تحذيرات من محاولات داعش لاستغلال الفوضى في ليبيا
مع تعرض داعش إلى ضغوط في سوريا والعراق يحذر خبراء ومحللون من أن التنظيم الإرهابي قد يستغل الفوضى في ليبيا ويظهر هناك مرة أخرى
مع تعرض داعش إلى العديد من الهزائم والضغوط في سوريا والعراق يحذر خبراء ومحللون من أن التنظيم الإرهابي قد يستغل الفوضى في ليبيا ويظهر هناك مرة أخرى.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية، يعتقد أن داعش يعيد تجميع نفسه ويجند أعضاء جددا في المناطق الريفية جنوب الطريق السريع الساحلي الرئيسي من الشرق إلى الغرب، وفي مصراته التي تبعد عن الحدود التونسية مسافة 60 ميلا فقط، بعدما طرد من سرت؛ عاصمته الليبية، العام الماضي.
يقول روبرت يونج بيلتون، أحد محللي الإرهاب البارزين لـ "فوكس": "تأتي معظم قوتهم القتالية من تونس، لذلك ستكون مصراته مركز نمو ويمكن أن يعود داعش في ليبيا بسرعة".
وفي مقابلة مع الشبكة الأمريكية، قال العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إن داعش ظهر لأول مرة في ليبيا عام 2013، حتى قبل بروزه في العراق؛ وكان يضم مليشيات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية ومنشقين عن تنظيم القاعد في مدينة درنة بالقرب من الحدود المصرية.
لكن بمرور الوقت، يبدو أن داعش نقل عملياته من الحدود المصرية الشرقية، إلى الجانب التونسي الغربي. ووفقا للمسماري، أسس التنظيم الإرهابي مؤخرا مخيمات تبعد حوالي 25 ميلا عن شرق مدينة بني وليد، فضلا عن جنوب سرت.
ويؤكد ذلك محمد غسري، المتحدث الرسمي وأحد كبار القيادات في مليشيا البنيان المرصوص في مصراتة، حيث أعلن الأسبوع الماضي أنهم لاحظوا تحركات لداعش جنوب سرت، حيث يحاول إعادة تجميع نفسه واختراق خطوط قواتنا في الجنوب".
ويصف محللون عودة داعش إلى جنوب سرت بتهديد عالمي لا يمكن الاستهانة به، حيث يمكن أن يعرض التنظيم المصالح الغربية للخطر من خلال حرب العصابات التي تخرب منشآت النفط والموانئ الليبية، وفتح الباب أمام الأشخاص للهجرة الجماعية إلى أوروبا وزعزعة الاستقرار هناك.
وتقع مجموعة مهمة من حقول النفط الليبيى في جنوب سرت، فضلا عن معامل تكرير رئيسية. وتعتبر ليبيا مركزا لأكبر احتياطي في إفريقيا، ويسعى الجميع إلى الحصول على بترولها الخام عالي الجودة.
وعلى الرغم من أزمتها السياسية المستمرة ارتفع إنتاج ليبيا الأسبوع الماضي إلى حوالي 885 برميلا في اليوم، ما يجعلها منطقة أكثر أهمية بالنسبة لإنتاج البترول العالمي ووجود داعش فيها سيسبب كثيرا من المشكلات. وطالما استخدم داعش في سوريا والعراق حقول البترول كوسيلة لتمويل حكمه الإرهابي.
ومنذ وفاة معمر القذافي وليبيا في حالة مستمرة من الصراع، وأصبحت أرضا خصبة للمليشيات العنيفة والأسلحة وتجار البشر. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين الذي رفض ذكر اسمه لفوكس نيوز، أن الفراغ السياسي والأمني في ليبيا منذ 2011 سمح لداعش بالترسخ. مضيفا أن داعش لا يزال يشكل تهديدا ليس فقط بالنسبة لليبيا بل لجيرانها وأوروبا والولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز