الموصل.. ما خلفه "داعش" شرقا يكشف صعوبة المعركة غربا
ما عثرت عليه القوات العراقية في شرق الموصل من مخلفات تنظيم "داعش"، يكشف مدى صعوبة معركة استعادة غرب المدينة.
عثرت القوات العراقية على مجموعة من الإرشادات عن كيفية صنع القنابل واستخدام المدافع الرشاشة والصواريخ المضادة للدبابات، في المنازل التي كان يحتلها عناصر "داعش" في شرق الموصل الذي تم استعادته.
وجاء ذلك خلال جولة ميدانية لقائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عبدالوهاب الساعدي على الأحياء التي طرد منها مقاتلو التنظيم الإرهابي، وتمكن سكانها من العودة إلى منازلهم مرة أخرى.
واستقبل سكان الشطر الشرقي من الموصل الفريق الركن الساعدي استقبال الأبطال أثناء انتقاله من بيت إلى بيت، وحملوا أطفالهم والتقطوا الصور التذكارية معه.
لكن الجولة التي قام بها الساعدي، السبت، في بيوت كان يحتلها رجال التنظيم من قبل جاءت لتذكر بالمخاطر التي تنتظر قوات الأمن وهي تستعد لتوسيع نطاق هجومها على الإرهابيين ودخول الشطر الغربي من المدينة.
واطلع الساعدي بنفسه، في الجولة التي رافقه فيها حرسه الشخصي بحي المهندسين، على شواهد على دقة تخطيط تنظيم "داعش" والرعب الذي حكم به المدينة.
وفي أحد البيوت، عثر على مجموعة من الإرشادات عن كيفية صنع القنابل ودلو مليء بالمسامير التي يحشون بها المتفجرات من أجل القتل والتشويه، وبجوارها كان هناك زوجان من القفازات المطاطية وأسلاك وأجهزة التفجير.
وعلى مسافة قريبة كان هناك كتاب يصف كيفية استخدام المدافع الرشاشة الروسية، كما برع الإرهابيون في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات.
وتعد معركة الموصل أكبر عملية عسكرية برية في العراق منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003، ويشارك فيها 100 ألف مقاتل من القوات العراقية وأفراد قوات الأمن الكردية ورجال فصائل الحشد الشعبي الشيعية.
واستعادت قوات الأمن العراقية معظم شرق الموصل بمساعدة ضربات جوية من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تسوية صفوف من المباني بالأرض في الموصل ثاني أكبر مدينة بالعراق.
ومن المحتمل أن تثبت الأيام أن المرحلة التالية من هذه العملية في غرب المدينة، والتي أعلن الساعدي عقب تقطيع لافتة من لافتات التنظيم وقد بدا عليه الغضب: "نتوقع أن ندخل الغرب في الأيام القليلة المقبلة"، يتوقع أن تنطلق في الأيام القليلة المقبلة أكثر صعوبة.
وتكثر في غرب الموصل الشوارع الضيقة والأزقّة التي لا يمكن للدبابات والعربات المدرعة الكبيرة المرور فيها، كما أنه من المتوقع أن يقاوم الإرهابيون بضراوة أشد للتشبث بآخر معاقلهم في العراق.
طائرات بدون طيار وغرفة للتعذيب
اتضح تصميم التنظيم على المقاومة وقدراته التنظيمية في عدة بيوت زارها الساعدي بشرق الموصل، فعلى الأرض وعلى المناضد كانت توجد كتيبات مصقولة الورق تتضمن إرشادات عن استخدام مجموعة مختلفة من الأسلحة.
وكان من الواضح أن أحد البيوت خصص لإنتاج الطائرات الصغيرة دون طيار لأغراض المراقبة والأغراض الهجومية، وتناثر عدد منها على الأرض.
وتضمنت وثيقة تحمل شعار التنظيم أسئلة تفصيلية عن نوع مهمة الطائرة وعما إذا كانت للتفجير أو التجسس أو التدريب، كما احتوت على فصل عمن سيدير الطائرة خلال مهامها وقائمة عناصر لمراجعة سلامة هيكل الطائرة.
ولم يكن التنظيم يسمح في حكم شرق الموصل بأي قدر من المعارضة فكان الرد على من يعارض فكره المتطرف هو القتل إما بإطلاق النار أو بقطع الرؤوس.
وعلم رجال الساعدي أن التنظيم حوّل فيلا في الشارع الذي كان يقف فيه إلى سجن وغرفة للتعذيب، وكان الناس يحتجزون في غرف الطابق العلوي من الفيلا خلف قضبان حديدية.
وقال الساعدي: "قيل لنا إن الجيران كانوا يسمعون صراخا من هذا البيت. كانوا يسجنون أي شخص يتحداهم. أي شخص يرفض القتال معهم".
وعلى الجانب الآخر من المدينة يطل على نهر دجلة -الذي يقسم المدينة إلى شطرين شرقا وغربا- فندق أوبروي نينوى ليضيف ملمحا آخر من ملامح "داعش" التي غيّرت اسمه إلى "فندق الوارثين".
وقال الساعدي من فوق سطح الفندق، "كان المكان الذي يجمعون فيه المقاتلين الأجانب والمفجرين الانتحاريين. 5 نجوم.. من أجل تشجيعهم."
واحتل التنظيم الإرهابي مدينة الموصل منذ طردهم للجيش العراقي الذي دربته الولايات المتحدة في يونيو/حزيران عام 2014، لتصبح أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم في المنطقة التي أعلن قيام دولة "الخلافة الإسلامية" فيها بالعراق وسوريا.
وسيكون سقوط المدينة بمثابة نهاية للتنظيم، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يخوض أفراد التنظيم حرب عصابات في العراق ويصبحوا مصدر إلهام لتنفيذ هجمات في الغرب.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز