تحذيرات.. "داعش" يخرج من الجحور ويعود للهجمات في سوريا
ثمة مؤشرات على أن تنظيم "داعش" الإرهابي يعيد ترتيب صفوفه في سوريا؛ ليعاود الظهور على الساحة السياسية والعسكرية الممزقة.
حذرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية من أن ثمة مؤشرات على أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يعيد ترتيب صفوفه في سوريا؛ ليعاود الظهور على الساحة السياسية والعسكرية الممزقة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة، لمراسلها لشؤون الدفاع كيم سينجوبتا، قال إن سلسلة من الهجمات عبر منطقة موسعة في الرقة، العاصمة السابقة للتنظيم في سوريا، حصدت أرواح عدد كبير من الضحايا، بينهم جنود روس، وأسر وإعدام عدد من المسلحين التابعين لمليشيات وتنظيمات أخرى، والاستيلاء على مناطق جديدة وإقامة قواعد عليها، كلها مؤشرات على أن تنظيم داعش يخرج من الظلال ويعود إلى ساحات المعارك في سوريا.
- مغامرات أردوغان في سوريا تحيي أوهام داعش مجددا
- وزير الخارجية الروسي: قمة بوتين وترامب ستناقش كل القضايا المتعلقة بسوريا
وأشار إلى أن عودة عناصر التنظيم الذي كان من المفترض أنه هزم بصورة شاملة، تحدث في ظل ديناميكيات سريعة التغيير، ويبدو أن تحول التحالفات والخيانات ساعَدا على عودة أكثر الجماعات الإرهابية دموية، وفقا لروايات مليشيات سورية وكردية، ومسؤولين غربيين وأتراك رسمت صورة معقدة لمشهد مناورات الجماعات على جانبي النزاع.
وأضاف: يعتقد أن هناك ما بين 8 آلاف و10 آلاف مسلح من "داعش" في سوريا والعراق، لافتا إلى أن هذا العدد هو 10 أضعاف المسلحين الذين خلفهم التنظيم في العراق عندما انسحبت القوات الأمريكية عام 2011. وفي غضون 3 سنوات، استولى هؤلاء المسلحون، بعد تغيير اسم التنظيم، على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا ووصلوا تقريبا إلى أبواب بغداد.
ونوه إلى مقتل حذيفة البدري، أحد أبناء زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، في هجوم على القوات الروسية والسورية في حمص، لكن البغدادي لا يزال هاربا، رغم المحاولات المتكررة من الأمريكيين والروس لقتله.
وكانت تقارير حديثة غير مؤكدة، أشارت إلى أنه يوجد في القائم بالعراق، ويقال إن قادته ينتشرون الآن في المناطق التي فروا منها خلال الحملة الجوية للتحالف.
ونقل عن سامي عبده، وهو أحد مقاتلي المعارضة السورية الذين كانوا يحاربون ضد "داعش"، قوله: "لقد واصلت الدول الغربية إبلاغنا كيف تمت هزيمة داعش والقضاء عليه، وأن كل شيء انتهى".
وأضاف: "لكننا نحن الذين على الأرض ويمكننا أن نرى أن الأمر ليس كذلك. الكثير منهم قد أفلتوا، بسيارتهم وأسلحتهم: الآن داعش هنا مجددا. لقد تغيرت الظروف وهم يستغلون ذلك، ويعملون بشكل جيد ويزدادون قوة".
وكان الرئيس دونالد ترامب أمر بفك ارتباط الولايات المتحدة في سوريا، مع خفض التمويل للمشاريع العسكرية والمدنية.
وعلاوة على ذلك، فإن القوات الكردية التي تستعين بها واشنطن لمحاربة "داعش" تقاتل القوات التركية الآن، وهناك خيبة أمل متنامية بين السكان المحليين حول الضرائب المفروضة، والتجنيد القسري من قبل بعض حلفاء الغرب الذين استولوا على أراض انسحب منها التنظيم.
في الوقت نفسه، تواجه "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي وحدة كردية وعربية مختلطة يدعمها الجيش الأمريكي، بالفشل في التحرك ضد جيب للمقاتلين الأجانب في "داعش"، لأنهم يعتقدون أنهم إذا فعلوا ذلك، سيعجلون فك ارتباط الرعاة الدوليين.
ولفت إلى حضور أكبر للقوات الخاصة الفرنسية في سوريا، وذلك جزئيا لتحل محل الأمريكيين المغادرين، لكنهم استغرقوا الكثير من وقتهم في محاولة لوقف الصراع الداخلي بين كتائب المعارضة.
وتحدث أيضا عن انقسامات ونزاعات بين حلفاء رئيس النظام بشار الأسد الدوليين والمليشيات المحلية، حيث بدأ الإيرانيون سحب بعض قواتهم تحت وطأة ضغط موسكو التي تريد حل معظم الجماعات شبه العسكرية التابعة للنظام.
ويقال إن القوات شبه العسكرية تقاوم هذه التغييرات، حيث يُعتقد أنها فروع مختلفة لجهاز الاستخبارات، طلب منها الروس خفض عدد الاعتقالات الواسعة التي تسببت في استياء عميق بين الناس، وساعدت في تأجيج المعارضة.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز