"التحالف الدولي" بعد داعش.. استراتيجية شاملة تواجه جذور التطرف
النجاح على أرض المعركة ضد داعش لا يعني نهاية التنظيم أو إرهابه بل يحتاج التحالف الدولي إلى استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف.
في الذكرى الرابعة لتشكيل التحالف والهزيمة العسكرية لتنظيم داعش الإرهابي على أرض المعركة في سوريا والعراق وغيرهما، يبدو أن هذا هو الوقت المناسب للنظر في كيفية جعل التحالف مفيدا في بيئة "ما بعد الخلافة" المزعومة.
ويتفق واضعو السياسات بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لوقف عودة ظهور داعش ونفوذه أكثر من مجرد القتل وإلقاء القبض على الإرهابيين، باستخدام "نهج شامل متعدد الأبعاد يناسب الإطار المحلي ويركز بصورة أكبر على تغيير الأوضاع التي تجعل الدعاية المتطرفة جذابة للمجندين".
وأطلقت الولايات المتحدة عمليات لتحرير آخر معاقل التنظيم في سوريا، إلى جانب تحالفها الدولي لدحر داعش والحلفاء المحليين.
وبحسب موقع "ذا هيل" الأمريكي، فإن النجاح الذي تحقق على أرض المعركة ضد داعش لا يعني نهاية التنظيم أو إرهابه، فحتى بعد خسارته للأراضي التي استولى عليها، واصل نشر أيديولوجيته العنيفة المتطرفة وعملياته عبر التحويل في عمليات التمرد والتعاون مع الجماعات الإرهابية في أفغانستان وبنجلاديش ومصر والفلبين وليبيا وغرب أفريقيا.
وأوضح الموقع أنه مثلما تطور تهديد تنظيم داعش منذ تأسيس التحالف الدولي، تطور أيضا فهمنا لأكثر الطرق فاعلية لمواجهته.
ورغم أننا قاربنا على نهاية المجهودات العسكرية لدحر داعش في العراق وسوريا، لم نغير بشكل ملموس الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمظالم التي دفعت آلاف الشباب من عشرات الدول لتبني أيديولوجية داعش العنيفة.
وخلال الأربع سنوات الماضية، أصبحت الآليات الرسمية للتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب أكثر قوة، كرد على ظهور داعش، وأصبحت مكافحة الإرهاب والتطرف جزءا من المنظمات متعددة الأفرع، من الأمم المتحدة إلى الإنتربول والعديد من الجهات الإنمائية متعددة الفروع، متضمنة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي.
وأوضح "ذا هيل" أنه من أجل إعلان "إتمام المهمة" فيما يتعلق بدحر تنظيم داعش، هناك مجموعة من الأسباب المترابطة للقيام بذلك، تتمثل في توضيح أن تشكيل تحالف دولي يتمحور عمله حول هزيمة داعش ربما يقلص مكاسبه في عام 2018 عندما يتعامل مع أشكال التهديد المحلية والإقليمية.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن منع عودة ظهور وانتشار داعش يتطلب مجموعة مختلفة من الأدوات والتحالفات أكثر من هزيمته على أرض المعركة في الشرق الأوسط، وبغض النظر عن التنسيق العسكري المحقق للاستقرار المتعلق بالعراق وسوريا، فإن تقريبا كل العمل الذي تضطلع به مجموعات التحالف العاملة يمكن أن تستوعبه الكيانات الأخرى متعددة الأفرع، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، لخلق جهود دولية أكثر اتساقا وفاعلية.