خبراء: قد تظهر نسخة معدلة من "داعش" أكثر تهديدا للعالم
خبراء دوليون يحذرون من أن آمال ذهاب التنظيم طي النسيان، سابقة لأوانها وغير معقولة.
ربما انتهت أيام مكاسب داعش العسكرية والحصول على الأراضي في العراق وسوريا، مع استرداد بقايا الأراضي مما يسمى الخلافة المزعومة، لكن يحذر خبراء دوليون من أن آمال ذهاب التنظيم طي النسيان، سابقة لأوانها وغير معقولة، وقد تظهر نسخة معدلة من التنظيم.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، إنه رغم انهيار تنظيم داعش إلا أن نفوذه لايزال قويا.
وأضاف بيرت، خلال مؤتمر حول مكافحة الإرهاب يستضيفه المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن: "لا شك أن التهديد الذي يشكله التنظيم علينا يواصل التزايد".
ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، عن بيرت، قوله: "حتى مع دحر داعش على الصعيد الميداني، نعلم أنهم سيواصلون تشكيل تهديد بالمنطقة، كما نعلم أن المعركة الفكرية بعيدة عن الفوز بها؛ فلايزال داعش قادرًا على إلهام الناس لتنفيذ هجمات باسمه؛ ولذلك لايزال يشكل تهديدًا عالميًا خطيرًا".
وتابع: "لقد رأينا دليلًا قويًا على هذا، في الولايات المتحدة، وهنا في بريطانيا، مع وقوع 5 هجمات إرهابية هذا العام فقط".
واتفق منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، مع أن التنظيم الإرهابي كان مرجحةً هزيمته في وقت قريب، لكن أسباب ظهوره، التي ترجع إلى أوائل الألفية الثانية وتطورت لمواجهة النظام السوري خلال السنوات الأخيرة، لم يتم التطرق إليها.
وقال: "إن لم نناقش الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نشأة داعش، من المظالم السنية ضد السياسات الطائفية الشيعية، والعنف الذي تشهده الدولة بسبب النظام السوري، سنكون بصدد عودة ظهور شيء يمكن أن يصبح داعش 2".
لم ينته ولم ينس
هناك وجهات نظر إيجابية تتحدث عن قرب هزيمة تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا.
وقاتلت القوات الحكومية السورية والعراقية لاستعادة الأراضي التي حصل عليها داعش خلال السنوات القليلة الماضية مع محاولته نشر خلافته المزعومة.
وقد ازداد تيار القتال ضد داعش هذا العام، قابلته خسارة التنظيم لمدينتي الرقة السورية، والموصل العراقية، وغيرهما من المعاقل، وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات العراقية عملية لتطهير الصحراء الحدودية السورية من مسلحي داعش، حيث كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال إنه سيعلن فقط هزيمة التنظيم عند انتهاء وجوده بالصحراء.
شيراز ماهر، الباحث بالمركز الدولي لدراسات التطرف في الكلية الملكية بلندن، كان له نفس وجهة النظر.
وقال ماهر: "لا أعتقد أننا على مقربة من رؤية الواقع بعد داعش؛ فهو هنا، ولايزال باقيًا كأحد الأطراف الفاعلة على أرض الواقع".
وأضاف: "هو يعود إلى ما كان عليه؛ فقد برز كمجموعة متمردين ثم إلى ما يشبه الدولة الاحتجاجية، والآن يعود إلى الهيئة التي يعرفها على نحو أفضل"، مشيرًا إلى أنه سيتسلل إلى الصحراء استعدادًا لإعادة تنظيم صفوفه للعودة والقتال مجددًا.
خلايا نائمة
هناك توقعات بمقتل كثير من مقاتلي تنظيم داعش في المعارك الأخيرة لاستعادة الأراضي التي تقع تحت سيطرته.
ومع ذلك، تشير توقعات أخرى إلى توجه البعض الآخر إلى مناطق تحت الأرض وإعادة تجميع صفوفهم تحت ما يسمى "الخلايا النائمة" في أوطانهم، لكن أعداد تلك الخلايا والمقاتلين العائدين غير معروفة.
وتوقع منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، تدفق بأعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا، كما لايزال هناك خلايا في القارة، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للمقاتلين العائدين نحتاج تحديد مواقعهم على الحدود.
وقد زادت آمال هزيمة داعش بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على البوكمال، آخر معقل بارز للتنظيم؛ فخسارة المدينة ستترك التنظيم مع عدد قليل من المواقع عبر أنحاء البلاد، بعيدة كل البعد عن حجم المساحات التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا عام 2014.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز