من كوكب الشرق إلى ياسر جلال.. نجوم تبرعوا بالمال في حب مصر
تبرع الفنان المصري ياسر جلال بـ3 ملايين جنيه، لصندوق تحيا مصر، وطالب زملاءه الفنانين بالتبرع، مؤكدا أنه لا يهوى الشهرة أو البحث عن دور.
وأوضح ياسر جلال أن الأزمة التي تمر بها مصر هي الدافع الوحيد وراء تصرفه، وهو ما نال إشادة شعبية واسعة، حيث أعاد إلى الأذهان أسماء كبيرة، شاركت في دعم مصر في أثناء محنة الحرب.
وكانت لهؤلاء النجوم مساهمات مالية وسياسية لدعم الوطن في محطاته وأوقاته الحرجة، ولعل أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم، التي خصصت ريع العديد من حفلاتها بعد نكسة عام 1967 لدعم المجهود الحربي.
وفي هذا التقرير، ترصد "العين الإخبارية" دور نجوم الفن بمصر في مساندة وطنهم، بالمال والمواقف السياسية، بل إن البعض ذهب لحد حمل السلاح دفاعا عن الوطن.
ولفت الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن هناك تاريخا طويلا للفنانين المصريين في الوقوف مع الدولة، فعلى سبيل المثال عندما قامت ثورة 23 يوليو/ تموز 1952، تبرع قطاع عريض من النجوم بالمال، وكان من بينهم الفنان إسماعيل ياسين الذي دفع، حينئذ، مبلغا قيمته 2000 جنيه، وهو بالمناسبة مبلغ كبير جدا" في هذا الوقت.
وأضاف الشناوي لـ"العين الإخبارية"، أن "الأمر لم يتوقف عند إسماعيل ياسين، ولكن تبرع فريد الأطرش وليلى مراد، وأنور وجدي، وفاتن حمامة، وهذا الموقف يكشف عن حجم الوعي لدى نجوم ذلك العصر بضرورة الوقوف مع الدولة في المواقف الحرجة".
وتابع الشناوي: "لم يتوقف الأمر عند التبرع بالمال، ففي عام 1956 انضمت الفنانة تحية كاريوكا إلى المقاومة الشعبية، وفي عام 1967 قامت النجمة الراحلة نادية لطفي بدور مهم في رعاية مصابي الحرب في المستشفيات، وتعلمت وزميلاتها التمريض".
وأضاف طارق الشناوي أن هناك أيضا مواقف رائعة للنجوم لم تكن معلنة، وأكبر دليل على ذلك أن نجوما في حجم عبدالحليم حافظ ونجاة وفايزة أحمد وغيرهم كانوا يشاركون بالغناء في برنامج إذاعي يحمل اسم "حول الأسرة البيضاء" تقديم سامية صادق، ويقومون بالغناء لصالح المرضى، ويعد هذا التصرف بمثابة موقف اجتماعي لصالح الدولة.
وتعد كوكب الشرق أم كلثوم علامة مميزة في دعم الوطن العربي وليس مصر فقط، ففي مطلع الستينيات حدث زلزال قوي في أغادير بدولة المغرب، وذهبت إلى هناك أم كلثوم وغنت من أجل الضحايا.
ويكشف هذا الموقف، بحسب الشناوي، عن الدور القومي للفنانة الكبيرة التي غنت من أجل مصر، ولدعم المجهود الحربي بعد نكسة 1967، ولا يعلم كثيرون أن أم كلثوم كانت تدفع من جيبها أجور الفرقة الموسيقية، وترفض أن تحملهم أعباء حرصا على أسرهم، وكانت تعمل ذلك في السر".
وتابع الشناوي "ما فعله ياسر جلال تصرف رائع، لكن عددا كبيرا من نجوم الفن لا يشعرون بأهمية الواجب الاجتماعي، مثلا هناك فنانون يعانون من البطالة خاصة بعد جائحة كورونا، فلماذا لا يجتمع عمرو دياب وأنغام وغيرهم في حفل لدعم صناديق النقابات الفنية الثلاثة، فمثل هذه المواقف تعد دعما للوطن أيضا".
بدوره أعرب الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين عن فخره بما فعله ياسر جلال، مضيفا: "أعلم جيدا أن هناك عددا كبيرا من الفنانين يتبرعون لدعم قضايا الوطن، والرائع في تصرف ياسر جلال هو أنه سيفتح شهية باقي الزملاء للتبرع، فقد ضرب مثلا رائعا لأي إنسان مخلص لوطنه".
واستكمل أشرف زكي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" قائلا: "بالمناسبة الفنان المصري على مر التاريخ، له دور مشرف في دعم الوطن، والماضي أكبر دليل على ذلك، فلا أحد ينسى دور أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب في دعم المجهود الحربي، والفنان المصري لديه وعيا كبيرا، ويشعر بالهم والمسؤولية المجتمعية.
من جانبه اعتبر المنتج والفنان التشكيلي حسين نوح أن "الفنان قدوة، وما قام به النجم ياسر جلال يعد تصرفا وطنيا رائعا، وجميل أن يتوحد الإنسان مع أوجاع وطنه، ويعلم الكثير من الناس أن هناك نجمات تطوعن أيام الحرب في المقاومة الشعبية، وتدربن على حمل السلاح مثل تحية كاريوكا، وأخريات لعبن دورا مهما في رعاية المصابين بالمستشفيات وتحفيز الجنود على الجبهة مثل الرائعة نادية لطفي.
واختتم نوح حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا: "الفنان بحكم عمله أكثر الناس إحساسا بوطنه، وأتمنى أن يتبنى زملاء ياسر جلال نفس موقفه الإنساني، ويقلده القادرون في الانحياز لقضايا الوطن وأوجاعه".
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز