولات لإقامة "مكتب للعلاقات الخارجية" لشن هجمات في الخارج، ولكنها اطلعت على المحتويات الكاملة للقرص الصلب.
وفي رسالة، موجهة إلى زعيم التنظيم الهارب أبوبكر البغدادي ونائبه، يقسم 6 من قادة "داعش" استراتيجية التنظيم في الخارج إلى قسمين؛ العمليات والحدود.
وتشير الرسالة إلى أن العمليات في الخارج سيديرها أحد أعضاء "داعش" ويدعى "أبو خباب المهاجر"، الذي سوف يسيطر على 3 خلايا؛ إحداها في روسيا واثنتان في ألمانيا، وستتمركز مجموعة أخرى في شمال شرق سوريا تحت قيادة منفصلة، على أن يكون الهدف الأول للخلايا هو سرقة الأموال لتمويل التنظيم.
وستقوم الخلايا أيضا بشن هجمات تشمل عمليات صدم المركبات، والأهم من ذلك أنها سوف تخطط "عمليات خاصة" ذات "هدف ونتائج محددة يتم اختيارها بعناية"، كما جاء في الرسالة، حيث يذكر المؤلفون مذبحة باريس عام 2015 و"هجوم مانهاتن" كمصدر إلهام.
وقبل نحو 4 أعوام، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، اقتحم إرهابيون من "داعش" قاعة حفلات وهاجموا أهدافا أخرى في أنحاء العاصمة الفرنسية باريس، ما أسفر عن مقتل 130 شخصا وإصابة 352 آخرين.
وبعد ذلك بعامين، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، دهس قائد شاحنة المارة وراكبي الدراجات وسط مانهاتن في مدينة نيويورك، عند نهر هدسون، ما أسفر عن مقتل 8 وإصابة 11 آخرين.
ولن يقتصر تنفيذ العمليات على عناصر "داعش" الموجودين بالفعل في أوروبا، ولكن الشبكات العابرة للحدود الممتدة من ألمانيا إلى روسيا وسوريا سوف تسهل تدفق المسلحين والمال عبر الحدود.
ومن المقرر إرسال المسلحين الأوروبيين والعرب والروس والقوقاز إلى داخل وخارج سوريا عبر تركيا، حسب الوثيقة، التي أشارت إلى أنه من الأفضل أن يأتي المسلحون الإيرانيون ومن وسط آسيا عبر إيران.
وتثير هذه الكشوف تساؤلات حول كيف ما زال بإمكان "داعش" أن يرسل عناصره عبر الحدود شديدة التنظيم، في ظل حالة التأهب القصوى لوكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم لرصد أي متطرفين يتحركون بين أوروبا والشرق الأوسط.
وفي مزيد من المراسلات مع أبو بكر ونائبه، كتب أحد قادة داعش، ويطلق على نفسه اسم أبو طاهر الطاجيكي: "سنخبرك هنا في رسالتنا بالأهداف التي سنضربها، وهي أهداف تدمر الاقتصاد العالمي في أوروبا وتنتشر الرعب".
ويذكر أبو طاهر "عمليتين" ستجريان خلال 10 أيام و20 يوما على التوالي بعد إرسال الرسالة في ديسمبر من العام الماضي، الهدف الأول كان قطارا فائق السرعة في ألمانيا.
أما العملية الثانية فستستهدف خط أنابيب في مصفاة لتكرير البترول قرب مدينة بازل السويسرية، على الحدود مع فرنسا، تم اختيارها (لحدوث) "كارثة اقتصادية" التي يعتقد المسلحون أنها ستلحقها بالبلدين.
والغريب، أنه بعد أيام قليلة من كتابة الرسالة التي تحدد الهجمات، عثر على علم "داعش" بالقرب من مسار قطار برلين، حيث تضررت الأسلاك العلوية، غير أن طريقة الهجوم أو الإطار الزمني لا تتطابق تماما مع تفاصيل الرسالة، ولكن الشهر الماضي اعتقل عراقي في فيينا واتُهم بتنفيذ هجوم برلين، وآخر في بافاريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز