"إسلام قلعة".. طبول الحرب على أعتاب مغارة "علي بابا" أفغانستان
تتصاعد عمليات الحشد والحشد المضاد للجيش الأفغاني وحركة طالبان استعدادا لمعركة معبر "إسلام قلعة"، أحد مصادر الدخل الرئيسية لولاية هرات.
ومثل إعلان حركة طالبان، الجمعة، استيلاءها على "إسلام قلعة" صدمة قوية للحكومة الأفغانية، إذ يعد أهم معبر حدودي مع إيران.
ويصف البعض المعبر الأفغاني بأنه "مغارة علي بابا" لولاية هرات، الذي تعتمد على أموال الجمارك الوافدة منه في عمليات إعادة البناء ومصروفاتها السنوية.
ومدينة هرات هي ثاني كبرى المدن في أفغانستان، ما دفع القوات الأفغانية إلى وضع المتاريس داخل شوارعها استعدادا لخوض معركة استعادة المعبر.
وتتزايد أهمية "إسلام قلعة" لكونه يمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين إيران وأفغانستان، حيث تعد الأخيرة دولة حبيسة بلا منافذ بحرية.
والمعبر الحدودي هو ثاني معبر حدودي رئيسي تسيطر عليه طالبان منذ إطلاق هجومها الخاطف في أوائل مايو/أيار الماضي، مع بدء واشنطن المرحلة الأخيرة من انسحابها من البلاد.
ومنذ أسابيع، تحقق حركة طالبان مكاسب على الأرض، لكن هجماتها تسارعت مع الانسحاب الأمريكي الذي أنهى فعليا تدخلا لواشنطن بدأ منذ الإطاحة بحكومة طالبان في 2001.
وارتفعت أهمية المعبر نفسه للإيرانيين والأفغان بعد حصول كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأمريكية.
لكن المفاجأة أن هذا المعبر ليس الوحيد على حدود البلدين، والذي سقط فعليا في أيدي طالبان، إذ سيطرت الحركة على معبر أبونصر فراهي الحدودي.
وأمام هذه التطورات، أعلنت إيران وقف حركة التجارة مع أفغانستان حتى إشعار آخر، بحسب متحدث باسم الجمارك الإيرانية.
واضطر مسؤولو الأمن والجمارك الأفغان الفرار عبر الحدود، بعد هجوم حركة طالبان، وأن عددا من الجنود الأفغان لجأوا إلى داخل إيران أيضا، وفقا لتقارير إعلامية إيرانية.
لكن الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد حذر من أي تدخل لطهران في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وسط معارك دائرة بين القوات الحكومية وطالبان.
وكانت إيران أعلنت، الإثنين، إغلاق قنصليتها في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان بسبب تقدم عناصر حركة طالبان نحو هذه المدينة، فيما قامت طهران بنقل دبلوماسييها إلى العاصمة كابول.
وبات "إسلام قلعة" هو ثالث معبر يسقط في أيدي حركة طالبان بعد "شير خان بندر" المعبر الحدودي الرئيسي بين أفغانستان وطاجيكستان.
وتحظى أفغانستان بحدود مشتركة مع 6 دول هي (باكستان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان والصين)، ومع ذلك فإن أفغانستان دولة حبيسة لا سواحل لها على البحار، وتعتمد على المنافذ في حركة التنقل مع دول الجوار بشكل كبير.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز