صحيفة أمريكية: نظام الملالي مستفيد من هجوم طهران الإرهابي
الاختلاف بين الهجمات التي وقعت في طهران وتلك التي تعرضت لها لندن ومانشستر مؤخرا، هي أن النظام الإيراني ليس ضحية بل "مستفيد"
بينما يستمر العنف والإرها ب؛ كانت الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم داعش الإرهابي ضد إيران، الأربعاء الماضي، والتي لا تعني أنها لا تدعم الإرهاب، بحسب مقال رأي نشرته مجلة واشنطن إكزامينر الأمريكية لأحد النشطاء الحقوقين الإيرانيين.
وذكر الكاتب بتصريح سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيه إن "الدول التي ترعى الإرهاب تخاطر بسقوط ضحايا للشر الذي يروجون إليها"؛ في إشارة إلى دور إيران في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك يُعد الاختلاف بين الهجمات الإرهابية التي وقعت في طهران، وتلك التي تعرضت لها لندن ومانشستر مؤخرا، هو أن النظام الإيراني ليس ضحية بل "مستفيدا"، حيث سيستغل هذه الأحداث في تبرير كبح المعارضين له وتوسيع أجنداته الشائنة في المنطقة.
وتابع الكاتب أن تنظيم داعش يدين بصعوده إلى طهران. موضحا أن العنف الذي تسبب فيه الحرس الثوري الإيراني والتابعون له في العراق وسوريا خلق أرضا خصبة مثالية لبروز داعش، وسمح له باحتلال مساحات شاسعة من الأراضي في كلتي الدولتين، لكن داعش رد الجميل بالهجمات الإرهابية الأخيرة.
وتحت شعار محاربة داعش، أسست طهران قوات الحشد الشعبي؛ مظلة لجماعات شيعية متطرفة مدعومة من إيران، وفقا للكاتب الذي أشار إلى أن تنظيم داعش أصبح العذر الإيراني للتدخل مباشرة في الصراع السوري ومساندة نظام الأسد ضد قوات المعارضة السورية.
وتابع الكاتب قائلا إن هذه العلاقة "التكافلية" بين النظام الإيراني وداعش كانت تمنعهما دائما من اتخاذ أي خطوات يمكن أن تهدد وجود الآخر. ولدى إيران تاريخ حافل في توفير ملاذ آمن للجماعات السنية المتطرفة وقياداتها، الذين من المفترض أن يكونوا أعداءها، وفقا لكاتب المقال الذي لفت إلى تقارير حول تواطؤ قوات إيرانية في سوريا من أجل إضعاف قوات المعارضة.
وعلى ما يبدو أن أحدث هجمات داعشية ضد طهران تتزامن مع تعرض النظام الإيراني إلى صفعات من عدة جبهات؛ فالاحتجاجات الاجتماعية عبر أنحاء البلاد تتزايد، والشعب الإيراني أصبح أكثر جرأة في التعبير عن رغبتهم في الحرية وتغيير النظام. علاوة على أن طهران تواجه أيضا عزلة بسبب تدخلها الإرهابي في شؤون دول المنطقة.
وقال إن وحشية داعش ستمنح النظام الإيراني طريقا محتملا لتجنب الغرق أكثر في أزماته الحالية. ونقل عن بيان لأحد قيادات المعارضة الإيرانية يدين فيه هجمات داعش في بلادها: "ما فعله داعش يصب بوضوح في مصلحة النظام الإيراني والقائد الأعلى خامنئي، الذي وجدها فرصة للتغلب على عزلة نظامه الإقليمية والدولية. ومن ثم تحاول الدولة المؤسسة للإرهاب التي تحتل المركز الأولى في رعايته، تغيير مكانها من قاتل إلى ضحية".
وعقب الهجمات في إيران، صرح مرشد إيران علي خامنئي، بالفعل أثناء أحد التجمعات الطلابية قائلا: "تظهر هذه الأحداث أنه إذا لم تتخذ الجمهورية موقفا في قلب الفتنة (في إشارة إلى سوريا والعراق)؛ سيكون لدينا كثير من المشكلات داخل إيران".
واختتم الكاتب مقاله بقوله إن إيران ستحاول استغلال الموقف لمصلحتها على حساب شعبها ودول المنطقة. لافتا إلى أن هذه تذكرة أن إيران ليست جزءا من الحل في محاربة داعش أو أي جماعات متطرفة، وسيتطلب الأمر طرد النظام الإيراني والحرس الثوري من المنطقة والتفكيك الكامل لوكلائها الإرهابيين. وحتى يدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة ويركز على اتخاذ إجراء في هذا الشأن، ستستمر الهجمات الإرهابية حول العالم ويسقط ضحايا أبرياء لصالح القيادات المتطرفة لداعش وطهران، على حد قوله.