«إخوانك ولا تعرف عنهم شيئا».. كيف دخل الإسلام إلى موريشيوس؟
جمهورية موريشيوس واحدة من الجزر الساحرة في المحيط الهندي، ورغم أنها نالت استقلاليتها مؤخرا فإنها تتمتع بنظام متكامل الأركان واقتصاد جيد.
وموريشيوس عبارة عن مجموعة جزر صغيرة وسط المحيط الهندي، عرفت لأول مرة على يد البرتغالي دون بيدرو ماسكارينهاس عام 1505، وتوالى عليها المحتلون بداية من الهولنديين ومرورا بالفرنسيين ثم الإنجليز.
وأعلنت موريشويس استقلالها في 12 مارس/آذار 1968 عن آخر المحتلين (بريطانيا)، تحديدا بعدما أجرت البلاد انتخابات عامة في 1967 ووضعت دستورا جديدا، انتهاء بالإعلان عن جمهورية موريشيوس في 12 مارس/آذار 1992.
حاليا، تُعرف موريشيوس على أنها جمهورية ديموقراطية مبنية على نموذج ويستمينستير والذي يضمن الفصل بين كل من القوى التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتبلغ مساحتها نحو 2,500 كيلومتراً.
ويبلغ عدد سكان هذه الجزر نحو 1078000 نسمة وفقاً لإحصاء عام 1988، إذ يسكنها جنسيات وثقافات وأديان متنوعة ومختلفة.
ووفقا لدستور موريشيوس لسنة 1968 فإن التصنيفات الدينية في الجزيرة هي أربعة: الهندوس، المسلمون، الصينو-موريشيوسيون، وعامة السكان.
كيف دخل الإسلام إلى موريشيوس؟
وصل الإسلام إلى موريشيوس مبكرًا، تحديدا في القرن الرابع الهجري عبر التجارة، إذ وفد إلى الجزيرة العديد من التجار العرب لكنهم لم يستقروا بها.
ثم عاد الإسلام إلي موريشيوس عن طريق الهند في عهد الاستعمار الإنجليزي، أي في القرن 18 ميلاديا، وكان أوائل المسلمين من البحارة والتجار والحرفيين وبعض الأفارقة.
ومن أبرز الهجرات الآسيوية التي نقلت الإسلام إلى الجزيرة، هجرة ماليزية من مسلمي الملايو، إذ جاء مسلمون هنود من سورات وكتش للمكان، لينتشر الإسلام في موريشيوس بواسطة التجار العرب والمهاجرين من الهند وعن طريق المهاجرين من ماليزيا.
وبشكل عام، يشكل المسلمون حاليا نحو 17.3% من إجمالي سكان موريشيوس، وأغلب مسلمي الجزيرة من أصل هندي إلا أن هناك أعداد متزايدة من الجنسيات الأخرى في الجزيرة اعتنقوا الإسلام.
أيضا أغلب مسلمي موريشيوس من السنة، تقريبا 95% منهم، ويفهون لغة الأردو، وداخل الجالية المسلمة في الجزيرة هناك ثلاثة جماعات عرقية متميزة، أشهرها الميمونيون، والسورتيس (الملوك الأثرياء الذين أتوا من كوتش وسرات في الهند)، ثم "الكالكاتياس الهنود" الذين جاءوا من بيهار إلى مورشيوس للعمل بالسخرة.
ويوجد بين مسلمي موريشيوس أقلية شيعية، وترجع أصولهم إلى مناطق مختلف من جنوب آسيا، بينما الآخرين من الشيعة الإسماعيلية القادمين من شرق أفريقيا، وغالبية الشيعة من الإثنى عشرية مع أعداد قليلة من الإسماعيلية. وهناك كذلك أقلية أحمدية.
أول مسجد بُني في موريشيوس هو مسجد كامب دي لاسكار في عام 1805، ويعرف الآن رسمياً باسم "المسجد الأقصى"، وتلاه مسجد الجمعة في بورت لويس والذي بُني في خمسينيات القرن التاسع عشر ويوصف في دليل وزارة السياحة على أنه واحداً من أجمل المباني الدينية في موريشيوس.
وتوجد الكثير من المساجد الصغيرة في البلدات والقرى، والهيئة الإسلامية المعترف بها من قبل الحكومة هي تلك الموجودة بمسجد الجمعة في بورت لويس.