بعد الغزو التركي.. مخاوف من ظهور جيل داعشي جديد داخل مخيم الهول
الغزو التركي لشمال سوريا يتسبب في انهيار الأمن في المخيم الذي يضم عرائس "داعش"
ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير مطول لها أن الأوضاع داخل مخيم الهول السوري الذي يضم نحو 10 آلاف سيدة من عرائس داعش وأطفالهن آخذة في التدهور، مشيرة إلى أن خلف هذا الهدوء الكامن على السطح بركان يضطرم.
وأوضح التقرير أن المعتقلات اللاتي ما زلن متشبعات بأفكار التنظيم المتطرف في المخيم أقمن محاكم شرعية، نفذت عدة اغتيالات استهدفت الرافضات للانصياع لأوامرهن.
- تايمز: "عرائس داعش" يحكمن مخيم "الهول" السوري بالحديد والنار
- "الجارديان": تحذيرات من هروب الدواعش من مخيم الهول بسوريا
وتتنوع جنسيات المعتقلات في المخيم بأكثر من 50 جنسية، غالبيتهن من دول مثل بريطانيا التي ترفض عودة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية.
تشير الصحيفة إلى أن قدرة سلطات المخيم على احتواء الآلاف من عناصر "داعش" تتضاءل، في حين يقول حراسه إنهم تمكنوا من إحباط أكثر من مائة محاولة للهروب في الأشهر الأخيرة، حتى إنهم عثروا على نفق داخل إحدى الخيام، يمتد نحو السياج المحيط. وتمكن بعضهم من الفرار، لكن الحراس تمكنوا من إعادتهم.
وتقول أم عبد الله، معتقلة تبلغ من العمر 37 عاما من السودان، في مقابلة مع "الإندبندنت": "نرى ذلك يحدث طوال الوقت. الكل يعلم. تلاحظ اختفاء مجموعة ثم تكتشف أنها فرت. ثم تذهب مجموعة أخرى. وندعو لهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن مهربين يعملون لصالح "داعش" لإطلاق سراح نساء الهول. ووفقا لأم عبد الله، يتقاضى المهربون ما يصل إلى 15 ألف دولار لتهريب أحد سكان المخيم.
وأوضح التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المخيم، ناشدت المجتمع الدولي المساعدة في المهمة الهائلة المتمثلة في احتجاز كثير من المتعاطفين مع "داعش"، وأن المهمة أصبحت أكثر صعوبة في الأشهر الأخيرة بسبب الغزو التركي.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها اضطرت إلى إرسال نصف حراسها لمحاربة الغزو التركي، ما أضعف قبضتها على المحتجزين في المخيم.
تقول إيلول رزكار، 30 عاما، إحدى حارسات المخيم، لـ"الإندبندنت": "منح الهجوم التركي المعتقلين الأمل. وكثفت المعتقلات من هجماتهن وأخذن في إحراق الخيام والقيام بأعمال شغب. وحاولن قتل الحراس عدة مرات".
كانت رزكار، إحدى أوائل المشاركات في الحرب ضد "داعش" وعضوة مليشيا وحدة حماية النساء الكرديات، بين من تعرضوا لتلك الهجمات.
وأوضح التقرير أن عرائس "داعش" حاولن السيطرة على المخيم بتكوين نظام أمني لفرض أفكار التنظيم المتطرفة في المخيم. ونفذن عمليات قتل وحشية لسكان آخرين.
وتقول سلطات المخيم إن 9 عمليات قتل وقعت في الأشهر الأخيرة، كانت إحدى ضحاياها فتاة أذربيجانية في الرابعة عشرة من عمرها قتلت خنقا لرفضها الانصياع لأوامر تغطية وجهها. كما تعرض الشاب السوري عبد الله أحمد للطعن حتى الموت بسبب تعاونه مع الحراس الأكراد.
في مكان ما بين هذه الخيام المتراصة يعتقد أن هناك 18 سيدة بريطانية على الأقل، وأطفالهن أيضا. يقول المسؤولون البريطانيون إن عرائس داعش يشكلن تهديدا مثل الرجال. وستواجه المحاكم البريطانية صعوبات بالغة في مقاضاتهن بسبب عدم وجود أدلة على جرائم محددة. ونتيجة لذلك، كانت الدول الأوروبية، خصوصا المملكة المتحدة، مترددة في إعادة مواطنيها.
في مقابلة مع "الإندبندنت" في وقت سابق من هذا العام، وصف الميجور جنرال أليكوس غرينكويش، نائب قائد التحالف الدولي لقتال داعش، انتشار التطرف في المخيمات بأنه "أكبر خطر استراتيجي طويل الأجل" في الحرب ضد الجماعة المتطرفة، خارج ساحة العمليات العسكرية.
مخيم الهول هو أكبر المخيمات التي تضم معتقلي "داعش"، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 ألف شخص - معظمهم من النساء والأطفال من سوريا والعراق. يضم هذا الملحق نحو 10 آلاف مواطن أجنبي، نصف سكانه تقريبا هم أطفال تقل أعمارهم عن 12 عاما. وسيكونون قد تعرضوا لسنوات من تلقين العقائد في مبادئ "داعش"، التي قد تستمر حتى يومنا هذا.