هل تغسل ثلوج الأستانة دماء السوريين؟
يترقب السوريون محادثات الأستانة بمزيد من الأمل، في ظل انعدام فرص الحل في هذا البلد الذي اقترب من الدخول إلى سنة سابعة من الحرب.
يترقب السوريون محادثات الأستانة بمزيد من الأمل، في ظل انعدام فرص الحل في هذا البلد الذي اقترب من الدخول إلى سنة سابعة من الحرب بين النظام ومليشياته من إيران والعراق ولبنان، والمعارضة بفصائلها المسلحة من كل حدب وصوب.
وتتجه الأنظار إلى عاصمة كازاخستان هذه المرة والتي لا تتمتع بثقل تاريخي كما الدول الأوروبية الأخرى التي استضافت مؤتمرات شبيهة لحل الأزمة السورية سابقاً، فيما تدور معارك عنيفة في ريف دمشق وبالتحديد بوادي بردى وأخرى ضارية في تدمر بين جيش الأسد وتنظيم داعش.
كما تشتعل الجبهات السورية في إدلب وأرياف حلب والرقة ودير الزور والحسكة ودرعا وغيرها من المدن التي لم تسمع بوقف إطلاق النار المفروض قبل عدة أسابيع في ظل عشرات الانتهاكات التي قد تُفشل محادثات الأستانة.
وفي دراسة أحد المحاور الأساسية في المحادثات، يؤكد محللون أن تثبيت وقف إطلاق النار لا يعتبر كافياً إذا ما اتفق عليه المتحدثون، وهو برعاية روسيا وإيران، ما يتعارض مع الدور التركي وخلاف أنقرة مع دمشق.
ويضيف المحللون أن الدور المحدود لسفراء الدول الأوروبية قد يُضعف المحادثات كفرنسا وبريطانيا، فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن ما يُحسب لهذا المؤتمر أنه مخصص للعسكريين، ويبدو أنه جاء بعد الفشل المتكرر لأي تسوية سياسية وكل المؤتمرات السابقة كانت محصورة بالحوار السياسي ولم يجدِ نفعاً إلى الآن.
ويعتقد محللون أن صراعاً جديد سيظهر بين الأطراف المشاركة في الحوار والذين لم يشاركوا، ما يعني أن معركة عسكرية قد تكون على الأبواب بعد الانتهاء من محادثات الأستانة.
ويرون أن السوريين متخوفين في نفس الوقت من الفشل الذي ينتظر الأطراف المتحاورة في الأستانة كما غيره من المؤتمرات، في ظل عدم دعوة العديد من الكتائب المهمة كوحدات حماية الشعب الكردية المقاتلة ضد داعش، علماً أن من أهم أهداف هذا المؤتمر الآسيوي محاربة داعش.
سياسياً، من المرتقب أن يتغلب الطرفان الأمريكي والروسي على مجمل خلافاتهما بشأن الملف السوري، في الوقت الذي لا تزال أطراف المعارضة تردد تصريحات روسية بشأن مخاوفها من أن تعيق إيران إنجاح هذا الحوار الذي يأتي بمشاركة بشار الجعفري، ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة، ومحمد علوش، رئيس وفد فصائل المعارضة.
وعملياً استثناء تنظيمي داعش وجبهة النصرة من وقف إطلاق النار يعني أن المعركة ستطول في أكثر الجبهات العسكرية اشتعالاً بسوريا وتراق المزيد من الدماء يومياً، بحسب عسكريين.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز