مركز أمريكي يحذر: "داعش" يشن حرب استنزاف بالعراق
التنظيم يحصل على 3 ملايين دولار شهريا من الإتاوات التي يفرضها على شركات النقل والسجائر، بالإضافة إلى مهربي النفط والممنوعات
حذر مركز السياسة الدولية الأمريكي، الأربعاء، من أن تنظيم "داعش" الإرهابي قادر على شن هجمات عابرة للقارات رغم الهزيمة الفادحة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي مارس/ آذار 2019.
وقال التقرير إنه "رغم هزيمة داعش إقيلميا فإنه لا يزال قائما ويشن حرب استنزاف في المدن والريف العراقي وقادر على شن هجمات إرهابية عابرة للقارات".
وذكر مركز السياسة الدولية الأمريكي، في تقرير له، أن تحركات "داعش" خلال الأشهر الأخيرة في العراق أبرزت مرونة وديناميكية التنظيم الذي لا يزال قادرا على العمل بحرية في البلدات والقرى العراقية.
وأضاف أن تلك الهجمات تظهر أيضا فهم "داعش" للبيئة العراقية واستغلاله الصراع السياسي والضعف الاقتصادي والبيئة الأمنية الهشة في هذا البلد.
وأشار التقرير إلى أن "داعش" استغل التطورات الأخيرة في البلاد كفرص سانحة لشن عملياته الإرهابية، لا سيما في ظل الاحتجاجات واسعة النطاق التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، واستقالة الحكومة العراقية.
وتابع مركز السياسة الدولية الأمريكي أن التنظيم الإرهابي استغل كذلك حالة الفراغ السياسي في العراق، وما تبعها من صراع داخلي حول مقتل نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار وسحب جزء من القوات الأمريكية.
ولفت التقرير إلى أن "داعش" اغتنم الفرصة بشن هجماته في كل من محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك ومناطق واقعة شمال بغداد، عبر مجموعات تتألف من 9 إلى 11 مسلحا.
ونوه بأن التنظيم الإرهابي واصل هذا العام استهدافه لمليشيات الحشد الشعبي والحشد العشائري في غربي صلاح الدين وشمالي شرقي ديالى، واتبع خلال الشهرين الماضيين نهجا جديدا بتنشيط خلاياه النائمة لتنفيذ هجمات في مناطق ريفية جنوبي سامراء وشمالي بغداد.
ويرى التقرير أن "داعش" يوجد في مناطق استراتيجية محاذية لسوريا غربا ولإيران شرقا، وهو ما يساعده في استهداف الطرق السريعة بين محافظات الغرب والشمال والشرق، بالإضافة إلى استهداف خطوط التجارة والنفط وشاحنات الغاز وأنابيب الطاقة وشبكات الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
وقال إن هذه المناطق بحسب اعترافات معتقلي "داعش" التي أدلوا بها لقوات الأمنية العراقية، تدر على التنظيم عائدات تصل إلى 3 ملايين دولار شهريا، من الضرائب أو الإتاوات التي يفرضها التنظيم على شركات النقل والأدوية والأسلحة والسجائر، بالإضافة إلى مهربي النفط والأغذية والممنوعات.
ويلفت التقرير إلى استثمارات لـ"داعش" في العراق لا تقل قيمتها عن 100 مليون دولار، تؤمن للتنظيم دخلا شهريا يصل إلى 4 ملايين دولار، وفقا لتقارير استخباراتية خاصة.
وتساعد تلك الأموال تنظيم الإرهاب في الحفاظ على صلته بخلاياه النائمة، فهو يدفع شهريا 200-250 دولارا للمسلح، و500-600 دولار للقائد، وفقا لمصادر أمنية.
كما يشير التقرير إلى تركيز التنظيم على تشكيل عمق استراتيجي وتأمين ملاذ آمن لنفسه، حيث يستقر في القرى المهجورة شمال ووسط العراق، التي تساعده تضاريسها الطبيعية وجبالها ووديانها في التحصن بها من العمليات العسكرية التقليدية، كما تساعده كهوفها وأنفاقها في تدريب افراده.
ويوضح التقرير أن "داعش" يستغل الحزام المحيط بالمدن والقرى الكبيرة في وجوده حتى اليوم.
ويشير مركز السياسة الدولية الأمريكي إلى أن تلك المناطق غير مستقرة بسبب الصراع بين القوى المختلفة كالحشد العشائري والحشد الشعبي والقوى المحلية.
ويرى أن دوريات "داعش" باتت جغرافيا قادرة على العمل في مناطق ريفية تتبع لكل من صلاح الدين وكركوك وديالى ومناطق شمال بغداد، يقوم فيها بعمليات اغتيالات.
ويخلص التقرير إلى أن نشاط داعش في تلك المناطق، لا سيما المناطق الريفية، أمر يشبه حرب الاستنزاف التي يسعى التنظيم من خلالها للحفاظ على وجوده، ويتيح الفرصة أمام خلاياه النائمة لتنشط وتستهدف ما يعبر تلك المناطق من شاحنات تجارية ونفطية وقوافل أمنية ومجموعات سياحية تتنقل بين العراق وإيران.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز