شركة لافارج الفرنسية مولت داعش سوريا بنصف مليون دولار
تحقيق استقصائي يكشف أن "لافارج" مولت تنظيم "داعش" الإرهابي، بنحو نصف مليون دولار ما بين يوليو/تموز 2012 حتى سبتمبر 2014
بعد أشهر من الشبهات التي أثيرت حول عملاقة الأسمنت، مجموعة "لافارج" الفرنسية السويسرية، بتمويلها للجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، كشفت صحيفة "لوكانارد أوشييني"الفرنسية الساخرة، في تحقيق استقصائي أن "لافارج" مولت تنظيم "داعش" الإرهابي، بنحو نصف مليون دولار ما بين يوليو/تموز 2012 حتى سبتمبر 2014.
- التحقيق في تمويل "لافارج" الفرنسية لمجموعات إرهابية بسوريا
- موظفون سابقون بشركة فرنسية قيد التحقيق بتهمة تمويل داعش
وبعد سلسلة من التحقيقات المكثفة التي أجرتها الصحيفة، كشفت عن المبالغ الفلكية التي دفعتها عملاقة الأسمنت، فرع سوريا، "لافارج هولسيم"، والذي بلغ أكثر من 500 ألف دولار ما بين يوليو/تموز 2012 وسبتمبر/أيلول2014.
واستندت الأسبوعية الفرنسية إلى تقرير أعده مكتب"بيكر ماكنزي" الأمريكي للتحقيق الاستقصائي، بناء على طلب المجموعة الفرنسية السويسرية نفسها للتحقق من الشائعات التي أثيرت في أبريل/نيسان الماضي، بتبرع الشركة فرع سوريا بنحو 5.56 مليون دولار لعدد من الفصائل المسلحة في سوريا، بما فيها تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأرسل مبلغ لا يقل عن 694.509 ألف دولار إلى "داعش" خصيصاً لشراء الصناعات الاستراتيجية للتنظيم، بما في ذلك لدفع رواتب الجنود في نقاط التفتيش التابعة للتنظيم، وذلك لتيسير مرور الشاحنات للتابعة للمجموعة.
وهذا التحقيق الذي بدأ منذ يونيو/حزيران الماضي، يقوده ثلاثة قضاة من مكتب أقطاب تمويل الإرهاب، التابع لهيئة مكافحة الإرهاب في فرنسا، التحقيق في القضية، مع عملاقة الأسمنت الفرنسية السويسرية لتحديد صحة هذه الادعاءات، بتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، والصناعات الاستراتيجية لتنظيم "داعش" الإرهابي، بحجة استمرار عمل المجموعة خلال عامي 2013- 2014، على الرغم من الصراع الدائر بين مصانع الأسمنت وتعثرها لاسيما في منطقة شمال سوريا.
والمحققون يبحثون أيضا فيما إذا كان مسؤولو الشركة في فرنسا، التي اندمجت، مع شركة "هولسيم" سويسرا عام 2015، على دراية بهذه الاتفاقات وبمخاطر تشغيل العاملين السوريين في الموقع أم لا.
وبحسب "لوكانارد أونشيني " فإن عددا كبيرا من إدارة المجموعة على علم بالقضية، حيث إنه في سبتمبر/أيلول الماضي، أرسل مدير الأمن في الشركة رسالة عبر البريد الإلكتروني، للمدير القانوني للشركة، يشير فيها إلى أنه "يبدو أن هناك علاقة مع داعش والمجموعة "، وفي رسالة أخرى قال فيها" كما أشرت لك من قبل في الرسالة السابقة أن العلاقات مع "داعش" كان جزءاً من إجراءات السلامة في الشركة لمدة ثلاث سنوات".
وكشفت الفضيحة صحيفة "لوموند" الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي، حيث سلطت الصحيفة الضوء على التنسيق المثير للجدل بين "داعش" و"لافارج"، مشيرة إلى أن "داعش" استولى على جزء كبير من سوريا، بفضل دعم "لافارج" وأصبح لا مفر منه في المنطقة.
من جانبها، أشارت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية إلى أنه "بعد شهرين من تلك الفضيحة، تقدمت وزارة الاقتصاد الفرنسية بشكوى إلى النائب العام الفرنسي لفتح تحقيق حول الوقائع".
وكشفت لجنة التحقيق أن "لافارج دفعت مبالغ لجماعات إرهابية مسلحة في سوريا"، وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قامت الشرطة الفرنسية بتفتيش مكتب البلجيكي البير فرير، صاحب مجموعة "بروكسل لامبير جروب" في باريس، كونه يمتلك نحو 9.4% من أسهم "لافارج هولاسيم".
وأوضحت الإذاعة أن "المدير العام لمجموعة "لافارج" إيريك أولسين، تقدم باستقالته في 15 يوليو/تموز الماضي، على خلفية اشتباه المجموعة في تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا".