مغامرات أردوغان في سوريا تحيي أوهام داعش مجددا
تقارير صحفية أكدت أن تركيا جندت ودربت إرهابيي تنظيم داعش للمشاركة في معركة "غصن الزيتون".
انعكست نتائج المغامرات التركية في سوريا على المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي، وبعد عام من خسائر التنظيم المتلاحقة وفقدانه غالبية الأراضي الخاضعة لسيطرته، تمكنت عناصره من استعادة مناطق في شرق سوريا، والانتقال من استراتيجية الدفاع لشن هجمات مباغتة.
ورغم محاولات روسيا التهوين من مخاطر تقدم داعش، فقد قال مراقبون إن انخراط المقاتلين الأكراد في العمليات العسكرية ضد العدوان التركي على عفرين في الشمال السوري، ودعم أنقرة لعناصر التنظيم الإرهابي أسهما في إعادة إحياء أوهامه بعد أن كان قد استغل ظروفا مماثلة واندفع ليهيمن على مساحات واسعة في سوريا والعراق قبل نحو 3 سنوات.
وكان قادة التحالف الدولي ضد داعش قد حذروا من أن العمليات العسكرية التركية في عفرين السورية تصب في مصلحة التنظيم الإرهابي، مشددين على أن قدرة داعش على إعادة تنظيم فلوله لا تزال قائمة.
وصباح اليوم الأحد قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية على حسابها على فيسبوك "إنها لا تعتبر تقدم داعش شرقي البلاد بسوريا انتصارا للتنظيم الإرهابي على القوات الحكومية السورية".
وبرر المتحدث باسم القوات الروسية في قاعدة حميميم، أليكسندر إيفانوف، تقدم داعش بأن "المنطقة لا تحتوي على مقاتلي فرق النخبة البرية السورية بل إنها تقتصر على الوحدات المساندة للقوات الحكومية السورية، والتي تعتبر ذات خبرة قليلة نسبيا في معارك الصحراء والمناطق الواسعة".
وكانت القوات المسلحة العراقية قد شنت غارات جوية على مناطق في شرق سوريا بين دير الزور والحسكة خلال الشهر الجاري، فيما بدت إشارة على نشاط التنظيم في آخر مناطق سيطرته.
وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدوانه على عفرين السورية مطلع العام الجاري، فيما تحدثت تقارير صحفية أن أنقرة جندت ودربت إرهابيي التنظيم للمشاركة في معركة "غصن الزيتون" التي أطلقتها في مدينة عفرين السورية، للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، الذين تعتبرهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني والذي تصنفه كمنظمة إرهابية.
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في وقت سابق، عن مقاتل في صفوف داعش ينحدر من الحسكة السورية، ولا يزال على صله بعناصر التنظيم، أن تركيا جندت ودربت إرهابيي داعش للمشاركة في معركة "غصن الزيتون" التي أطلقتها في يناير/كانون الاثني الماضي.
ولفت المقاتل الذي عرفته الصحيفة البريطانية باسم فرج (23 عاما) إلى أن القادة العسكريين الأتراك عمدوا إلى تغيير الطرق السابقة التي اعتمدت عليها عناصر داعش، مثل العمليات الانتحارية، والسيارات المفخخة حتى لا يستخدمونها في قتالهم بعفرين، للتعمية على حقيقة انتمائهم.
وكانت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" قد اتهمت الجمعة الماضية دولة تدعي الحرب على الإرهاب في سوريا لم تسمها بالوقوف خلف دعم قدرات داعش.
وقالت القناة الروسية إن "تنامي قدرات تنظيم داعش الإرهابي في ريف دير الزور وامتداده نحو مناطق وسط البلاد يعود إلى تقديم الدعم المادي واللوجستي من إحدى الدول التي تدعي محاربة الإرهاب في سوريا ضد القوات الحكومية السورية".
وكانت أبعاد علاقة تركيا بتنظيم داعش قد بدأت تتضح في أواخر عام 2016 حينما كشفت وثائق مسربة على موقع "ويكيليكس"، عن ضلوع بيرات البيرق وزير الطاقة التركي وصهر أردوغان، في تهريب نفط داعش إلى أنقرة.
وأظهرت عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي نشرها موقع ويكيليكس أن صهر أردوغان تفاوض مع قيادات داعش عن طريق وسطاء من شركة "باور ترانس" التي تورطت في تهريب نفط التنظيم الإرهابي إلى تركيا، رغم قرار حكومي تركي يحظر استيراد النفط أو تصديره، صدر عام 2011، إلا أن شركة "باور ترانس" لم يسر عليها القرار.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز