نقول لـ"الجزيرة القناة" و"شبه الجزيرة الدولة"، كفاكم عبثا وفسادا ومكرا في هذه الأمة.
شاب رأسي ورأس الأفعى لم يتُبِ.. إن الحريصَ على الخبثِ لفي تعبِ
باختصار نقولها بالخليجي "يا وجه استح" وبالشامي نقولها "إيه يا عيب الشوم"، وبعبارة مسلسل "حارتنا" نقول "يا عيب الشنبات على الرجال"، أو إن شئت قل على "أشباه الرجال".
باختصار، كلامنا اليوم موجه إلى الذرّة الباقية من عروبة ممن تسموا بالعرب، كلامنا إلى البقية الباقية من ذرات الضمير ممن تسموا بالإعلاميين، كلامنا موجه إلى من كانوا وما زالوا ينادون بالحرية والديمقراطية و"الرأي والرأي الآخر" إلى من زعموا أنهم "منبر من لا منبر له"، إلى الذين زعموا وما زالوا يزعمون بأنهم "حاضنة الحرية" و"رواد الإعلام العربي".
فبدلا من أن يكونوا بُناة مجد وتميز في حاضر أمتهم العربية ومستقبلها، أصبحوا معاول هدم وتخريب وتحريض وممارسة يومية للقتل الإلكتروني من خلال اُسلوب التهييج وخلق الفوضى والدمار، وذلك عبر خدمة غير مجانية وغير شريفة إلى مرشدتهم شريفة.
أعجب كل العجب أين كانت عقول مشرفي ومسؤولي "الجزيرة" التي أذاعت الخبر ، بل أين أفئدة تلك الأفواه التي أذاعت الخبر وقرأته، بل أقول أين الحرفية الإعلامية لكل من أعد الخبر وقرأه ونشره وغرّد به؟
هذه "آخرتها"، على ما قاله الراحل معمر القذافي: "تبيعوا ذممكم الباقية وشنباتكم التالفة إلى عدو يتربص بالعرب والمسلمين بل والإنسانية جمعاء، إلى عدو يتجهم العرب وهو عدو غير شريف وخبيث وبغيض، وأنتم في ضمائركم الداخلية تعلمون ذلك لكنكم تغالطون أنفسكم ضمانا للقمة العيش وضمانا لعدم ضياع "البونص".
لا ننكر عليكم حرفيتكم في الإلقاء وفِي مخارج الحروف، ولا ننكر عليكم توفر الأجهزة الفنية والتقنية العالية في تغطية الأخبار والأحداث والفعاليات، ولا ننكر عليكم المستوى العالي في تغطية معظم الأحداث والإصرار على الوصول إلى مصدر الخبر وتعزيز ذلك بالتصوير المباشر في غالب الأحيان.
إلا أنه في المقابل بات واضحا للجميع كبواتكم الكارثية التي لا تغتفر في مجال الإعلام، وفِي مجال الحيادية في الطرح و"الرأي والرأي الآخر".
لكن للأسف فإن كبواتكم وغفواتكم تجاوزت المعقول واللا معقول، وهي قد تجاوزت كل حرفية حرصتهم عليها، ودمرت كل مهارة اعتدتم عليها، وأساءت لكل فن اتقنتموه ولكل تقنية تملكون، نقول ذلك وقد "فاحت ريحة خياناتكم" لأمتكم العربية ولمهنتكم و لضمائركم، أقصد بقايا ضمائركم.
ولعل الأحداث الأخيرة التي فشلتم فيها بامتياز مع "مرتبة العار الأولى" في عرض كل ما يتعلق بدول مقاطعة الاٍرهاب والشر تؤكد ذلك، حيث يتبين لكل مبتدئ في السنة التمهيدية في الإعلام أو حتى في مجموعات النشاط الطلابي في المدارس أن قناة الجزيرة فقدت أبجديات التغطية الإعلامية من حيث ضرورة التأكد من صحة الخبر قبل إذاعته من عدة مصادر وشواهد، وتعزيز ذلك بالصور ومقاطع الفيديو وشهادة الشهود، لكنه يبدو لي والله أعلم بأن مركز قناة الجزيرة الإعلامي نسي دوره في تأهيل كوادر إعلامية وتفرغ بدلا عن ذلك بتأهيل "كوادر إرهابية"، استخدمت "منبر من لا منبر له" بالطعن في الأمة العربية وشعوبها وقادتها خدمة لسادة "الجزيرة".
نقول ذلك ولعل التغطيات الإعلامية الفاشلة مؤخرا ما يؤكد ذلك خاصة حول مزاعم ضرب "مطاري أبوظبي و دبي الدوليين" ما يُسمى بصواريخ أذناب إيران الإرهابية من الحوثيين .
أعجب كل العجب أين كانت عقول مشرفي ومسؤولي "الجزيرة" التي أذاعت الخبر ، بل أين أفئدة تلك الأفواه التي أذاعت الخبر وقرأته، بل أقول أين الحرفية الإعلامية لكل من أعد الخبر وقرأه ونشره وغرّد به؟
لكن الذي يظهر للعيان أن مسؤولي الفترة التي أذاعت الخبر، أو الذي أعادوا إذاعته ونشره والمشرفين على القناة جميعا سقطوا في الدرس الأول لكل إعلامي مبتدئ وهو درس مهارة صياغة الخبر الإعلامي، هل الأقوى تأثيرا عندما نقول: كلب عضّ رجلا؟ أو رجلٌ عضّ كلباً؟
ولعل الإخوة الاعلاميين المحترمين الذين درسوا الإعلام عن جد يدركون ما أعني، حيث إن هذا هو الدرس الأول لكل إعلامي محترف ومحترم.
نقول لـ"الجزيرة القناة" و"شبه الجزيرة الدولة"، كفاكم عبثا وفسادا ومكرا في هذه الأمة.
نقول إن ما ترونه من ردود أفعال شعبية تجاهكم إنما ذلك رد فعلي طبيعي لم يصل بعد إلى مستوى الإسفاف والعهر الإعلامي الذي تمارسونه، وأخشى أن تتطور ردود الأفعال الشعبية تجاهكما بشكل أكثر وأكثر وتصل لمستوى ينطبق عليه قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا .. فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وأخيراً نذكّر "قناة الجزيرة" بحديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا).
وصور القتل متعددة قد تكون بالقتل المباشر باليد أو السلاح، وقد تكون أمراً شفهياً أو كتابياً للآخر بالقتل، وقد تكون إيماءة، وقد تكون تغريدة وقد تكون تحريضاً على الخراب والدمار وقد تكون تهييجاً، الأمر الذي تنتج عنه الفوضى والقتل والدمار.
وَمِمَّا يعتقده كاتب هذه السطور أن قناة الجزيرة وموظفيها ومذيعيها قد أسهموا إسهامات مباشرة وغير مباشرة في القتل والفوضى والدمار والتشريد الذي يعاني منه عالمنا العربي هذه الأيام، وأنهم يمارسون الفكر الداعشي باحترافية عالية وممنهجة حتى أصبحت "الجزيرة الداعشية" منبر مَن لا منبر له، من أصحاب الفكر الداعشي، وأصبحت أداة دمار من أدواتهم وسوف يحاسبهم الله عز وجل يوم القيامة فيما سببوه من دمار وقتل وتشريد.
ونذكّرهم بقول الشاعر
ما من كاتب إلا سيفنى.. ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء.. يسرك في القيامة أن تراه
آهات وآهات تخرج من عمق صدور العرب تجاه ما يحدث في عالمنا العربي من خلال شاشات إعلامية يديرها أبناء جلدتنا ويجلدون بها جلود أمتهم العربية، وهي التي علمتهم وربتهم وكبرتهم، فعادوا ينخرون في جسدها..
انتهت كلمات كاتب هذه السطور.. ولم تنته همومه.. ولن تنتهي طالما يوجد من بني جلدتنا على شاكلة "الجزيرة الداعشية ".
وأخيرا نقول: الجزيرة.. كلاكيت مليون مرة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة